للمرة الأولى منذ 10 سنوات القيصر الروسى فى ضيافة مصر

يصل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة، اليوم الاثنين، فى زيارة تستغرق يومين، يجرى خلالها مباحثات مهمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتتضمن أجندة المباحثات المرتقبة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى العراق وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية. وتعد زيارة بوتين للقاهرة هى الأولى للرئيس الروسى منذ 10 سنوات، حيث تعتبر نقطة فارقة فى تاريخ علاقات الصداقة التى تربط بين البلدين، سعيا وراء البناء على أسس العلاقات المتينة والقوية التى تربط روسيا ومصر منذ فترة الاتحاد السوفيتى السابقة، فى ظل سياسة خارجية جديدة للقاهرة تسعى من خلالها إلى إحداث توازن فى علاقاتها بدول العالم فى أعقاب ثورتى 25 يناير عام 2011 و30 يونيو عام 2013. وتسعى مصر فى تلك المرحلة إلى الحصول على دعم الدول الصديقة فى حربها ضد الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادى، خاصة مع روسيا وحثها على المشاركة فى المشروعات التى ستطرح فى مؤتمر الاقتصادى الدولى فى مارس القادم فى شرم الشيخ. ومن المقرر أن يصل الرئيس الروسى إلى القاهرة عصر اليوم الاثنين على رأس وفد روسى رفيع المستوى يضم وزيرى الدفاع والخارجية وشخصيات اقتصادية كبيرة. ومن المنتظر أن يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى مؤتمرا صحفيا مشتركا غدا الثلاثاء لعرض ما تم التوصل إليه من مباحثات ثنائية حول مختلف القضايا المشتركة. ومن جانبها أنهت مديرية أمن القاهرة استعداداتها لوضع خطة أمنية محكمة لتأمين زيارة الرئيس الروسى. كما كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها بكل قوة لخروج الزيارة التى ستستمر ل48 ساعة بصورة تشرف الأمن المصرى أمام العالم أجمع. وتكتسب زيارة بوتين اهتماما خاصا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث تحتل مصر مركز صناعة القرار فى الشرق الأوسط والمنطقة، فضلا عن عودة مصر بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية من خلال تحركاتها الخارجية شرقا وغربا فى الآونة الأخيرة وهو ما تدعمه روسيا. وقد حظى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لروسيا فى أغسطس الماضى بترحاب كبير، حيث التقيا بمنتجع سوتشى. وأطلقت الزيارة إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على مختلف الأصعدة وتتطلع مصر لزيارة الرئيس الروسى للقاهرة للتباحث بشأن العديد من المشروعات فى مختلف المجالات والتى تشمل الطاقة وتحديث المصانع التى تم تدشينها فى مصر بخبرة سوفيتية سابقة فضلا عن تنمية منطقة قناة السويس. كما شهدت الفترة الماضية لقاءات وزيارات مصرية روسية رفيعة المستوى، من بينها زيارة وزير التجارة والصناعة فخرى عبد النور لموسكو فى سبتمبر الماضى والمباحثات المهمة التى عقدت بين سامح شكرى وزير الخارجية مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر الماضى. كما شارك نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف فى مؤتمر إعادة إعمار غزة فى أكتوبر الماضى، وزيارة الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لموسكو فى نوفمبر الماضى، وأخيرا زيارة نائب رئيس وزراء روسيا أركادى دفوركوفيتش فى ديسمبر الماضى والتى جاءت للإعداد لزيارة بوتين لمصر.