قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن شركات جوية بريطانية تعيد النظر فى قرار حظر السفر إلى شرم الشيخ بعد السادس من يناير الجارى، فيما يمثل بارقة أمل للسياحة فى المدينة التى تراجع مستوى الإشغالات بها بشكل كبير بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء نهاية أكتوبر الماضى، فيما حذر عاطف عبداللطيف، عضو جمعيتى مستثمرى جنوبسيناء ومرسى علم، من أن قرار الحكومة الروسية إلغاء تراخيص شركات السياحة التى يمتلكها أتراك بروسيا سيؤثر على حركة السياحة الروسية إلى مصر، مطالبا بسرعة التحرك للعمل على دخول شركات سياحية مصرية كبرى فى السوق الروسية لتحل محل الشركات التركية لنقل السائح الروسى لمصر فى حالة استئناف الروس رحلاتهم لمصر. وذكرت «إندبندنت» على موقعها الإلكترونى أن وزارة الخارجية البريطانية ما زالت تنصح رعاياها بعدم السفر إلى شرم الشيخ إلا للضرورة، فيما توقفت رحلات شركات الطيران البريطانية إلى المدينة المصرية منذ 17 نوفمبر وحتى الآن. وأشارت الصيحفة إلى تراجع أعداد السائحين فى شرم الشيخ بنسبة 85% بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، وما تبعه من قرارات لبعض الدول، منها بريطانياوروسيا، بحظر سفر مواطنيها إلى شرم الشيخ، الأمر الذى نتجت عنه خسائر كبيرة فى قطاع السياحة المصرى بلغت 120 مليون جنيه إسترلينى شهريا. ونقلت الصحيفة بيان وزارة الخارجية البريطانية، الذى جاء فيه أن الوزارة ستستمر فى العمل مع السلطات المصرية من أجل استئناف الرحلات بين بريطانياوشرم الشيخ بشكل منتظم، كما تنسق الوزارة مع شركات السياحة حتى تتمكن من استئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ فى أقرب وقت ممكن بعد دخول الاجراءات الأمنية اللازمة حيز التنفيذ. وأشارت إلى أن وزارة الخارجية لم تصعّد «مستوى التهديد» فيما يتعلق بالسفر إلى شرم الشيخ، على الرغم من أنه تم إخطار السائحين البريطانيين بإجراء ترتيباتهم الخاصة للعودة إلى المملكة المتحدة. وقالت: «قد يكون هناك ضوء فى نهاية النفق أمام مصر، خاصة أنه من المتوقع أن تتم مراجعة قرار حظر الطيران بعد 6 يناير»، لافتة إلى أن شركة توماس كوك البريطانية مدت «حظرها» للطيران حتى نهاية مارس من هذا العام. وأوضحت أن الخسائر المالية التى تتكبدها مصر إنما تعكس وضعا مشابها فى تونس التى تعانى تراجعا حادا فى أعداد السياح بعد تعرض مدينة سوسة الساحلية إلى حادث إرهابى نفذه تنظيم «داعش» فى 26 يناير الماضى، أسفر عن مقتل 38 شخصا، مضيفة أن تونس لم تشهد قرارا مماثلا بتعليق الرحلات الأجنبية، وألقى الحادث الإرهابى بظلاله على السوق السياحية وتسبب فى تراجع ملحوظ لأعداد السياح، وارتفاع لمعدلات البطالة. ولفتت «الإندبندنت» إلى أن تونس تفوقت على مصر فى تعويض الخسائر والتهيئة لتحسين أوضاع السياحة، حيث لجأت إلى تقديم عروض وتخفيضات على أسعار رحلات الطيران والفنادق بالمنطقة التى ضربها الحادث، فى إطار مساعيها لتعويض الخسائر بتشجيع السياح على زيارة البلاد. من جانبه، قال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعيتى مستثمرى جنوبسيناء ومرسى علم، إن قرار الحكومة الروسية إلغاء تراخيص شركات السياحة التى يمتلكها أتراك بروسيا سيؤثر على حركة السياحة الروسية إلى مصر، لأن تلك الشركات تتحكم فى تنظيم أغلب الرحلات إلى مصر. وطالب «عاطف»، فى تصريحات له أمس، بسرعة التحرك من الجانب المصرى ممثلا فى الحكومة والقطاع الخاص للعمل على سرعة دخول شركات سياحية مصرية كبرى فى السوق الروسية وعقد شراكات مع الروس لتحل محل الشركات التركية هناك لنقل السائح الروسى لمصر فى حالة عودة السياحة الروسية لمصر، منوها بتصريحات مسؤولين روس، موخرا، بقرب عودة السياحة الروسية لمصر عقب الانتهاء من مراجعة تأمين المطارات. وأشار إلى أن الشركات التركية العاملة بمجال السياحة فى روسيا كانت مسيطرة على السياحة الروسية للسوق المصرية، مؤكدا أن مصر كانت تستقبل 3.5 مليون سائح روسى سنويا يمثلون 35% من جملة السياحة الواردة وتحتل المرتبة الأولى بين الدول فى عدد السائحين لمصر. ودعا وزارة الطيران إلى وضع استراتيجية جديدة لكيفية التعامل المستقبلى فى حالة رفع الحظر عن السياحة الروسية لمصر من خلال إنشاء شركة للطيران العارض «الشارتر» بالتعاون مع وزارة السياحة وشركات السياحة المسجلة باتحاد الغرف السياحية.