«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخابات الرئاسة.. أم الدستور أولا.. خلاف قديم يتجدد قبل نقل السلطة ب 3 أشهر
نشر في المراقب يوم 09 - 03 - 2012

- مؤيدو تعديلات الدستور وفريق "نعم" يطالبون بوضع الدستور أولا
- الخاسرون في استفتاء 19 مارس يرفضون وضع الدستور قبل انتخاب الرئيس الجديد
بعد مرور ما يقرب من عام علي خلاف الدستور أولا أم الانتخابات أولا عدنا من جديد لنختلف حول إجراء انتخابات الرئاسة أولا أم وضع الدستور، بالرغم من أن المجلس العسكري دعا مجلسي الشعب والشورى إلي الاجتماع لبحث ترتيبات تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ، في الوقت الذي تم الإعلان فيه عن بدء انتخابات الرئاسة في شهر يونيه القادم، وبالرغم من انقسام الشارع إلي فريقين الأول ينادي بالدستور أولا والثاني ينادي بانتخابات الرئاسة أولا، إلا أن الفريقان في النهاية يتفقان حول الهدف الأسمى وهو حب مصر، حيث يظن كل فريق أن رأيه هو الأرجح وهو الذي يحقق المصلحة العليا للبلاد.. وبعيداًُ عن التشكيك في أي من الطرفين فإنهما لا يريدان بآرائهما سوي مصلحة البلاد العليا، لكن من وجهة نظر كل منهما التي يري أنها صحيحة وتحقق الهدف وتنجح الثورة.
الغريب أن من كانوا يطالبون منذ وقت ليس ببعيد بإجراء الدستور أولاً قبل الانتخابات هم من يطالبون الآن بالتعجيل والإسراع بالانتخابات الرئاسية ، ومن بعدها وضع الدستور ، ووجهة نظرهم في ذلك أن وضع الدستور في ظل وجود الحكم العسكري سيضع بنود تضمن للعسكري الحصانة من المحاكمة التي يطالب بها شباب الثورة للمجلس عن الفترة التي تولي خلالها إدارة شئون البلاد.
في حين يري الفريق الآخر الذي ينادي بالانتخابات الرئاسية أولا أن الجدول الزمني الذي حدده المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة للمدنيين هو الأنسب للمرحلة الانتقالية الدقيقة التي تمر بها البلاد، لذا يطالبون بالانتظار واستكمال الفترة الانتقالية وفق الخطة المتفق عليها حتى يتم نقل السلطة في أمان وبعيداً عن التعصب والتشنجات التي يقودها عدد من الشباب والتيارات الثورية التي تقل خبرتها وحنكتها السياسية كثيراً عن نظرائهم.
في البداية أكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أنه مع التوافق الشعبي حول الفترة الانتقالية والذي اجمع في بداية الأمر علي وضع الدستور بعد الانتهاء من إجراء انتخابات الشورى ، ومن بعدها وضع الدستور وفق توافق وطني من كافة التيارات، ثم في النهاية إجراء الانتخابات الرئاسية بعد أن نكون قد أسسنا الدولة وفق أسس وإطار متفق عليه من كافة القوي الوطنية والسياسية وأيضا الحركات الشبابية.
وأضاف الدكتور العوا في تصريحات نقلها المتحدث الإعلامي باسمه أنه مع السير علي الجدول الزمني المحدد من جانب المجلس العسكري، ويري أنه الحل الأمثل للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة.. مطالبا الجميع بالتكاتف والابتعاد عن الخلافات الدائرة بين التيارات والحركات والقوي السياسية وتغليب مصلحة الوطن العليا عن أية مصالح أو مكاسب خاصة.
كان الدكتور أحمد سعيد عضو مجلس الشعب ورئيس حزب المصريين الأحرار، قد تقدم بطلب إحاطة عاجل في البرلمان لتحقيق مطلب الشارع المصري بإجراء انتخابات الرئاسة قبل البدء في وضع الدستور وفى أسرع وقت ممكن.
وقال سعيد: إن المصريين يستحقون بعد ثورتهم دستوراً تتوافق حوله آراء كافة أطياف الأمة عبر نقاش كاف وغير متعجل.. مؤكداً أن شهرا ونصف لا تكفي للاتفاق الوطني حول نصوص الدستور في ظل الخلافات العقائدية والسياسية التي أثارتها القوى السياسية الجديدة التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير.
وأوضح رئيس حزب المصريين الأحرار في طلب الإحاطة أن المادة 56 من الإعلان الدستوري حددت الصلاحيات التي يمكن أن يمارس بها الرئيس القادم عمله، ولذلك لا معنى لتأجيل انتخابات الرئاسة لما بعد كتابة الدستور.
