سادت حالة من الهدوء أمام السفارة الإسرائيلية منذ صباح اليوم، وعادت الحياة إلى طبيعتها، بينما فرضت قوات الشرطة العسكرية حظرا أمنيا حول مبنى السفارة والشوارع المحيطة بها، وحظرت الوقوف أمامها، فيما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن المتواجدة أمام السفارة مع المتظاهرين لية أمس ، ورشق المتظاهرين الشرطة بالحجارة، وألقى الجيش القبض على العديد منهم واحتجازهم بجراج العمارة المجاورة للسفارة، وتم الإفراج عنهم بعد حضور أولياء أمورهم. فيما خلت الشوارع المجاورة للسفارة من المتظاهرين رغم وجود العشرات منهم فى الصباح والذين قام أفراد من القوات المسلحة بتفريقهم، ووجه لهم الضباط كلمات تحثهم على مغادرة المكان وهو الأمر الذي تم تنفيذه على الفور، متوعدين بعودتهم فى المساء. وقد تسبب توقف 3 أتوبيسات على كوبري الجامعة فى مواجهة مبنى السفارة حالة من التنشيط العسكرى، حيث توجهت كتيبة عسكرية رافعة أسلحتها إلى مكان تواجد الأتوبيسات للتأكد من عدم حملها لمتظاهرين جدد، وقد تببين أنها أتوبيسات سياحية تركت مكانها على الفور بعد التأكد من هويتها ومن هوية من تحملهم. ومنع الضباط القائمون على حراسة السفارة المواطنين عامة والصحفيين خاصة من الاقتراب من مبنى السفارة، والمرور فى الشارع المجاور لها، أو حتى مجرد الوقوف على كوبري الجامعة فى الجهة المقابلة للمبنى، فى حين ظل العلم المصري معلقا على المبنى، وتركت أثار هدم الجدار العازل فى مكانها. هذا وقد توقفت قوات الأمن المركزى بعيدا عن مقر السفارة، وتحديدا أسفل كوبري الجامعة، الذى ارتصت فيه 12 سيارة للأمن المركزي، وعلى طول الشارع المكمل له وقفت 3 سيارات أخرى، و3 مصفحات، و3 أتوبيسات للقوات المسلحة، وعدد من سيارات الشرطة، والجيش، فى حين وقفت سيارة إسعاف واحدة، فى المسافة الفاصلة بين مقر السفارة الإسرائيلية ومقر السفارة السعودية. الغريب فى الأمر أنه رغم تحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية، إلا أن بعض المواطنين لم يلتفتوا للأحداث السياسية التى تمر بها البلاد، ووقفوا على بعد خطوات من مبنى السفارة، ليستمتعوا بالنيل من أعلى كوبري الجامعة دون النظر إلى ما يحدث بجوارهم.