أزمة الإخوان أنهم أصحاب تاريخ لا يخلو من الدم و استخدام الإرهاب والعنف و اللجؤ للتفجيرات فى التعامل مع خصومهم السياسين على مدار تاريخهم الممتد لأكثر من ثمانين عاماً .. هذا الملف الأسود فى تاريخ الجماعة عاد للواجهة من جديد بعد عملية الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية والتى تمثل تطوراً نوعياً فى أسلوب الاغتيالات فى مصر .. لتنتقل هذه الجريمة من أسلوب اطلاق الرصاص على الهدف إلى عصر استخدام السيارات المفخخة التى هو أسلوب القاعدة وحماس القادم من العراق وغيرها .. هذه التطورات تطرح أسئلة مهمة حول الجريمة البشعة التى استهدفت وزير الداخلية فراح ضحيتها 25 شخصا معظمهم مصاب بإصابات خطيرة وبينهم مدنيون لا علاقة لهم بالأمر إلا أنه تصادف مرورهم بالمنطقة مصادفة وقت وقوع الجريمة .. أهم هذه الأسئلة هو هل دخلت مصر عصر جديد من الاغتيالات وما الهدف الذى يسعى إليه مرتكبوا هذه الجرائم وهل يمكن أن يحققوه؟ اللواء حسام سويلم: نحن إزاء معركة ربما لن تكون قصيرة لكن الدولة المصرية هى من ستنتصر فى النهاية اللواء حسام سويلم . الخبير الاستراتيجى يرى أن عزل مرسى أفقد المتأسلمين عقلهم ففى خلال ساعات من عزل محمد مرسى كان هناك إسلاميون فى شبه جزيرة سيناء يتحدثون عن شن حرب على قوات الأمن. ليظهر تسجيل فيديو على يوتيوب يصور مئات وهم يرددون هتافات ترفض السلام إلا وكان هناك هجوم على أفراد من الجيش والشرطة فى العريش ومدن أخرى فى محافظة شمال سيناء. مستطرداً تمثل شبه جزيرة سيناء منذ زمن طويل مشكلة أمنية لمصر فسيناء ذات مساحة واسعة وكثافة سكانية قليلة وهى متاخمة لإسرائيل وقطاع غزة ومطلة على قناة السويس التى تربط آسيا بأوروبا. كما تسكنها قبائل بدوية غير راضية عن كيفية إدارة المنطقة، وأشعل عزل مرسى مزيدا من الغضب فى سيناء وأذكى العنف وربما تنذر العبارات النارية التى أطلقتها الجماعات المتشددة بمزيد من العنف. وقد هوجمت منذ عزل مرسى فى 3 يوليو الماضى نقاط أمنية قرب قناة السويس والحدود مع غزة كما قتل قس بالرصاص فى مدينة العريش وهوجم خط أنابيب للغاز يؤدى إلى الأردن ومنتجع إيلات الإسرائيلى المطل على البحر الأحمر حيث عثر على بقايا صاروخ. وأطلقت قذائف صاروخية على حافلة تقل عمالا فى شمال سيناء مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 17. والقوات المسلحة المصرية فى حالة تأهب قصوى رغم أن مصادر عسكرية تقلل من شأن الحديث عن تنفيذ هجوم كبير لكن فى ظل الأوضاع الحالية لا يجب استبعاد أى شيء . والأمر لا يقتصر على سيناء. فالموقف يمكن أن يدفع أيضا الكثير من الشبان الإسلاميين الغاضبين لتنفيذ هجمات فى القاهرة والإسكندرية. ويشير اللواء حسام سويلم إلى أنه لا يجب أن نستعجل النصر على الإرهاب ويجب أن نتفهم أن أمريكا تحارب القاعدة منذ سنين طويله ولا تزال مستمرة فى حربها بينما نحن نواجه القاعدة وبعض عناصر حماس والأخوان وحلفائهم من التيارات المتشددة منذ فترة قصيرة وحققنا انتصارات كبيرة لا يستهان بها فى سيناء وغيرها من المحافظات ونحن إزاء معركة ربما لن تكون قصيرة لكن الدولة المصرية هى من سينتصر فى النهاية . عبدالغفار شكر :الاغتيالات والتصفيات الجسدية أساليب تلجأ إليها جماعة الإخوان المسلمين عند شعورها بالخطر قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، إن