وفي نفس السياق أكد الدكتور محمد نور الدين فرحات أستاذ القانون بجامعة الزقازيق إن الساحة السياسية شهدت طرح العديد من الحلول غير الآمنة لنقل السلطة من المجلس العسكري للمدنيين ، منذ الاستفتاء علي الدستور، فهو كان أول الحلول غير الآمنة لأنه لم يستند علي شق المسائلة التشريعية للقانون الذي يتطرق لمساءلة رئيس الجمهورية، بالإضافة إلي أنه لم يحدد اختصاصات واضحة لرئيس الدولة، ولو كان المواطنون قد اطلعوا علي ذلك البند خصيصاً لما وافقوا علي الاستفتاء.
وأضاف أنه كان من بين الحلول غير الآمنة الضغوط التي يمارسها شباب الثورة في الميدان، حيث إنها لن تؤدي إلا لنتائج خاطئة، فلا بد أن تعلن البنود الخاصة بالدستور أولا علي الشارع ومن ثم تتم دراستها لعرضها للاستفتاء الشعبي.
وقال د. فرحات: إنه مع وضع دستور جديد للبلاد أولاً قبل أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية، حيث إن التوافق علي الدستور أولا هو من سيقود إلي تحديد صلاحيات واختصاصات رئيس الجمهورية، ليتم بعدها انتخاب الرئيس الجديد وفق رؤية واضحة .. مشيراً إلي أن من يدعو إلي نقل السلطة الآن لمجلس الشعب أليسوا علي خلافات مع جماعة الإخوان المسلمين التي حازت الأغلبية في البرلمان، كما أن رئيس مجلس الشعب ينتمي لها وهو الأقرب لتولي الرئاسة في الفترة الانتقالية لو تم تسليمها للبرلمان، وقتها ستقول القوي السياسية إن المجلس العسكري سلم السلطة للإخوان، ويكثر الحديث عن الاتفاقيات والصفقات والتشكيك ، وهذا ما لا نريده.
أما الفقيه الدستوري ثروت بدوي فقال إننا أخطأنا من البداية عندما استفتينا الشعب علي الدستور وكان من الأفضل وضع دستور جديد تتوافق عليه كافة أطياف الشعب المصري ، حيث إننا في ثورة والثورة تنسف النظام القديم بأكمله وتبني نظام جديد، لذا فإن دستور 71 قد سقط بنجاح الثورة، وكان من الواجب وضع دستور جديد قبل الشروع في أي شيء آخر.
وتابع بدوي: إنه علينا أن نصلح الآن ما ارتكبناه من خطأ في الاستفتاء الدستوري بأن نبدأ في وضع الأسس الراسخة للدولة قبل أن نجري الانتخابات الرئاسية، حتى يأتي إلينا رئيس جديد للبلاد وفق رؤية واضحة وبصلاحيات واختصاصات واضحة، ويجب أن يفهم الشباب ذلك حتى نخرج من أزمتنا، فالأمور لن تحل بالاعتصام أو التظاهر أو فرض الرأي وإنما يجب وضع أسس راسخة للدولة الجديدة.
ومن جانبها قالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا إن الحل الأفضل للأزمة التي تمر بها البلاد هو السير علي الجدول الزمني المتفق عليه والذي أعلنته القوات المسلحة لتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية شهر يونيه القادم.. مشيرة إلي أنه لا يجب أن ننصت إلي الأصوات العالية التي تخرج كل يوم بنداء دون دراسة لما قد يترتب علي تلك النداءات ، ويجب أن نحكم صوت العقل قبل أن نسير وراء المطالب التي ينادي بها شباب الثورة، الذين يفتقدون الخبرة السياسية ويسيرون وراء حماسهم الذي ينادي بالكثير دون دراسة ورؤية واضحة لتلك المطالب.
وأشارت الجبالى إلي أنها مع إجراء انتخابات الرئاسة أولا ومن بعدها وضع دستور يتوافق عليه الجميع بعد أن يكون بيننا رئيس مدني منتخب بديمقراطية وحرية من الناخبين لكي يرعي ذلك الرئيس عملية التحول الديمقراطي ، ويرعي أيضا توافق كافة الطوائف في مصر علي موضوع الدستور الذي يعتبر عمود الدولة الذي سنبني عليه كل شيء فيما بعد.
ومن ناحيته قال الدكتور عصام النظامي عضو المجلس الاستشاري إنه كان معارضا للاستفتاء الذي جري في 19 مارس علي الدستور، وكان مع أن يتم اختيار رئيس حكومة انتقالية حتى يتم وضع دستور جديد للبلاد، وبعدها يتم إجراء الانتخابات الرئاسية وفق أسس واضحة يكون قد تم اختيارها والتوافق حولها من الجميع، لذا فإنه الآن مع الرأي المنادي بوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
ومن ناحيته قال المحامي نجاد البرعي ، الناشط السياسي، إن المنادين الآن بالتعجيل بالانتخابات الرئاسية قبل وضع الدستور يريدون تسليم السلطة لرئيس قد يكون رئيساً محسوباً علي التيار الديني الذي يشكو منه أصحاب تلك الدعوات الآن، كما أن من ينادون بنقل السلطة لرئيس مجلس الشعب الآن هو في الأساس علي خلافات واضحة مع جماعة الإخوان المسلمين.. فكيف يسلمون السلطة لجماعة هم يختلفون معها في الأساس ويتهمونها بعقد صفقة مع المجلس العسكري.
وقال البرعي إن مفهوم النشطاء عن الفترة الإنتقالية غير دقيق ، فالكثيرون لا يفهمون معني الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد حالياً، فالسلطة ليست ميتاً ونريد أن نكرمه بدفنه أو شيء نريد أن يلقيه كل منا من عاتقه، لكنها مسئولية دولة تضم ما يزيد عن 85 مليون مواطن ، ولابد من أن يتم وضع أسس واضحة لها، ونحن حتى الآن لم نضع تلك الأسس.. لذا لا بد من وضع الدستور أولاً قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
فيما قال الدكتور محمد غنيم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو الجمعية الوطنية للتغير إن ما اقترحتة الوطنية للتغير هو الأنسب للفترة الانتقالية المتبقية، لأنه لا يصح أن يكون هناك رئيس دولة بدون دستور، كما إن الاستفتاء الذي حدث لن يعترف به وقتها حيث إن الاعلان الدستوري غير بنوده.. مشيراً إلي أنه لا يقبل أبدا بتسليم السلطة لمجلس الشعب الذي يري أن تسليمه للمجلس سيضع السلطة في يد تيار واحد، وقد نص بيان الجمعية الوطنية للتغير علي ضرورة وضع الدستور أولا ، تليه الانتخابات الرئاسية.
ومن جانبه وحول إشكالية الأولوية بين كتابة الدستور وانتخابات الرئاسة قال المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: إن الإعلان الدستوري حدد أن الانتخابات التشريعية أولا، هذا واضح جدًا من نصوص الإعلان الدستوري التي جعلت اختيار الهيئة التأسيسية للدستور مسند لأعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين، كما أنها حددت أن يحلف الرئيس اليمين أمام مجلس الشعب، وبهذه الصورة يكون الدستور والرئيس مفتقران إلى البرلمان لا العكس، كما أن التعديلات فتحت الطريق أمام إجراء انتخابات الرئاسة بتعديلها شروط الترشيح، وليس في هذا نص عن ضرورة إجرائها قبل أو بعد الدستور، ومن ناحية أخرى فإن الإعلان الدستوري حدد طريقة اختيار الهيئة التأسيسية للدستور والتي لا تفتقر إلى الرئيس، ومن ثم فإننا من الناحية الدستورية أمام ثلاث خيارات كلها دستوري: الأول: انتخابات الرئاسة أولا.. الثاني: الدستور أولا.. الثالث: العمل بطريقة متوازية".
وأوضح أن تصريحات المستشار طارق البشري تفصح عن غرض لجنته من وضع تعديلات شروط الترشح للرئاسة في الإعلان الدستوري، وعدم تأجيلها إلى الدستور الجديد، من أن هذا جاء رغبة منها في تهيئة الوضع لإجراء انتخابات الرئاسة وهذا لا يفيد إلا الجواز لا الإلزام لعدم وجود نص على ذلك، ولعدم افتقار إجراءات صياغة الدستور لوجود الرئيس في ظل نص الإعلان الدستوري عن قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمهامه حتى انتخابه.
وأكد عبد المنعم الشحات على أن من سلبيات اختيار الرئيس أولا أن يأتي بصلاحيات مبارك، بينما الهيئة التأسيسية تكون في طور إعداد دستور يحدد صلاحياته، كما أن الشعب سوف يختاره وهو لا يعرف أيضًا أين سوف تستقر الصلاحيات.
وأضاف: "وفي رأيي الشخصي يكون السير بصورة متوازية بحيث تبدأ بعد إجراءات الرئاسة أثناء عمل الهيئة التأسيسية، ولكن لا تتم إلا بعد الاستفتاء على الدستور".
فيما قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية: إنه ضد وضع الدستور الجديد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وإنه أبلغ بذلك الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب
وأضاف أبو الفتوح: طلبت من رئيس مجلس الشعب أن يعطى الفرصة لسماع جميع الأطراف والاتجاهات حول المواد المراد تعديلها أو إلغائها فى الدستور الجديد، خاصة أنه لا وجه للعجلة فى وضعه قبل الانتخابات الرئاسية، لاسيما أن البلاد تدار حاليا بالإعلان الدستوري.
