أكد مسؤولون وخبراء سياسيون أهمية الجولة العربية التى يقوم بها الرئيس عدلى منصور والتى تشمل المملكة العربية السعودية والأردن وقريبا إلى الإمارات ، معتبرين أنها تأتى فى توقيت بالغ الأهمية يعيد مصر بقوة إلى الحضن العربى ويعمق من التضامن الإقليمى مع مصر التى تعبر إلى مرحلة الاستقرار ومواجهة الإرهاب بحزم. وشملت زيارة الرئيس منصور خلال زيارته للسعودية مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ترتكز بالأساس على سبل دعم العلاقات الاستراتيجية بين مصر والمملكة السعودية خاصة ما يتعلق بتوسيع التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى قد أكد عقب لقائه بالرئيس عدلى منصور بالقاهرة فى بداية سبتمبر الماضى أن المملكة ستواصل دعم مصر سياسيا واقتصاديا خلال الفترة الحالية والقادمة نظرا للعلاقات الوثيقة التى تربط بين الشعبين الشقيقين. بالإضافة إلى زيارة العاصمة الأردنية عمان والمقرر خلالها عقد جلسة مباحثات مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى تتناول دعم العلاقات الثنائية بين مصر والأردن فى مختلف المجالات وتحفيز التعاون الإقتصادى والتجارى كما تتطرق المباحثات إلى مناقشة أوضاع أبناء الجالية المصرية فى الأردن وتقديم كل أشكال الرعاية لهم، وكان العاهل الأردنى قد قام بزيارة القاهرة فى 20 يوليو الماضى فى أول زيارة لزعيم أو رئيس دولة لمصر بعد ثورة 30 يونيو، فيما اعتبر أنها خطوة ذات دلالة تؤكد دعم الأردن لمصر فى المرحلة الإنتقالية. كما أنه من المنتظر أن يزور منصور الإمارات لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك حول تعزيز التعاون مع مصر وفى هذا الإطار أكد السفير إيهاب بدوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن عمق العلاقات المصرية السعودية ، موضحا أن المملكة العربية السعودية ساندت إرادة الشعب المصرى ، كما ساهم الدور السعودى فى توضيح وإجلاء الصورة الحقيقية لثورة 30 يونيو باعتبارها ثورة شعبية تصحيحية على الأوضاع التى سبقتها والتى شهدت انحرافا عن أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير 2011 وما حملته من تطلعات وطموحات للشعب المصري وشدد بدوى فى تصريحات له على أن مصر والسعودية هما قطبا التفاعلات فى النظام الإقليمى العربي، وعليهما يقع عبء تحقيق التضامن العربى والوصول إلى الأهداف التى تتطلع إليها الشعوب العربية ، مؤكدا وحدة الهدف والمصالح المصرية السعودية، وأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري. ولفت إلى إن الرئيس منصور يلتقى خلال زيارته للمملكة السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز فى أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه فى الثالث من يوليو 2013 عقب ثورة 30 يونيو، يرافقه وفد رسمى كبير، يضم وزير الخارجية نبيل فهمى وكبار مستشاريه حيث تتناول المباحثات سبل دعم العلاقات بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات وبحث أفاق توسيع ودفع الاستثمارات السعودية. وأوضح المتحدث أن الرئيس منصور حريص على التعبير للقيادة السعودية عن شكر وتقدير مصر قيادة وشعبا للموقف المبدئى للمملكة التى ساندت إرادة الشعب المصرى فى ثورته وسارعت الى تقديم الدعم لمصر للخروج من أزمتها الاقتصادية التى كانت تعانيها نتيجة سوء الإدارة خلال المرحلة السابقة ومن جهته اعتبر حامد محمود الخبير الاستراتيجى أن جولة الرئيس منصور الى المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج والأردن تكتسب أهمية كبيرة حيث أنها ذات طبيعة خاصة ودلالات محددة أولها كونها أول زيارة للرئيس المصرى للمملكة بعد ثورة 30 يونيو وتوليه منصبه كرئيس مؤقت للبلاد بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين ، وتعد هذه أول زيارة خارجية له ومن ثم فإن بداية جولته بالسعودية يؤكد الدور الهام والعلاقات الوطيدة بين القاهرة والرياض والتى أجهضت مخطط الشرق الاوسط الجديد ، الأمر الثانى أن هذه الجولة تشمل أيضا دولة الإمارات بمواقفها المشرفة تجاه المسألة المصرية خاصة بعد ثورة 30 يونيو ، مما يعيد مجددا نبض التحالف المصرى -الإماراتى الذى كان فى أوجه فى عهد الرئيس الاسبق مبارك والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما أن جولة منصور لها دلالات اقتصادية أيضا باعتبار دول الخليج هى الداعم الأول لمصر حيث وصلت حزمة المساعدات الخليجية إلى حوالى 12 مليار دولار أدت إلى نوع من الاستقرار بالنسبة للقيمة الجنيه المصرى امام الدولار الذى بدأ سعره فى التراجع بشكل ملحوظ. وبالتالى من المهم التنسيق السياسى الكبير بين قادة هذه الدول لا سيما مع السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن لإجهاض أى محاولات للتنظيم الدولى الذى يقوده الاخوان المسلمون انطلاقا من قاعدته الحالية قطر من اجل زعزعة أمن المنطقة . ولاشك أن أبرز دلالات جولة منصور ايضا انها تشكل مؤشرا لعودة مصر الى الحضن العربى بقوة فيما عدا قطر التى فرضت - وفقا لتقارير أجنبية - على نفسها حصارا وعزلة نتيجة مساعدة الدول الخليجية لمصر عدا قطر التى بدأ نفوذها يتراجع فى المنطقة العربية خاصة تجاه الأزمة فى سوريا ومصر ودول أخرى ، فيما أيقنت الدول الأخرى بضرورة مسندة مصر ومن أبرزها الإمارات والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية إن ما يحدث فى مصر إرهاب وينبغى للجميع الوقوف معها فى مواجهته .