التاريخ يعيد نفسه على الساحة السياسية المصرية فالاغتيالات والتصفيات الجسدية هى أحد المناهج التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين التى عادة ما يلجؤون إليها عند شعورهم بالخطر، أو عند تزايد الضغوط عليهم، وتهديد وجودهم. وإلى جانب عملية اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، التى تعدّ من اشهر عمليات الاغتيال التى قام بها الإسلاميون، يذكر التاريخ أيضا محاولة اغتيال فاشلة للرئيس المصرى جمال عبد الناصر من قبل جماعة الإخوان المسلمين. مشيراً أن النظام الإخوانى الحاكم، قام بتوفير المناخ الملائم لهذه الاغتيالات، عبر "خطاب متطرف" لجانب من أعضائها وقياداتها، واغتيال معنوى لمعارضيها. لتبدأ الجماعات الأكثر تطرفا فى إعداد فتاوى القتل وقوائم الاغتيالات. وأشهر فتوى صدرت فى هذا الصدد وأثارت جدلا كبيرا فى الشارع المصرى تلك التى أفتى بها محمود شعبان وهو أحد الدعاة المتطرفين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين تبيح قتل وإهدار دم المعارضين للنظام الحالى معللا فتواه بأن شخصيات المعارضة تطلب السلطة وتحاول الخروج عن الشرعية والحاكم. وأكد شكر أنه ينتظر رأى القضاء فى الدعاوى التى تم رفعها ضد هذا الداعية بتهمة التحريض على القتل، محذرا من وصول سيناريو قتل المعارضة التونسية إلى مصر، مطالبا المجتمع بإدانة مثل هذه الفتاوى التى تثير الفتنة. مشيراً إلى أنه لا يتصور أن يصدر أستاذ فقه وبلاغة بجامعة الأزهر يصدر فتوى بإهدار دم المعارضة باسم الله، وهو لا يعلم شيء عن الإسلام، مضيفا أن التخوين والاتهام بالعمالة والتكفير ليست من سلوكيات الإسلام. اللواء مجدى البسيونى: مصر تواجه مخطط رباعى عدائى ضدها ينفذه الإخوان وتنظيم القاعدة وحماس والجماعات التكفيرية اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، قال: إن الهدف من محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، اليوم هو إحداث ضربة كبيرة فى مصر من خلال عمليات الاغتيال والقتل من خلال مخطط ينفذه رباعى عدائى ضد مصر وهم الإخوان وتنظيم القاعدة وحماس والجماعات التكفيرية. وكشف البسيونى أن ما يحدث فى مصر متوقعا فى ضوء مقررات التنظيم الدولى للإخوان عقب اجتماعهم الذى تم فى جنوب تركيا الفترة الماضية، وكان أهم القرارات التى اتخذت خلاله تنفيذ عمليات نوعية فى مصر باغتيال الشخصيات الهامة وتفجير المنشآت الحيوية والكباري، وخصصوا مليون دولار لتنفيذ ذلك المخطط . مؤكدا إن محاولة إغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم كان أمر سهل وقوعه من جانب قوى الإرهاب والتطرف الذى تمارسه جماعة الإخوان المسلمين مع حلفاءها من الحركات الجهادية الأخري. وتابع، لو رغب المعتدون فى إغتيال اللواء محمد إبراهيم فقط لاستخدموا أسلوب إطلاق الرصاص كما فى المحاولات السابقة لاغتيال وزراء الداخلية من أبو باشا وحتى حسن الألقى مرورا بذكى بدر وعبد الحليم موسى لكن الأمر كان بمثابة رسالة من جانب الإخوان وحلفاؤهم بأنهم قادرون على الوصول إلى الجميع وبأبشع الأساليب وبإثارة أكبر قدر من الضجيج . وشدد اللواء البسيونى على ضرورة الضرب بيد من حديد على أركان الإرهاب فى مصر، لأن المرحلة المقبلة قد تشهد إنتقاماً من جانب الإخوان، وقد تحدث حالات إغتيالات وتصفية جسدية