كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب "داعش" سعى إلى مبادلة الصحفي الأسير "جيمس فولي"، قبل ذبحه، مقابل مجموعة من السجناء المسلمين في أمريكا، على رأسهم سيدة تنظيم القاعدة "عافية صديقي". وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" طالب بإطلاق سراح "عافية صديقي"، وهى أم لثلاثة أطفال، وعالمة أعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعروفة باسم "سيدة تنظيم القاعدة"، مقابل الإفراج عن الصحفي المذبوح "جيمس فولي". وتقضي "صديقي" حكما بالسجن لمدة 86 عاما في سجون ولاية تكساس الأمريكية بعد القبض عليها، وهي تمتلك خطط لشن هجمات جماعية ضد أهداف أمريكية، بما في ذلك القتل من خلال نشر فيروس الإيبولا في أنحاء الولاياتالمتحدة وأيضا استحواذها على أسلحة وقنبلة كيميائية وخرائط لمعالم مدينة نيويورك. وقالت الصحيفة: إن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" رفضت فكرة مبادلة الأسرى، وأيضا امتنعت عن دفع الفدية التي طلبتها "داعش" التي بلغت نحو 132 مليون دولار أمريكي من أجل الإفراج عن "فولي"، ونفذت محاولة فاشلة للإفراج عنه. ولدت "عافية"، 42 عاما، في مدينة كراتشي الباكستانية، والتحقت بجامعة "نيو إنجلاند" الأمريكية وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة "برانديز"، ثم تدربت كعالمة أعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.. وأسست الباحثة والعالمة الباكستانية، معهد البحوث الإسلامية والتعليم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووضع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) "عافية" على رأس قائمة أخطر الإرهابيين المطلوبين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وكان "خالد الشيخ محمد" قد ذكر اسمها خلال التحقيق معه عام 2003. وقالت الصحيفة إن "عافية"، التي طلقت من زوجها الأول، متزوجة حاليا من "عمار البلوشي"، أحد العقول المدبرة لأحداث 11 سبتمبر والمعتقل حاليا في سجن جوانتانامو. تم القبض على "عافية" وهي مغطية الرأس والوجه في مدينة غانزي في أفغانستان عام 2008، بعد أن رآها مجموعة من السكان المحليين وهي تمحص الدراسة في أحد الخرائط، ولكنها أثارت الانتباه لأن معظم النساء في تلك البلدة أميات. وعثرت الشرطة أيضا على رطلين من سيانيد الصوديوم شديد السمية في حقيبة "عافية" ووثائق تشير بالتفاصيل إلى أهداف في نيويورك بما في ذلك وول ستريت ومبنى إمباير ستيت وجسر بروكلين وتمثال الحرية ومترو الأنفاق. وأثناء الاستجواب بعد يوم من اعتقالها، أطلقت النار على المحققين، ولكنها تلقت رصاصة في المعدة في تبادل إطلاق النار مع رجال الشرطة. ووصفت الكاتبة "ديبورا سكرونجس" في كتابها "نساء مطلوبات"، "عافية" بأنها "الطفل المدلل للجهاديين حول العالم"، موضحة أن العالمة الباكستانية على صلات وثيقة بأعلى المستويات في تنظيم القاعدة. وقالت في تصريحات للصحيفة البريطانية: "لم يفاجئني معرفة أن "داعش" طالبت بالإفراج عن عافية على الرغم من صلتها بتنظيم القاعدة، فالتنظيم الجديد يسعى إلى الاستحواذ على عباءة القاعدة، فإطلاق سراح "عافية" خير دليل على حسن نية داعش للعمل مع القاعدة". تم إحضار "عافية" إلى الولاياتالمتحدة للمحاكمة خلال شهري يناير وفبراير عام 2010.. وذكرت خلال محاكمتها: "أحببت الولاياتالمتحدةالأمريكية والإسلام.. لست مجنونة، ولا أريد إراقة الدماء.. أريد صنع السلام وإنهاء الحروب". تقيم "عافية" حاليا في المركز الطبي الاتحادي في كارسويل بسجن تكساس، والمتخصص في علاج السجناء المصابين باضطرابات عقلية. وبعد الحكم عليها ب 86 عاما، تظاهر الآلاف في مسقط رأسها بكراتشي ضد الحكم وأثاروا أعمال شغب في البلاد.. ومن جانبه، وصفها رئيس الوزراء الباكستاني "يوسف رضا جيلاني" بأنها "ابنة الأمة" وتوسل إلى السلطات الأمريكية لإطلاق سراحها، لكن دون جدوى رغم موافقة الرئيس "باراك أوباما" على مبادلة 5 من الجهاديين المعتقلين في جوانتانامو مقابل الجندي الأمريكي "بيدال" في وقت سابق من العام الجاري. وفي تسجيل صوتي، دافع الشيخ "أيمن الظواهري" الرجل الثاني في تنظيم القاعدة آنذاك، عن عافية قائلا: "إن على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنهي الجرائم التي ترتكبها ضد المسلمين وإلا فسيستمر مقاتلو التنظيم في محاربتها". وجاء خطاب "الظواهري" تعليقا على الحكم الأمريكي الصادر على العالمة الباكستانية عافية صديقي بسجنها ثمانين عاما، بعد أن أدينت بإطلاق النار على عملاء لمكتب التحقيقات الاتحادي وجنود أمريكيين.