محلب يلقى كلمة السيسى أمام نيباد

رئيس الوزراء يلتقى رؤساء جنوب أفريقيا والسنغال وزيمبابوى وزامبيا.. والجالية المصرية تنظم وقفة لدعم «السيسى» فى جوهانسبرج
ترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أمس، وفد مصر، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قمة «نيباد»، التى عُقدت على هامش اجتماعات الاتحاد الأفريقى، بعاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبرج، فيما تبدأ اليوم القمة الأفريقية ال25، التى تستمر حتى الغد، وسط غياب لعدد من القادة العرب، خاصة من دول شمال أفريقيا، وتكليفهم رؤساء وزرائهم أو وزراء الخارجية، بتمثيل بلادهم، حيث يغيب الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة والموريتانى محمد ولد عبدالعزيز، والتونسى الباجى قايد السبسى، فيما من المعروف أن المغرب معلقة عضويتها بالاتحاد الأفريقى.
وضم الوفد المصرى، «محلب»، ووزير الخارجية سامح شكرى، ووزير البيئة خالد فهمى.
وبحثت قمة «نيباد» عدداً من الموضوعات ذات الأولوية فى إطار تنفيذ برامج «نيباد» التنموية فى القارة الأفريقية، وعلى الأخص فى مجالات الزراعة والبنية التحتية، وسُبل تعزيز التكامل بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية، لتحقيق أهداف التكامل الإقليمى على مستوى القارة، وبحث تطوير الشراكات مع المجتمع الدولى، لا سيما مجموعة الدول الصناعية السبع، بالإضافة إلى موضوع تمكين المرأة اقتصادياً، لتحقيق الأهداف المشار إليها. وألقى المهندس إبراهيم محلب، كلمة نيابة عن «السيسى»، حول عرض كارلوس لوبيز، مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة، والسكرتير التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا «UNECA»، بشأن أهداف التنمية الأفريقية فى إطار تنفيذ أجندة التنمية 2063، توجه فيها بالشكر إلى الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما على حفاوة الاستقبال، واستضافة قمة الاتحاد الأفريقى ولجنة توجيه «نيباد»، كما نقل تحيات الرئيس السيسى إلى المشاركين، مشيراً إلى أنه كان يود الحضور وسط أشقائه الأفارقة، لولا ظروف اضطرارية حالت دون ذلك، كما وجّه التحية إلى كارلوس لوبيز على عرضه، حول أهداف التنمية، فى إطار أجندة 2063، التى أقرتها قمة الاتحاد الأفريقى السابقة فى أديس أبابا فى يناير 2015، التى تُمثل رؤية جماعية للقارة الأفريقية وخريطة طريق للخمسين عاماً المقبلة. وقال رئيس الوزراء: إن مصر تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية التى تقع ضمن أجندة 2063، التى يتمثل هدفها الرئيسى فى الازدهار بالقارة الأفريقية وأبنائها، تُبنى على أساس تنمية القطاعات الحيوية القارية، وإنشاء بنية تحتية تضع الأساس لعملية التنمية، وتطوير قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الغذائى القارى، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية، لا سيما من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة قارية فى المستقبل القريب. وأضاف: تُسعدنى الإشارة بهذه المناسبة إلى أن مصر استضافت منذ أيام قمة التكتلات الثلاثة الأفريقية بمشاركة الدول أعضاء «كوميسا» و«سادك» و«تجمع شرق أفريقيا»، حيث تم خلالها إطلاق منطقة تجارة حرة تجمع بين دول تلك الأقاليم، وتُعد تلك الخطوة تقدماً مُهماً فى إطار تحقيق منطقة التجارة الحرة القارية التى نأمل جميعاً فى إطلاقها وتعزيز الاندماج والتعاون الاقتصادى فى ربوع قارتنا الأفريقية.
وتابع: تقوم مصر حالياً بدراسة سُبل إدماج أهداف تنمية أجندة 2063 ضمن الأجندة التنموية الوطنية من خلال إعداد خطة وطنية لمواءمة تنفيذ خطتنا الوطنية مع الأجندة، وإننى أدعو جميع الدول الأعضاء إلى التعاون والتنسيق على المستويات الوطنية.