لعدد من السياسيين والإعلاميين وبعض من ساندوا ثورة 30 يونيو. نبيل نعيم : أتوقع المزيد من الأعمال الإرهابية لإرباك الدولة المصرية نبيل نعيم القيادى السابق بتنظيم الجهاد،قال : إن جماعة الإخوان المسلمين لن تتوانى عن الاستمرار فى مخطط إنهاك وإرباك الدولة المصرية، سواء بالتظاهرات أو بوقوع أعمال إرهابية أو تفجيرات أمام المنشآت الحيوية والأقسام الشرطية. وأكد نعيم، أن الإغتيال مصطلح هام فى قاموس جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتهم على يد الراحل حسن البنا، فهم لا يتراجعوا عن قتل خصومهم والتاريخ يذكرنا بالقاضى الخازندار، لأنه أدان بعض شباب الإخوان فى قضايا سابقة، بالإضافة إلى إغتيال النقراشى باشا لأنه أمر بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها ومصادرة ممتلكاتها بعد أن تم الكشف عن التنظيم الخاص (العسكري) للإخوان المسلمين. وأوضح القيادى الجاهدى السابق، أن مصر تمر بمرحلة فارقة فى تاريخها، فإما محاربة الإرهاب والتطرف الفكرى أو الوقوع فى فخ التفجيرات الإرهابية وتكرار سيناريو الاغتيالات والعوده إلى الماضى الأسود التى تسببت فيه الإخوان. اللواء سامح سيف اليزل : العملية التى استهدفت وزير الداخلية تحمل بصمات القاعدة وحماس اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني،يؤكد أن عمليات الاغتيال التى يتعرض لها بعض الرموزالآن والتى بدأت بوزير الداخلية لحساسية منصبه ولدوره البارز فى مكافحة الإرهاب سوف تأتى بنتائج عكسية على من ينفذونها، موضحا أن ارتكابها يزيد الإيمان بالوطن لدى أجهزة الأمن ولدى الشعب كما يزيد إيمانهم بدولتهم وإيمانهم بثورتهم. وتوقع اللواء «سيف اليزل» أن ثمة محاولات جديدة لاغتيال بعض الرموز والشخصيات فى الأجهزة الأمنية فى الدولة بل والسياسية وهو ما يستوجب المزيد من الحذر والحيطة، ويضيف اللواء سامح سيف اليزل : وأننى أدعو الشعب المصرى إلى عدم الفزع، لأن ما نراه هو مقاومة من قبل الخائفين والذين يريدون إدخال مصر فى نفق مظلم لن يتحقق لهم . حافظ أبوسعده: الإخوان على استعداد تام لتصفية المعارضين بناء على فتاوى «إهدار دم» المخالفين لهم يرى حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن بعض المتشددين من أبناء التيار الإسلامى هم الطرف الثالث، الذى نتحدث عنه دائما فى كل الأحداث الدموية، بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين والتيار الدينى هم الغائب دائما والحاضر فى الوقت نفسه، يرعون "البلطجية" ويهددون بقتل معارضيهم. وأوضح أن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن التيار الإسلامى متشابك دينيّا وسياسيّا ويضع حلولا للخلافات السياسية بطريقته الخاصة، كما أن شبابهم لديهم عقيدة بفكر شيوخهم وعلى استعداد تام لتصفية جميع المعارضين بناء على فتوى "إهدار دم" المخالفين أعداء "الشريعة" و"الإسلام"، فالاغتيالات وسفك الدماء منهج ينظّر له مشايخ الإخوان ودعاتهم. لافتاً أن الشارع لم يعد يصدق فكرة الطرف الثالث؛ لأن الأمور أصبحت واضحة أمام أعين المؤسسات والأجهزة الأمنية فى البلاد، مؤكدًا بأن ميليشيات الإخوان أو الجناح العسكرى للجماعة ينشط كلما استجدت الأحداث وقوى صوت المعارضة،فالجماعة لا تحب أن تسمع أصواتا غير صوتها ولا تحب أن ترى إلا من هم فى ركاب السمع والطاعة لها .