لله يا جزائر يا وردة الروح، نحلم نجي يوم عطر الحب يفوح، شوارع و حكايات تضحك في العينين، وتتدفأ ساعات في قلبك الحنين، هذه هي ليلة الجزائر.. أذهل المنتخب الجزائري العالم في اليوم الختامي من الجولة الثانية بدور مجموعات كأس العالم 2014 في البرازيل بفوزه الكاسح على كوريا الجنوبية بأربعة أهداف لهدفين في إطار مباريات المجموعة الثامنة التي شهدت فوز بلجيكا على روسيا في وقت سابق اليوم الأحد. أبناء بلد المليون شهيد تفوقوا في الحصة الأولى بثلاثية نظيفة، واستطاعوا إضافة الهدف الرابع خلال الشوط الثاني وهو واحد من أجمل أهداف المونديال من الناحية الجماعية، بينما سجلت كوريا الجنوبية هدفين خلال الشوط الثاني لم يكن لهما أي تأثير على أحقية الجزائو في هذا الفوز التاريخي والأول من نوعه للعرب في تاريخ المونديالات. برصيد الجزائر الآن ثلاث نقاط من فوز وخسارة، ويلزمها تحقيق التعادل بأي نتيجة مع روسيا في الجولة الأخيرة لضمان التأهل مع خسارة أو تعادل كوريا الجنوبية مع بلجيكا في نفس التوقيت. المدير الفني للمنتخب الجزائري «حاليلوزيتش» قام بتغيير الرسم التكتيكي الذي بدأ به مباراته الأولى في المونديال أمام نظيره البلجيكي بإشراك مهاجم نادي سبورتينج لشبونة البرتغالي «سليماني إسلام» منذ البداية على حساب مهاجم نادي دينامو زغرب الكرواتي «العربي سوداني»، كما أبعد لاعب وسط ليستر سيتي الإنجليزي «رياض محرز» لإشراك «مصباح». الدقائق الأولى في مباراة ملعب «بيرا ريو» لم تكن مبشرة بالخير بالنسبة لمحاربي الصحراء ففي الدقيقة الرابعة رفض الحكم «فيلمار رولدان» احتساب ركلة جزاء واضحة للاعب وسط فالنسيا «سفيان فيجولي» بعد تعرضه للعرقلة من أحد مدافعي كوريا الجنوبية داخل المنطقة. لكن هذا الحدث لم يؤثر بالسلب على معنويات لاعبي الممثل العربي الوحيد في المونديال اللاتيني حيث واصلوا اختراق دفاعات الفريق الكوري إلى أن تمكنوا في الدقيقة 26 من تسجيل الهدف الأول بواسطة «سليماني إسلام» بعد مساعدة من مدافع نادي فالنسيان الفرنسي «كارل مجداني». لعبة الهدف بدأت بتبادل كروي ممتاز بين عناصر الدفاع الجزائري بعد احباط إحدى الهجمات الكورية، لتصل كرة طولية من كارل مجداني ضربت عمق دفاع بفضل انطلاقة سريعة من سليماني إسلام الذي تسلم الكرة بين قلبي الدفاع واقتحم بها المنطقة ليسدد لحظة خروج الحارس سونج رونج يونج من مرماه. وبعد أقل من دقيقتين، أضاف نجم دفاع نادي أكاديميكا البرتغالي «رفيق حليش» الهدف الثاني برأسية نموذجية من ركلة ركنية نفذها «عبد المؤمن جابو» من الجهة اليسرى غالط بها الحارس الذي خرج من مرماه بشكل خاطيء ليعطي الفرصة لمدافع فولهام السابق للانقضاض برأسه على الكرة. وتعرض سليماني إسلام لإصابة طفيفة في الدقيقة 30 لم تعطله عن استكمال اللقاء وصناعته للهدف ثالث رائع وجميل في الدقيقة 38 حمل إمضاء «عبد المؤمن جابو». سليماني /26 عامًا/ استغل خطأ فادح من الدفاع الكوري في تشتيت كرة طولية، فاستلم الكرة وموه بجسده على الرواق الأيسر قبل أن يُفاجيء الجميع بتمريرة أرضية ذكية وجدت عبد المؤمن جابو على علامة الجزاء ليودعها صاحب ال27 عامًا على أقصى يسار الحارس معلنًا عن تقدم مذهل هو الأول من نوعه في تاريخ الجزائر بكؤوس العالم منذ عام 1982 عندما فاز الفريق 2/3 على تشيلي في ختام دور المجموعات آنذاك. المنتخب الجزائري لعب بثقة مفرطة وانغمس في الاحتفال مع الجمهور وعاش المدرب حاليلوزيتش نفس الحالة ليدفع الثمن هدفًا مباغتًا بعد خمس دقائق فقط من بداية الحصة الثانية جاء عن طريق المهاجم رقم 9 «هيونج مين سون»، لاعب نادي باير ليفركوزن الألماني بنفس الأسلوب الذي سجل به سليماني إسلام الهدف الأول للجزائر، فقد استغل كرة طولية للظهير الأيسر «سوك يونج يون» ضربت عمق دفاع الجزائر تسلمها وسددها على يسار ريس مبولحي دون تعرضه للمضايقة من رفيق حليش. ولم يحرك حاليلوزيتش ساكنًا بعد الانتفاضة الكورية، بالإبقاء على بعض العناصر التي ظهر عليها الارهاق في الوسط والدفاع، على النقيض من مدرب كوريا الجنوبية «ميونج بو هونج» الذي أجرى أول تغييراته في الدقيقة 57 بسحب شو يونج بارك لإشراك لاعب نادي أولسان هيونداي «شين ووك كيم» صاحب ال26 عامًا. لكن ياسين براهيمي مع سفيان فيجولي أعادا الثقة لرفاقهم بتعاونهما المذهل في لعبة الهدف الرابع بعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء بدقيقتين. سفيان راوغ بمهارة عالية اثنين من عناصر وسط كوريا ثم قام بتسليم الكرة لياسين على الجهة اليسرى قبل أن يتحرك من دون كرة داخل المنطقة، وبعملية ثنائية «وان تو» ضرب ياسين وسفيان الدفاع الكوري لينفرد ياسين ويسجل هدف ولا أروع ولا أجمل. مدرب كوريا لم يصمت وواصل محاولاته لتعديل صفوف فريقه فقام بإجراء ثاني تغييراته في الدقيقة 64 باخرج شون يونج لي ودفع بلاعب آخر من نادي أولسان هيونداي هو «كون هو لي». وبعد أقل من 6 دقائق على نزول «كون هو لي» استطاع بعرضية جميلة من الجهة اليسرى صناعة الهدف الثاني لبلاده في الدقيقة 72 والذي سجله «جا شيول كو» بتسديدة مباشرة من داخل منطقة الستة ياردات على يسار مبلوحي. وقرر حاليلوزيتش التحرك أخيرًا في الدقيقة 73 بإجراء أول تغييراته بسحب عبد المؤمن جابو للدفع بلاعب بورتو «نبيل جيلاس»، وبعد أربع دقائق سحب ياسين براهيمي لإشراك «مهدي لحسن». ورفض حاليلوزيتش استخدام تغييره الثالث في الدقيقة 84 عندما تعرض مهاجمه «سليماني إسلام» لإصابة جديدة.