بعد أن تناولت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في الآونة الأخيرة فيديو مصورًا ومترجمًا بعدة لغات، ظهر فيه "أبو محمد العدناني" المتحدث الإعلامي لتنظيم داعش، وهو يصدر فتوى جديدة يأمر فيها مقاتليه بقتل وسحق رءوس الرعايا من العسكريين والمدنيين ممن يحسبون على ذمة الدول التي اشتركت في التحالف الدولي للحرب على الدواعش والذي ترعاه أمريكا لضرب معاقل هذا التنظيم، جاء العدناني معلنًا عن نص الفتوى الصادرة من الهيئة الشرعية للتنظيم والتي أجازت استخدام شتى الوسائل الممكنة واللاممكنة لإبادة الرعايا، بدءًا من تهشيم الرأس بحجر كبير أو الدهس بالسيارات أو حرق البيوت على ساكنيها أو استخدام السكاكين والفؤوس الزراعية في الذبح إلى أن تطرقت الفتوى لإجازة استخدام "الحمار" كوسيلة مساعدة في التفجيرات في الوقت الذي تم فيه تحريم وتجريم قتل "القمل" في لحى المقاتلين، من باب أنها مخلوقات آمنة ومباركة لا يجوز قتلها على الإطلاق !!. وفي سابقة جديدة بدأ العدناني حديثه بمطالبة المقاتلين، بتجميع كل الحميرمن المنطقة والمناطق المجاورة التي قتل سكانها على أن تستخدم تلك الحمير في عمليات تفجيرية انتحارية بدلًا من النوع الآخر من الحمير البشري "الدواعش" كنوع من التوفير والتغيير. تجهيز الحمار للعملية الانتحارية سؤال أثار فضول الكثيرين، حيث يقوم الإرهابي بوضع العبوات الناسفة في أذن الحمير أو في جهازها التناسلي تحت الذيل وأحيانًا يتم وضع العبوة تحت الجلد أسفل البطن بعد شقها وملأها بالمتفجرات، ثم يطلق العنان للحمار ليهيم في أرض الله مع الضحايا حتى تحين اللحظة الحاسمة عند الهدف المطلوب ثم ينفجر الحمار وسط زحام الأبرياء ليسقط هو ومن حوله أشلاء متناثرة، وهو ما أفتى به المذكور وأقر بحلاله. الأغرب والمثير للاشمئزاز هو ما نشره التنظيم من فتوى تحمل رقم 12 أصدرتها الهيئة الشرعية للتنظيم وبتوقيع عدد من العلماء في مدينة "حمص "السورية، أفتت فيها الهيئة مقاتليها الأبطال "بحرمة قتل القمل الذي يظهر في شعورهم المرخاة من شعر اللحى وشعر الرأس واعتبار تلك المخلوقات العجيبة مخلوقات مسالمة آمنة ومباركة خلقها الله لترعي في شعر الجسد" ومن ثم فلا يجوز قتلها. وللتقليل من معاناة الجنود الذين يشعرون بحكة تؤرقهم وتجعلهم في حالة مزاجية سيئة، سمحت الفتوى المذعورة بتخضيب اللحى وشعر الرأس بالحناء اقتداءً بالسلف الصالح!! على أن تبقى المخلوقات المباركة في شعر ورأس المجاهدين دون أن يعترضها أحد بسوء. أما عن عقوبة قتل تلك الحشرة، فقد تضمنت الفتوى أن "كل من يمسك متلبسًا بجريمة قتل القمل في لحيته يكون من نصيبه 50 جلدة شرعية في المكان الذي قتل فيه المخلوق الآمن، ثم يرسل إلى المحكمة الشرعية لتقوم هي الأخرى بإصدار حكمها على الجاني حسب قوة الحكة التي سببتها تلك المخلوقات المباركة". الفقهاء الدواعش لا تفوتهم فائتة لذا ذكروا في فتواهم أسباب ظهور تلك المخلوقات في الشعر واللحى، معللين ذلك بندرة الماء وقلة مرات الاستحمام على جبهات القتال وتوفير الماء للوضوء فقط. ما لفت الانتباه هو استخدام جماعة الإخوان الإرهابية التابعة لبيت المقدس الطريقة نفسها في استخدام الحمير والكلاب في عمليات الاعتداء على الجيش وهو ما ظهر عندما تم تفجير حمار أمام مدرعة لقوات الجيش بمنطقة العريش دون أن تحدث أي إصابات لتتغير بذلك السياسة التكتيكية للإخوان التي أصبحت تقتفي أثر الدواعش التفجيرات، وهذا ما حدث منذ أيام قلائل وأظهرت تلك الحادثة التغير الواضح في سياسة "التفخيخ" بالنسبة للعناصر الإرهابية، التي غيرت وجهتها من تفخيخ السيارات الفارهة التي يصل سعرها إلى 600 ألف جنيه، والتي كان يتم استخدامها حتى لا تلفت نظر قوات الأمن، إلى تفخيخ الحيوانات مثل: "الحمير" و"الكلاب"، وإشراكها في العمليات الإرهابية رغمًا عنهم. من جانبها فقد رفضت أمينة أباظة ابنة الراحل ثروت أباظة ومؤسسة جمعية "سبير" وهي أول جمعية للرفق بالحيوان في مصر، ما يحدث من انتهاكات ضد الحيوانات واستخدامها في عمليات انتحارية، وأن الرحمة بالحيوان ليست رفاهية وليست مقصورة على الأغنياء فقط، مؤكدة أن تعذيب تلك المخلوقات سلوك وحشي غير مستبعد على أناس يحرقون البشر أحياء. وأضافت "أباظة": الدفاع عن الحيوان واجب وأمر إلهي وتطبيق للشريعة التي أوصتنا بحسن معاملتهم وأدخلت امرأة النار لأنها حبست قطة وأدخلت رجلًا الجنة لأنه سقى كلبًا، وهذا هو الإسلام الذي نعرفه. الدكتور محمد رشدي أخصائي الطب النفسي، رأى أن الجماعات الإجرامية تعاني من ازدواجية وانفصام، وأن هناك اضطرابًا واضحًا في المعتقدات وتشويش فكري، مبرر بالدفاع عن الدين وشرائعه وهي حجة البليد التي تخرجه من دائرة جلد الذات وتجعله مستريح النفس بأنه يقوم بعمل فدائي وجهادي، فكيف يبيح قتل الآمنين من البشر ويحرم قتل حشرة ويدعى أنها آمنة، وكيف يقحم حيوانًا أخرس في عملية إجرامية، وأين هم من وصايا الرسول بالرحمة والرفق بالحيوان. فيما ذكر اللواء حمدي بخيت، أن الإخوان يمشون على خطى داعش حتى في الغباء، مؤكدًا أن التطرف الفكري العقيم هو السمة المشتركة بين كل هذه التنظيمات، وأنه لا غرابة فيما يفعله هؤلاء الدمويون الذين يرقصون الرقصة الأخيرة قبل دحرهم نهائيًا في الأيام المقبلة.