بحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون سبل مواجهة الإرهاب، وضرورة إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، للحد من استقطاب عناصر جديدة للجماعات الإرهابية، مشددا على أن تحقيق المزيد من الاستقرار هو السبيل الوحيد نحو انطلاق مصر إلى آفاق تلبى تطلعات الشعب وبث الأمل في نفوس الشباب. وشرح السيسى الوضع السياسى والاقتصادى، لرموز الفكر والسياسة الأمريكيين، خلال لقائه، أمس الأول، في مقر إقامته بنيويورك، عددا من الشخصيات العامة الأمريكية، شملت مسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم: هنرى كيسنجر، وبرينت سكوكروفت، وستيفن هدلى، فضلا عن ويزلى كلارك، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطى، والأدميرال وليام فالون، قائد المنطقة المركزية، إضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكى، وكبار المفكرين مثل ريتشارد هاس، ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن لقاء الرئيس مع كلينتون تناول آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وما تشهده من تحديات يتمثل أهمها في الإرهاب والتطرف، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لدحرهما والقضاء عليهما، من خلال منظومة شاملة تضم المواجهات العسكرية والأمنية، إلى جانب جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الجوانب الدينية والفكرية، بما يضمن القضاء على جميع المسببات التي قد تدفع البعض للانضمام إلى الجماعات الإرهابية. وأضاف أن اللقاء شهد بحث أهمية إحلال السلام في الشرق الأوسط، بما يقضى على إحدى أهم الذرائع التي تستند إليها الجماعات الإرهابية لاستقطاب بعض العناصر، فضلاً عما سيكون لذلك من أثر إيجابى على واقع المنطقة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، ويوفر مستقبلاً أفضل لأجيالها القادمة. وتابع أن الرئيس أكد، للشخصيات الأمريكية البارزة، اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية ومسيرة التعاون الممتدة مع الولاياتالمتحدة، وأهمية الانطلاق بتلك العلاقات إلى آفاق جديدة على جميع الأصعدة، في ظل ما يواجهه البلدان من تحديات مشتركة، وترحيبه بنتائج الجولة الأخيرة للحوار الاستراتيجى بين البلدين، والتى عُقدت في القاهرة في أغسطس الماضى، لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق للتعامل مع المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة. وأشار إلى أن السيسى استعرض تطورات الأوضاع الداخلية، وأن مصر ماضية على مسار التحول الديمقراطى والاقتصادى وفقا لرؤية طموحة وشاملة تراعى مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتهدف إلى تحقيق المزيد من الاستقرار كسبيل وحيد نحو الانطلاق الوطنى إلى آفاق جديدة تلبى تطلعات الشعب المصرى وتبث الأمل في نفوس الشباب، لإطلاق طاقاتهم واستغلالها في دفع عملية التنمية الشاملة، كما أشار إلى جهود الدولة المدعومة من الشعب في التصدى لتحدى الإرهاب في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود الغربية مع ليبيا، وفى استعادة الأمن والاستقرار في مواجهة مَن يريد العبث بمقدرات المصريين وتطلعاتهم لمستقبل أفضل. وأكد أن الجانب الأمريكى أشاد بجهود القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة الاستقرار السياسى والاقتصادى في مصر وما شهدته من تحسن ملحوظ على صعيد الوضع الأمنى، مُثَمِّنا قرار الرئيس الأخير بالعفو عن مجموعة من الشباب المحكوم عليهم في قضايا تتعلق بحقوق التظاهر والتعدى على قوات الأمن، وهو ما يعكس رغبة جادة في إعلاء قيم التسامح والديمقراطية. وتابع أن أعضاء مجلس النواب الأمريكى والشخصيات الأمريكية البارزة اهتموا بالتعرف على تقدير الرئيس لسبل التعامل مع ما تعانيه دول منطقة الشرق الأوسط من واقع مضطرب، حيث أشار إلى أهمية التحسب من انتشار تيار التشدد والتطرف الدينى ودوره في تأجيج النزاعات التي تموج بها المنطقة، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية لتلك النزاعات ووضع حدٍ للوضع الإنسانى المتدهور، كما شدد الرئيس على حساسية عنصر الوقت، من أجل التوصل إلى حلول جذرية وسريعة لتلك الأزمات والحد من انعكاساتها الخطيرة التي تُطل بتداعياتها على أوروبا ودول العالم، وهو ما تجلى خلال أزمة اللاجئين الأخيرة.