* المئات من طلاب المدارس وجامعة عدن الذين تظاهروا للتنديد بالهجوم على المعتصمين في صنعاء البديل – وكالات : قتل ثلاثة متظاهرين بينهم طفل في الثانية عشرة وأصيب المئات السبت في اليمن حيث اتهم المتظاهرون السلطات باستخدام الغاز السام، وهو ما نفته السلطات. وأكد أطباء من المعتصمين لوكالة فرانس برس أنهم يواجهون صعوبة في التعامل مع آثار “غازات سامة” قالوا إن السلطات استخدمتها، مشيرين إلى أنها “تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى غيبوبة”. وسارعت السلطات اليمنية إلى نفي استخدام “أي نوع من الغازات غير الغاز المسيل للدموع”، مؤكدة إن قوى الأمن تدخلت للتفريق بين متظاهرين وتجار أزعجهم الاعتصام في ساحة الجامعة. وشنت قوات الأمن في صنعاء هجوما عند الفجر على المتظاهرين المعتصمين منذ 21 فبراير في ساحة الجامعة. وقتل متظاهر وأصيب قرابة 300 بجروح ثلاثون منهم بالرصاص. أما الباقون فتسمموا بسبب الغاز. وأكدت لجنة طبية شكلها المتظاهرون إن قوى الأمن استخدمت غازات سامة. وذكرت مصادر متطابقة إن التوتر ساد بشكل كبير بعد إن قام معتصمون، بنصب خيام جديدة خارج ساحة جامعة صنعاء وخارج الحواجز الإسمنتية التي وضعتها السلطات حول مكان الاعتصام المطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني. ونصب المعتصمون الخيام الجديدة في شوارع تؤدي إلى الساحة ومنها شارع الحرية وشارع الزراعة وشارع الوحدة والرباط. وهاجمت قوات الأمن في وقت مبكر المعتصمين في هذه الشوارع خصوصا في شارع الوحدة إلا إن المعتصمين صدوا الهجوم وفشلت السلطات في تفريقهم، كما ذكر الشهود لمراسل وكالة فرانس برس. وبعد الظهر، قتل متظاهر آخر برصاص قناص لم تحدد هويته أثناء محاولته مع آخرين الانضمام إلى الحشد المعتصم أمام جامعة صنعاء، كما قالت مصادر المعارضة. ونزل طلبة وتلاميذ السبت إلى الشوارع في مختلف أنحاء اليمن للاحتجاج على الهجوم على المعتصمين في صنعاء. وفي عدن، فرقت الشرطة اليمنية السبت المئات من طلاب المدارس وجامعة عدن الذين تظاهروا للتنديد بالهجوم على المعتصمين في صنعاء ورفض مبادرة الرئيس اليمني، مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام حسب شهود عيان ومراسل وكالة فرانس برس. وقال الشهود إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق تظاهرة انطلقت من مدارس الثانوية في حي التواهي، موضحين أنها استخدمت “غازات سامة وخطرة”. وتجمع المئات من طلاب كلية الهندسة أمام بوابة الكلية في حي المعلا مرددين شعارات “الحزب الحاكم باطل” “يا سفاح ارحل ارحل” و”لا دراسة ولا تدريس حتى يرحل الرئيس”، بحسب مراسل فرانس برس. وانضم الطلاب إلى المعتصمين في مخيم المعلا في مسيرة سارت في الشارع الرئيسي رافعين لافتات “يا صنعاء يا صنعاء نشعر بأوجاعك” و”يا تعز نحن معك” و”أطلقوا سراح معتقلينا”. وفي المكلا جنوب شرق اليمن قتل فتى في الثانية عشرة من عمره كان يشارك في تظاهرة مناهضة للنظام برصاص الشرطة بحسب مصادر طبية وشهود عيان. وأصيب خمسة تلامذة بجروح خلال قيام الشرطة بتفريق التظاهرة، كما أفادت مصادر طبية. وأعلنت الأممالمتحدة الجمعة إن 37 ناشطا وستة من رجال الأمن على الأقل قتلوا منذ بداية الاضطرابات في نهاية يناير في اليمن، ودعت صنعاء إلى التحقيق في مقتل المتظاهرين. ويطالب المتظاهرون بتنحي الرئيس اليمني الذي يحكم منذ العام 1978، ويرفضون وعوده بالإصلاح مع التمسك ببقائه في منصبه حتى نهاية ولايته في 2013. واقترح الرئيس اليمني الخميس التخلي عن صلاحيات الرئاسة والاستفتاء على دستور جديد والانتقال إلى نظام برلماني في غضون اقل من سنة، إلا إن المعارضة سارعت إلى رفض المبادرة. كما تعهد صالح الخميس بحماية المتظاهرين. وقال الطبيب حسن الجوشعي عضو اللجنة الطبية التي شكلها منظمو اعتصام الجامعة في صنعاء إن قوى الأمن استخدمت غاز أعصاب ضد المتظاهرين. وقال طبيب الأعصاب لفرانس برس “هذا ليس غازا مسيلا للدموع، وإنما غاز أعصاب يصيب الجهاز العصبي والجهاز التنفسي بالشلل ويسبب الإغماء”. وقال إن الأطباء عاجزون عن معالجة تسعة متظاهرين استنشقوا هذا الغاز مساء الثلاثاء، “لقد طلبنا من السلطات تزويدنا بالعلاج المناسب ولا زلنا ننتظر”. في هذه الإثناء، دعا السفير الأميركي في صنعاء إلى الحوار بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والمعارضة محذرا من خطر نشوب حرب أهلية يستفيد منها تنظيم القاعدة. وصرح جيرالد فيرشتاين للصحافيين “قلقنا منذ البداية من تزايد خطورة اندلاع أعمال العنف بين الجانبين كل يوم في غياب الحوار والتفاوض”. ورفضت المعارضة اليمنية بوادر الانفتاح التي أظهرها صالح الذي دعا إلى الحوار وتعهد بعدم ترشيح نفسه مجددا في 2013. وتطالب المعارضة بإسقاط نظام صالح الذي وصل إلى سدة الحكم قبل 32 سنة. وقال السفير الأميركي الذي تدعم بلاده صالح في حربه على القاعدة “نريد عملية انتقالية سلمية للسلطة في اليمن”. وأضاف “نعتقد إن انعدام الأمن والاستقرار سيساعد القاعدة والمجموعات المتطرفة الأخرى” قبل إن ينصح صالح بالتخلص من الوزراء الفاسدين وتغيير قادة قوات الأمن خصوصا في عدن جنوب البلاد حيث تقمع التظاهرات المعادية للنظام بقوة.