محلب والوفد المصرى فى قمة النيباد ندعم جهود إنشاء البنية التحتية لوضع أساس للتنمية في أفريقيا ترأس أمس المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وفد مصر في قمة لجنة توجيه النيباد التي عُقدت بمدينة جوهانسبرج، بجنوب أفريقيا، علي هامش فعاليات الدورة 25 لقمة الاتحاد الأفريقي، وذلك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتولي الرئيس منصب نائب رئيس لجنة توجيه النيباد، حيث تم إعادة انتخابه للمنصب خلال قمة النيباد في أديس ابابا في يناير 2015 لمدة عامين.. وضم الوفد المصري المشارك في اجتماعات قمة النيباد كلا من سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتور خالد فهمي وزير البيئة والسفير محمد إدريس سفير مصر في اثيوبيا ومندوب مصر لدي الاتحاد الافريقي السفير أمجد عبد الغفار مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الافريقية . وبحثت قمة النيباد عدداً من الموضوعات ذات الأولوية في إطار تنفيذ برامج النيباد التنموية في القارة الأفريقية، وعلي الأخص في مجالات الزراعة والبنية التحتية، وسبل تعزيز التكامل بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية لتحقيق أهداف التكامل الإقليمي علي مستوي القارة، وبحث تطوير الشراكات مع المجتمع الدولي، لاسيما مجموعة الدول الصناعية السبع بالإضافة إلي موضوع تمكين المرأة اقتصادياً لتحقيق الأهداف المشار إليها وباعتباره شعار القمة وللدور الهام الذي تلعبه. وأكد المهندس إبراهيم محلب، في مداخلته خلال القمة أن مصر باعتبارها إحدي الدول المؤسسة للنيباد تدعم جهودها الرامية إلي تحقيق الأهداف التنموية للقارة، خاصة في مجالات تطوير القطاع الزراعي، وإنشاء البنية التحتية لوضع أساس لعملية التنمية بالقارة. وأشار إلي إسهام مصر في تعزيز التجارة البينية الأفريقية، منوهاً إلي ما تم إنجازه في هذا الصدد لاسيما إطلاق منطقة تجارة حرة بين التكتلات الثلاث – الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا- في شرم الشيخ في 10 يونيو الجاري، والتي تُعد خطوة محورية في إطار دعم الجهود الأفريقية لإنشاء منطقة تجارة حرة قارية خلال الأعوام القليلة القادمة. كما أشار رئيس الوزراء إلي العناية التي توليها مصر لملفات البيئة ومواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ علي القارة الأفريقية في ضوء تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب منسق لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتغير المناخ، بالتزامن مع رئاسة مصر لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، مستعرضاً في هذا السياق نتائج الاجتماع الأخير لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة الذي استضافته القاهرة خلال شهر مارس الماضي. وتجدر الإشارة إلي أن النيباد أُنشئت عام 2001 كبرنامج تنموي أفريقي يهدف للقضاء علي الفقر وتحقيق التنمية المستدامة و تعزيز التعاون الاقتصادي مع المجتمع الدولي وتمكين المرأة، وتتولي النيباد أيضاً مسئولية متابعة تنفيذ قرارات قمة الاتحاد الأفريقي المتصلة بمجالات التنمية القارية والإقليمية في أفريقيا، بما في ذلك مشروعات وبرامج البنية التحتية والزراعة وتنمية الموارد البشرية علي مختلف المستويات، وتتعاون النيباد مع شركاء التنمية الدوليين من أجل تنسيق أفضل السُبل لتحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية. وفي السياق ذاته قام رئيس الوزراء، بمداخلة حول عرض كارلوس لوبيز مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة، والسكرتير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا بشأن أهداف التنمية الأفريقية في إطار تنفيذ أجندة التنمية عام 2063 .. وتوجه محلب في مداخلته بالشكر إلي الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما علي حفاوة الاستقبال واستضافة قمة الاتحاد