وأوضح المرشح المحتمل للرئاسة أن الدستور الجديد المراد وضعه للبلاد فى إطار من الديمقراطية والشفافية، لابد أن يكون دستورا توافقيا، مشيرا إلى أن هذا التوافق لن يتأتى إلا من خلال تمثيل كل ألوان الطيف المصري والاتجاهات السياسية فى الجمعية التأسيسية التى تضع الدستور، والمعروفة بلجنة المائة، وليس جمعية برلمانية، بالإضافة إلى ضرورة إجراء حوار مجتمعي حوله، من خلال طرح القضايا التى تدور فى أذهان المجتمع المصري مسلميه ومسيحييه.
وفي بيان رسمي قالت الجماعة الإسلامية إن الانتهاء من الانتخابات الرئاسية قبل الانتهاء من الدستور سيؤدي لوجود رئيس للبلاد لم تحدد صلاحياته بشكل واضح.
وأضافت الجماعة أن انتخاب الرئيس الجديد يكون قد اختير طبقًا للإعلان الدستوري والذي لم تحدد فيه صلاحيات الرئيس بشكل محدد مع عدم دستورية العودة لدستور 71 الذي تم تعطيله.
وأضافت أن مصر قد تجد نفسها أمام انتخابات رئاسية إذا ما تغير نظام الحكم أو تغيير بعض الشروط المطلوبة فيمن يجوز له الترشح للرئاسة في الدستور الجديد.
وأشار البيان إلى أن الانتهاء من انتخابات الرئاسة قبل الدستور قد يدفع البعض للطعن بعدم دستوريتها، موضحا أن هذه المخاطر التي قد تنجم عن تحديد باب الترشح قبل الانتهاء من الدستور قد تؤدي إلى إرباك الوضع السياسي كما يمكن توظيفها لزيادة عدم الاستقرار مستقبلا، في ظل وجود طعون دستورية على قانون الانتخابات وفي ظل تحصين قرارات اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة مما لا يصب في مصلحة الوطن والعمل على استقراره.
وأهابت الجماعة بالقوى السياسية والأحزاب أن يتوافقوا على إتمام الدستور بشكل دقيق وسريع قبل إغلاق باب الترشح كي لا ندخل في متاهة إلغاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لوجود مطاعن دستورية عليها.
ومن ناحيته أعلن سعد أبو بطيحة نائب حزب التجمع في مجلس الشورى عقب مشاركته في الجلسة الأولي للمجلس، في تصريحات للصحفيين، أنه سيعمل علي طرح مطالب التجمع فيما يخص الدستور والمعايير الأساسية التي يقوم عليها إلي جانب وجهة نظر الحزب في القضايا العامة المطروحة مؤكدا ضرورة سير الإعداد للدستور وانتخابات الرئاسة في خط متواز بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية في 25 أبريل وفقا لما طرحه الحزب.
ومن جانبه أكد سامح عاشور نقيب المحامين ونائب رئيس المجلس الاستشاري أنه يجب الانتهاء من كتابة الدستور قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أنه يمكن الانتهاء من الدستور خلال ال 40 يوما المقبلة.
وأضاف عاشور في تصريحات تليفزيونية أن المجلس الاستشاري قدم اقتراحا للانتهاء من كتابة الدستور قبل شهر أبريل، مشيرا الى أن الدستور ليس "لوغارتم" وأنه لن يحتاج وقتا كبيرا كما يتصور البعض، وأن أسس الدستور موجودة في أنظمة العالم وسنتخذ ما يلائمنا منها.
وأوضح نقيب المحامين أن وجود المجلس الاستشاري مرتبط بوجود المجلس العسكري وان الجمعية التأسيسية هى الأمر المتبقي مناقشته في المجلس الاستشاري.
وتابع نقيب المحامين أن الجمعية التأسيسية للدستور يجب ان تكون توافقية وتعكس تمثيلاً حقيقيا للمجتمع بأكمله وليس عن حزب بعينه، موضحا انه يجب تمثيل كل حزب في اللجنة التأسيسية حسب عدد المقاعد التى حصل عليها بالبرلمان.
وأشار عاشور إلى أن مقترح المجلس الاستشاري لتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور هو ان يكون لكل حزب الحق في الحصول على 10 مقاعد بحد أقصى مع وجود مقاعد لبعض الأفراد بحكم مناصب بعينها في الدولة وليس الأفراد، لافتا إلى أن المجلس الاستشاري لا يصدر أى توصيات ملزمة لمجلس الشعب، ولكنه يخاطب المجلس العسكري وحده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.