اطلقت اليوم الشرطة اليمنية النارعلى متظاهرين في عدن ما ادى الى اصابة احدهم بالرصاص فيما اصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيل للدموع. وافاد شهود العيان ان " الشرطة اطلقت النار خلال محاولتها تفريق تظاهرة في المعلا في عدن ما ادى الى اصابة احد المحتجين برصاص الشرطة بينما اصيب ثلاثة آخرون بقنابل الغاز المسيلة للدموع ".
يأتى هذا فيما ارتفع عدد قتلى الهجوم على المتظاهرين في صنعاء الجمعة الى 52 بحسب ما افادت مصادر طبية مؤكدة ان 126 شخصا اصيبوا بجروح.
فى غضون ذلك، ادان الرئيس الاميركي باراك اوباما بشدة اعمال العنف التي وقعت الجمعة في اليمن داعيا الرئيس صالح إلى الوفاء بوعده بالسماح للتظاهرات بالسير سلميا " مضيفا " ان منفذي اعمال العنف ينبغي ان يحاسبوا ".
و كان العشرات قد سقطوا بين قتيل وجريح في صنعاء برصاص اطلقه موالون للرئيس اليمني على تظاهرة تطالب برحيل علي عبد الله صالح، بحسب اخر حصيلة من مصادر طبية.
وتوالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامي للاحتجاج في اليمن، وذلك إثر سقوط 47 قتيلا و617 جريحا أمس في ساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء، مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان.
وجاءت هذه الهجمات على الرغم من دعوات واشنطن المتكررة حلفاءها الاستراتيجيين الى حماية "الحقوق العالمية للانسان" والسماح بالتظاهرات السلمية بينما يشهد العالم العربي سلسلة من الحركات الاحتجاجية.
وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاسبة المسئولين عن الهجمات التي وقعت، وأعرب عن تأييده لتغيير سياسي في اليمن يلبي طموحات المواطنين هناك وتشارك فيه كل الأطراف السياسية.
وأميركيا، كذلك أعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن قلق بلادها التي تسعى إلى "التحقق من معلومات" أفادت بأن المتظاهرين قتلوا إثر "تدخل قوى الأمن" مطالبة "بإنهاء العنف في اليمن".
كما نددت فرنسا لما وصفته "بالهجمات الدامية" ضد المتظاهرين المطالبين برحيل صالح، وصرح المتحدث باسم خارجيتها بيرنار فاليرو بأنه بات من الضروري أن تتوقف هجمات القوى الأمنية والجماعات المسلحة الموالية للحكومة على أشخاص يمارسون حقهم في التعبير والتظاهر.
من جهتها أعربت مسئولة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، عن الاستياء حيال إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم. وحثت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على احترام حق التظاهر السلمي.
وفي موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها جراء أعمال العنف داعية أطراف الأزمة إلى التحلي بالمسؤولية. وطالبت السلطات اليمنية وجميع الفصائل السياسية بضبط النفس وتبني مقاربة مسؤولة حيال مصير البلاد.
عربيا وعربيا أدانت قطر ما وصفته الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات اليمنية ضد المتظاهرين في صنعاء. وأعربت عن حزنها لسقوط العديد من الضحايا.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها تتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في اليمن والتي أدت إلى سقوط الضحايا.
ودعت تونس من جانبها إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في اليمن، معربة عن حزنها الشديد ورفضها القاطع لأعمال العنف التي استهدفت المدنيين العزل وأدت إلى مقتل العشرات وجرح أعداد كبيرة منهم.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة بما وصفه باستخدام السلطات اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وكرر دعوته بضبط النفس، وذكر الحكومة اليمنية بأن من واجبها حماية المدنيين.
وأعرب المسئول الدولي عن إيمانه بأن لا بديل للحوار المتعدد الأطراف بشأن الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية.
ودعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الولاياتالمتحدة إلى تعليق مساعدتها العسكرية لليمن بسبب أعمال العنف التي أدت لمقتل مدنيين.
واعتبرت المنظمة في بيان صدر أمس أن "الرئيس صالح يمضي وقته في الوعد بوضع حد للهجمات على المتظاهرين ومع ذلك فإن عدد القتلى يزداد باستمرار".
وأشارت "هيومان رايتس"، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إلى أن الولاياتالمتحدة زودت اليمن بمساعدة بلغت قيمتها ثلاثمائة مليون دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة، بهدف مساعدة هذا البلد على مواجهة تهديد القاعدة.
وشكل يوم الجمعة أكثر الأيام دموية منذ انطلاق الاحتجاجات اليمنية في أواخر يناير، وقد نفى الرئيس اليمني أن تكون قوات الأمن هي التي أطلقت النار في ساحة التغيير وأعلن حالة الطوارئ في جميع انحاء اليمن معربا عن "الأسف" لمقتل المتظاهرين وقال إنهم "شهداء الديمقراطية".
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان ان واشنطن "قلقة" من اعمال العنف ضد المحتجين على الحكومة في اليمن و"تسعى الى التحقق من المعلومات التي قالت ان قوات الامن قامت بها".
ودان جون برينان كبير مستشاري اوباما لمكافحة الارهاب والشخصية الرئيسية في الولايات التي تتصل بحكومة صالح، استخدام العنف في صنعاء وقال ان هذه التطورات "مقلقة للغاية".
وقال برينان للصحفيين في نيويورك ان الاضطرابات في اليمن "مضرة جدا" على الامد الطويل بالمصالح الاميركية في المنطقة، مشيرا الى انه ينوي الاتصال بالرئيس صالح في وقت لاحق.
واكدت كلينتون ان "العنف يجب ان يتوقف"، داعية الى اجراء مفاوضات لتسوية الازمة السياسية في اليمن.
والرئيس صالح الموجود في السلطة منذ 32 عاما، استفاد حتى الان من دعم الولاياتالمتحدة التي تعتبره حليفا في مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ودعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الجمعة الولاياتالمتحدة الى تعليق مساعدتها العسكرية لليمن الى ان "يوقف الرئيس علي عبد الله صالح الهجمات ضد متظاهرين هم بغالبيتهم مسالمون وملاحقة مرتكبيها".
واضافت المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها ان صالح "يمضي وقته في قطع وعود بوضع حد للهجمات على المتظاهرين ومع ذلك فان عدد القتلى يزداد باستمرار".
واشارت "هيومان رايتس ووتش" الى ان الولاياتالمتحدة زودت اليمن بمساعدة بلغت قيمتها 300 مليون دولار خلال السنوات الخمس الاخيرة، بهدف مساعدة هذا البلد على مواجهة تهديد القاعدة.
واعلن الرئيس اليمني الجمعة حالة الطوارىء في جميع انحاء اليمن معربا عن "الاسف" لمقتل المتظاهرين في صنعاء وقال انهم "شهداء الديموقراطية".