والتقى «محلب» مع الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، والرئيس روبرت موجابى رئيس زيمبابوى ورئيس الاتحاد الأفريقى، والرئيس إدجار لونجو رئيس زامبيا، والرئيس ماكاى سالى رئيس السنغال، حيث تناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول الأفريقية والبناء على قوة الدفع التى شهدتها العلاقات معها مؤخراً. كما تم التطرّق إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الأفريقية والتنسيق بشأن كيفية دفع أولويات القارة اقتصادياً وسياسياً، وكذلك التنسيق بشأن تعزيز الموقف الأفريقى فى القضايا المطروحة على الساحة. من جانبها، نظمت الجالية المصرية بجنوب أفريقيا، وقفة دعم للرئيس عبدالفتاح السيسى وترحيب بالمهندس إبراهيم محلب، فى جوهانسبرج، وردّدوا هتافات تحيا مصر، ورفعوا لافتات عليها صورة الرئيس السيسى. وقال محمد على زكى، المتحدث باسم الجالية المصرية فى جنوب أفريقيا: «جئنا من 11 مدينة فى جنوب أفريقيا، لدعم الرئيس السيسى والترحيب بمحلب، وقطعنا نحو 1500 كيلو».
وأضاف ل«الوطن»: «نشكر الرئيس السيسى على توقيع اتفاقية التجارة الحرة، حيث تلغى الجمارك بين البلدين، والتى ستساعدنا على إدخال جميع المواد التجارية إلى جنوب أفريقيا».
وكشف عن أن الإخوان قاموا باستئجار عدد من الأفارقة فى جنوب أفريقيا، من أجل تشويه صورة مصر. فى سياق آخر، أعرب الرئيس الجنوب أفريقى، جاكوب زوما، عن ترحيبه الحار برؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركة فى القمة الأفريقية ال25، وقال فى كلمة له أمس: «نود أن نرحب بجميع رؤساء الدول والحكومات، فضلاً عن الوفود الكاملة لهذه القمة التاريخية، وجنوب أفريقيا يشرّفها حقاً استضافة هذه القمة الحاسمة». وأضاف: «تنعقد القمة تحت شعار (سنة تمكين المرأة والتنمية نحو أفريقيا 2063)، وتناقش القضايا الحرجة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والأمن وغيرها الكثير التى تؤثر على القارة». وتابع: «يمكننا العمل معاً من أجل تحقيق أهداف جدول أعمال 2063 رؤية أفريقيا، ونتوقع قمة إيجابية جداً ومثمرة، من شأنها أن تسفر عن نتائج إيجابية». ودعا إلى التعجيل بنمو اقتصاد القارة وتمهيد الطريق إلى الرخاء لقارة أفريقيا. وقال: «جميع الكتل الاقتصادية فى القارة بحاجة إلى العمل معاً لتحسين اقتصاد القارة ونموه». وأضاف أن الاتحاد الأفريقى سيعمل جنباً إلى جنب مع بنك «بريكس» للتنمية والمؤسسات الأخرى، لتحقيق أهداف أفريقيا. من جانبها، شاركت النجمة العالمية «أنجلينا جولى» فى فعاليات قمة الاتحاد الأفريقى، بصفتها سفيرة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، معلنة عن دعمها للمرأة فى جميع أنحاء العالم، حيث حرصت على اصطحاب ابنها «ماكس» البالغ من العمر 11 عاماً. ووصفت «جولى» العنف ضد المرأة بالوباء، سواء داخل المجتمعات التى تعانى الحروب أو المجتمعات والدول المستقرة، وبأنه لا يزال يعامل كجريمة صغرى ولا يولى الاهتمام المناسب.
وقالت إن «مرتكبى جرائم العنف ضد المرأة يفلتون من العقاب فى جميع أنحاء العالم، وفى مناطق النزاع بوجه خاص، وإن النساء والفتيات يقعن تحت وطأة المتطرفين، ويعاملن بوحشية، ويرتبط هذا ارتباطاً وثيقاً مع فشلنا الشامل فى منع وإنهاء الصراعات فى جميع أنحاء العالم، ويسبب هذا معاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل».