أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أن العالم العربي يشهد هذه الأيام حركات احتجاجية واسعة يستلهمها من وحي الثورة المصرية أو في بعض الأحيان تكون تضامنا معها .. مشيرة إلى أن الحكومات العربية تعمل على تفريق هذه المظاهرات بالقوة، حيث قامت عدد من الحكومات العربية باعتقال بعض منظمي تلك الاحتجاجات. وأشارت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أن حملات الأمن العنيفة ضد المتظاهرين هي جزء لا يتجزأ من سياسات حكومات غالبية الدول العربية ومنها السعودية والسودان وسوريا والإمارات واليمن والضفة الغربية ، والتي تعتمد في مواجهة منتقديها علي حظر التجمعات العامة، والحد من حرية التعبير. وقالت سارة ليا ويتسن مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة : إن ما حدث في الانتفاضات التونسية والمصرية فتن الجمهور العربي أجمع ، فيما أصابت حكام تلك الدول بالهلع .. مضيفة أن هؤلاء الحكام كانت ردود فعلهم قمعية، حيث إنهم استجابوا للتظاهرات بمزيج غير معتاد من القمع والتخويف لوأد براعم الديمقراطية التي بدأت تتفتح في دول العالم العربي، والتي حمل لوائها شباب الشعوب العربية. ومن ناحية أخري تناولت المنظمة حصر لأعداد الشهداء الذين لقوا حتفهم في المظاهرات المصرية والتي أكدت أنها وصلت إلى 302 شهيدا منذ 28 يناير الماضي، منهم 232 في القاهرة، و52 في الإسكندرية، و18 في السويس .. مشيرة إلى أن هذه الأرقام قام بجمعها باحثون في مصر وهم أطباء في اثنين من مستشفيات القاهرة ، واثنين في الإسكندرية وواحدة في السويس، لافتة إلى أن وزير الصحة المصري اعترض على هذه الأرقام، وقال إنه سيعلن العدد الحقيقي خلال أيام. وأضافت: إن معظم حالات الوفاة حدثت يومي 28 و29 يناير الماضي نتيجة إصابات بالرصاص الحي والمطاطي، كما توفي عدد منهم في حالات اختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع"، مشيرة إلى "وجود قيود على الأطباء في الإفصاح عن العدد الحقيقي للضحايا.