أكد الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب على أهمية مواصلة الجهود لدعم الشعب الليبي وتحقيق تطلعاتهوأكد د. محمود جبريل رئيس الوفد الليبي الذي شغل مقعد ليبيا بعد قرار اعادة عضويتها اليوم لمجلس الجامعة ضرورة توفير ال 2.5 مليار دولار التي دعت اليها قطر قبل عيد الفطر المبارك لمساندة الثورة الليبية وهي المبادرة التي دعت اليها دولة قطر .ونبه د. جبريل خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الطاريء الذي عقد برئاسة سلطنة عمان على أهمية المساندة العربية ماديا للمجلس الانتقالي من أجل توفير متطلبات الشعب الليبي وتوفير الخدمات التي يحتاجها وحماية وصون الامن في ليبيا ، معتبرا أن العجز في توصيل الخدمات للشعب الليبي سيؤدي الى فراغ سياسي سيقود بدوره الى أزمة عدم ثقة في دور المجلس .ولفت الى أن شرعية المجلس الانتقالي كانت تعتمد على دوره النضالي ضد نظام العقيد القذافي خلال الأشهر الستة الماضية ، موضحا أن شرعيته الآن مؤسسة على قدرته على تلبية مطالب الشعب وتوفير الخدمات الضرورية .ورأى أن عدم الاستقرار الحقيقي في ليبيا قد ينشأ في الفترة القادمة عن عجز المجلس الانتقالي عن توفير هذه الخدمات ، مطالبا الدول العربية بتفهم هذا الامر والضغط على الجهات الدولية التي لديها اموال ليبية مجمدة من اجل ايصال هذه الاموال للشعب الليبي ، مؤكدا ان المعركة الاكبر في ليبيا حاليا تتمثل في توفير الخدمات وحفظ الامن وضبطه واجراء المصالحة الوطنية .ونوه بدور الجامعة العربية تجاه الثورة الليبية والذي ارخ لمسيرة جديدة في ادائها انحيازا لارادة الشعوب العربية .واعرب د. جبريل عن تقديره وامتنانه وعرفانه بالموقف الذي تبنته الجامعة العربية في 12 مارس الماضي بالطلب من مجلس الامن فرض الحظر الجوي على ليبيا ، معتبرا ان هذا الموقف والذي وصفه بالجريء كان الخطوة الاولى التي ساهمت في حماية الشعب الليبي من مجازر بشرية كانت ستشكل وصمة عار في التاريخ العربي لو لم يتم منعها .وقال ان ليبيا مرت بستة اشهر عجاف خلال الفترة الماضية لكن الجامعة العربية شكلت خير سند وقدمت العون الكبير الذي ساهم في تحقيق الانتصار لثورة الشعب الليبي ، مضيفا ان موقفنا من هذا الدعم السخي يتراوح بين التقدير والتفهم والعذر للدول التي لم تتمكن من مساندتنا ، منبها الى أن ليبيا ستستمر في التعاون مع مختلف الدول العربية والالتزام بمحددات العمل العربي المشترك .واقترح د. جبريل عقد ندوة عربية بمشاركة الشباب العربي للتعرف على طموحات هذا الجيل الجديد وتطلعاته في التغيير .وكان مجلس الجامعة قد عقد اجتماعه الطاريء مساء اليوم وشهدت بداية الجلسة رفع علم الاستقلال الليبي ضمن اعلام الدول الاعضاء بالجامعة العربية داخل القاعة الرئيسية للاجتماع وعلى المقعد المخصص لليبيا .ورحب يوسف بن علوي وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية بعودة ليبيا للجامعة العربية ،كما رحب بمشاركة د. محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الليبي الانتقالي في الاجتماع الطاريء ممثلا لليبيا وبوزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم ، معبرا عن تهنئته للمجلس الانتقالي باعتباره الممثل الوحيد للشعب الليبي ، متمنيا أن تستعيد ليبيا في الفترة القادمة دورها الاصيل والمهم في اطار الجامعة العربية بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ، كما اعرب عن امله في ان يحقق الشعب الليبي كل ما يصبو اليه من استقرار وتقدم ورخاء .وأكد بن علوي في الوقت ذاته على ضرورة أن يعمل العرب على التغلب على الأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا، منبها الى أن سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة ، مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء في سوريا ، بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها وفق قاعدة التفاهم بما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرارورحب بن علوي بمشاركة د. نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية لأول مرة في اجتماع المجلس الوزاري بعد توليه مهام منصبه في مطلع يونيو الماضي ، وأعرب عن تطلعه أن يسهم في وضع برنامج عمل عربي مشترك على أسس فعالة ، مؤكدا ضرورة التعاون مع الأمين العام للجامعة العربية لتحقيق ذلكورحب بن علوي بوزير خارجية مصر محمد كامل عمرو في أول مشاركه في مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.من جهته رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالوفد الليبي برئاسة السيد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي ، معربا عن سعادته باستعادة ليبيا لمقعدها ، وعودتها لتساهم في العمل العربي كما ورحب بوزير الخارجية محمد كامل عمرو.واشار الى أن المنطقة العربية تشهد ثورات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات ، والتغييرات الجذرية ، وقال إن هذه الثورات ليست من الصدف العابرة ، بل هي نتائج إرهاصات ، أملتها طبيعة التطور ، وهي مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي المواكب لعصره ، مؤكدا ضرورة التجاوب مع هذه المطالب دون تأخير .واوضح العربي أن الاحداث أثبتت عدم جدوى استعمال العنف ، بل يجب التجاوب مع هذه المطالب ، مؤكدا أن هذه الطريقة تؤمن البلاد العربية ضد التدخلات الأجنبية .وقال لقد أطلعت على عدد من الوثائق العربية التي لو التزمت بها الدول الأعضاء لكان الأمر مختلفا، مثل وثيقة التطوير والتحديث التي صدرت عن قمة تونس 2004 ، والميثاق العربي لحقوق الإنسان ، وهي وثائق تعزيز الديمقراطية ، وإطلاق الحريات ، واستقلال القضاء ، مشددا على الالتزام بهذه الأسس ، هو الذي يوفر الأمن للدول العربيةوأضاف أن الجامعة العربية تتعرض لضغط متزايد من الرأي العالم العربي فيما يتعلق بهذه التطورات ،وهي تحتاج إلى مواكبتها ، وأردف قائلا أنا أنوي أتقدم للمجلس في دورته القادمة ، تصور حول هذا الموضوع ودور الجامعة العربية في المرحلة القادمة.وأكد على متابعة جامعة لدول العربية للتطورات في ليبيا ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني ، مشددا على ضرورة الإفراج عن جميع الأموال الليبية المجمدة للاستفادة منها في إعادة البناء والإعمار ، وبناء المؤسسات الدستورية ، في إطار الحفاظ على وحدة ليبيا ، وكذلك العمل على إطلاق مشاريع لإعادة البناء .ونبه إلى أهمية الدعم العربي لتوجه فلسطين لطلب عضوية الأممالمتحدة، مجددا الدعوة في هذا الإطار إلى الالتزام العربي بدفع الحصص المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.