عبر أحمد ابوالغيط فى اول تصريح له عقب اختياره أمينا عاما للجامعة عن شعوره بثقل حجم المسئولية والتكليف الملقى على عاتقه من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها كجامعة للعرب كافة، فى ظل وضع عربى صعب وغير موات، مؤكدا أنه يتعهد ببذل كل جهد ممكن وبكل الإخلاص، خلال فترة توليه مسئولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربى المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية. وقال إنه سيبدأ على الفور فى السعى من أجل متابعة تفاصيل كافة القضايا التى تستدعى مسئولياته الإلمام بها، وحتى يكون مستعدا بشكل كامل للقيام بهذه المهام عقب انتهاء ولاية الدكتور نبيل العربى، الذى قاد عمل الجامعة العربية فى ظروف بالغة الدقة والصعوبة. وتوقعت مصادر دبلوماسية ل"النهار" أن يزور ابوالغيط العاصمة الموريتانية نواكشوط عقب عيد الفطر المبارك للقاء الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز لوضع اللمسات الاخيرة لملفات القمة العربية، كما سيقوم بزيارة للبحرين للقاء العاهل البحرينى حمد بن عيسى آل خليفة والتى ستكون أول زيارة عربية له وفقا لما صرح به باعتبار البحرين "الرئيس الحالى لمجلس الجامعة العربية"، وبالتالى سيكون هناك تنسيق على أعلى مستوى لضمان نجاح القمة العربية. من جانبه، أكد حامد السيد، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، ان المهمة الاساسية للامين العام الجديد للجامعة العربية هى الاصلاح وتطوير الجامعة والعمل على ادخال تعديلات جوهرية على ميثاقها للاسهام فى بلورة مواقف حقيقية تمكن من معالجة الازمات السياسية والنزاعات العسكرية ومواجهة المشكلات والتحديات التى تواجه الدول العربية بشكل عام، وبالطبع لن يتأتى ذلك الا بتغيير الميثاق الذى وضع منذ عام 1945 من اجل ان يتواكب مع متغيرات العصر وهو ما لم يتحقق الا بتوافق عربى شامل، وبالتالى تغيير الميثاق يفتح الباب امام آليات عمل جديدة على المستوى العملى لتنفيذ وترجمة قرارات وسياسات الجامعة العربية وتتمثل هذه الاليات ايضا فى الاسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة التى اقرتها قمة شرم الشيخ فى مارس الماضى لحماية الامن القومى العربى ومكافحة الارهاب والتنظيمات الارهابية التى تهدد استقرار دول المنطقة. كما ان القمة العربية فى حد ذاتها تشكل آلية لابد ان تكون قراراتها ملزمة فقرارات جيدة تم الاتفاق عليها ولم تنفذ، كما انه بات من الصعوبة التوصل لقرار يرضى كل الاطراف ولا نجد اجماعا كاملا على قرار، وان كان هناك قرار بالاغلبية فلا تتوافر له قوة للتنفيذ ومن ثم نستشعر التباطؤ فى تنفيذ تلك القرارات حتى تصبح مجرد ملفات فى الادراج ولذلك لابد من وجود آليات لتنفيذ ما اتفق عليه. فالمرحلة المقبلة تتطلب من الامين العام لملمة الجراح العربية ورأب الصدع العربى لمجابهة التهديدات الراهنة وفى مقدمتها الارهاب، وثمة تفاؤل ازاء التعامل مع الازمات الراهنة فى ظل التوافق العربى على أبوالغيط كأمين عام للجامعة العربية يملك خبرات نأمل أن تسهم فى جمع الشتات العربى.