صورة أرشيفية أثارت نتيجة المرحلة الأولى لإنتخابات مجلس الشعب،فى محافظتى الأقصر والبحر الأحمر الكثير من علامات الإستفهام،فعلى الرغم من طبيعة المحافظتين وإعتمادهما على السياحة كمصدر للدخل،إلا أن الأغلبية صوتوا للتيار الإسلامى،والذى خرجت تصريحات عديدة من المنتمين إليه ضد السياحة. والسؤال هنا: لماذا صوّت أغلب أهالي المحافظتين السياحيتين للإسلاميين، وماذا سيحدث لو أراد بعض متطرفى التيار الدينى تطبيق آرائهم عمليا في مجال السياحة؟ يرى الدكتور عبد الموجود راجح،مرشح حزب الحرية والعدالة بالأقصر والحاصل في الجولة الاولي علي أعلي الأصوات،أن اختيار أهالى الاقصر لمرشحي الحزب جاء نتيجة للبرنامج المعتدل الذي يقدمه،و كذلك لثقة الناس في هؤلاء الاشخاص لحسن سمعتهم. وقال أنه قدم مشروعا كبيرا للسياحة في مدينة الأقصر يهدف الي كسر الاحتكار الذي تمارسه الشركات السياحية علي العاملين في هذا القطاع،و كذلك اعطائهم حقوقهم كاملة والغاء ما يعرف ب ( س6) اي التوقيع علي استمارة الاستقالة قبل بدء العمل،منوها بأنه وعد بإنشاء مراكز لتدريب العاملين في القطاع و تقديم مشروع تنمية للسياحة لكي تتضاعف أعدادها في السنوات المقبلة،وأكد أنه سيشجع قطاعات عديدة من السائحين للمجئ الي مصر . وقال: نريد سياحة من دول متعددة وليس من أمريكا وأوروبا فقط، و سأعمل جاهدا لتحقيق هذه الوعود . فى المقابل أكد الدكتور سعدي عبد القادر، أحد أبرز المرشحين في الجولة الأولى،إن مرشحى "الإخوان" والسلفيين اعتمدوا علي الشعارات الدينية و استغلوا البسطاء في الدعاية،فضلا عن الكنيسة دخلت على الخط و قامت بالدعاية لأشخاص بعينهم، فتحول الأمر إلي صراع بين رغبات الإسلاميين و رغبات الكنيسة. وذكر سعدي أنه من الصعب التنبؤ بما سيفعلوه الاسلاميون تجاه السياحة، لأنهم سيضعون أنفسهم في موضع المسئولية ،موضحا أن الأمر اختلف بعد الثورة ،ومن الصعب اصدار قرارات ضد مصلحة السياحة في مصر . وقال يؤانس زكريا مطران الأقباط الكاثوليك بالأقصر،إن الكنيسة تطالب كل المسيحيين بالذهاب إلي صناديق الانتخابات،و ممارسة حقوقهم الانتخابية،مشددا على أن الكنيسة تعطى الحرية التامة للأقباط في الاختيار. و اضاف زكريا انه لو وجد مرشحا مسلما لديه حس وطني و برنامج قوي لن يتردد في انتخابه" لأن صلاح الأفراد لا يرتبط بالدين، انما بالحس الوطني القوي". وأوضح محمد عبد المنعم مدير شركة سياحة بمحافظة البحر الأحمر،إن اغلب العاملين في مجال السياحة متخوفون من النسبة الكبيرة التي حصل عليها الاسلاميون،وباتوا يبحثون عن أعمال اخري،منوها بأن أغلب العاملين بمجال السياحة لا ينتمون إلي محافظة البحر الاحمر، وأن الإسلاميين استغلوا أهل المحافظة البسطاء في الانتخابات. وأكد محمد العماري،مرشد سياحي بمحافظة البحر الأحمر، أن أغلب المرشحين فى قائمة "الحرية والعدالة" بالمحافظة يعملون بمجال السياحة ،و"هم بالتأكيد لن يعطلوا السياحة". و أشار العمارى،إلى أن أعداد العاملين في هذا المجال كبيرة جدا،ولن يسمحوا لأحد بتعطيل مصالحهم ،معتبرا أن الموقف الذي اتخذه الاعلام ضد الاسلاميين جعل الناس يتعاطفون معهم و ويصوتون لصالحهم. وقال إن الحكم علي الاسلاميين الآن سابق لآوانه،وإنما يكون بعد توليهم المسؤولية. وأوضح فرنسيس أمين، باحث أثري، إن زيارة مرشد جماعة الإخوان لمعبد الاقصر منذ ثلاثة شهور و تصريحاته بأن اعداد السياحة قليلة جدا في مصر مقارنة بالسياحة في الدول الاخري،و أن مصر بها اثار لا مثيل لها في العالم،أعطت رسالة إطمئنان للكثيرين في الأقصر،وصدقوا هذه التصريحات وبأن السياحة لن تمس من أحد،وأنه لن يجرؤ أي حزب أو جماعة المساس بها.