الأفريقي ولجنة توجيه النيباد، كما نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي الي المشاركين ، مشيرا الي أنه كان يود الحضور وسط أشقائه الأفارقة لولا ظروف إضطرارية حالت دون ذلك، كما وجه التحية الي كارلوس لوبيز علي عرضه حول أهداف التنمية في إطار أجندة 2063، التي أقرتها قمة الاتحاد الأفريقي السابقة في أديس أبابا في يناير 2015، والتي تُمثل رؤية جماعية للقارة الأفريقية وخريطة طريق للخمسين عاماً المقبلة. وقال محلب إن مصر تدعم الجهود الرامية إلي تحقيق أهداف التنمية التي تقع ضمن أجندة 2063، والتي يتمثل هدفها الرئيسي في الازدهار بالقارة الأفريقية وأبنائها، تُبني علي أساس تنمية القطاعات الحيوية القارية، وإنشاء بنية تحتية تضع الأساس لعملية التنمية، وتطوير قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الغذائي القاري، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية، لاسيما من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة قارية في المستقبل القريب. وقال محلب أن مصر تقوم حالياً بدراسة سُبل إدماج أهداف تنمية أجندة 2063 ضمن الأجندة التنموية الوطنية من خلال إعداد خطة وطنية لمواءمة تنفيذ خطتنا الوطنية مع الأجندة، وأنني أدعو كافة الدول الأعضاء إلي التعاون والتنسيق علي المستويات الوطنية والإقليمية والقارية من أجل تحقيق أهداف الأجندة. وأُعرب محلب عن استعداد مصر في هذا السياق إلي التعاون مع الأشقاء الأفارقة في كافة المجالات التنموية، وكذلك لبناء قدرات أبناء القارة وتطوير مؤسساتها من أجل تمكينها من أداء مهامها لتحقيق أهدافنا المشتركة. واضاف: في ضوء تَوّلي الرئيس السيسي منصب منسق لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتغير المناخ، وتَوّلي مصر رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، فإن مصر تُولي بالغ الأهمية للموضوعات البيئية، وسُبل مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث استضافت مصر مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة في مارس الماضي، كما استضافت الاجتماع الوزاري لمكتب مؤتمر وزراء البيئة خلال شهر مايو الماضي لبحث سُبل تنفيذ البرامج الإقليمية الرائدة في مجال البيئة والتي تهدف إلي مكافحة التصحر، وتحسين إدارة الأراضي، وتحقيق الاستدامة في الانتاج والاستهلاك، وتوليد الطاقة من المصادر المتجددة والمستدامة، وتحقيق التنمية المستدامة. وأشار الي ان مصر تعتبر مجال البحث العلمي أحد الأولويات الإنمائية للقارة، حيث يُشكل أساس التطور والتنمية في كافة المجالات، ودعا الأشقاء الأفارقة إلي تعزيز التعاون في هذا المجال من أجل تنمية مجتمعات القارة ودولها إلي مجتمعات المعرفة، والتي من شأنها النهوض بالقارة إلي مستقبلٍ أفضل، ودعماً للجهود المُشتركة في هذا المجال، فقد أعربت مصرُ عن استعدادها لاستضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية خلال قمة الاتحاد الأفريقي السابقة في أديس أبابا. وفي نهاية مداخلته قال محلب: أود أن أؤكد علي أن جهودنا من أجل التنمية يجب أن تتضمن رؤية شاملة، تأخذ في اعتبارها موضوعات السلم والأمن والاستقرار ومكافحة التطرف والقضاء علي الإرهاب، حيث إن انتشار الإرهاب والنزاعات إنما من شأنه زعزعة الاستقرار والتنمية الاقتصادية التي نسعي سوياً لتحقيقها، وهو ما يفرض علينا التعاون المشترك من أجل التصدي لهذه التحديات من منظور شامل، كما أدعو كافة الشركاء إلي الالتزام بمسئولياتهم تجاه القارة الأفريقية وشعوبها. كما يلتقي المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ظهر اليوم مع أبناء الجالية المصرية بجنوب إفريقيا، حيث يدير محلب حوارا مفتوحا معهم لعرض آخر المستجدات علي الساحة الداخلية، كما يستمع إلي مقترحات الجالية فيما يخص زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر وجنوب إفريقيا.