أكد الباحث في شئون المواطنة الدكتور سامح فوزي أن الاعتصام المستمر أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لن يغير من موقف الكنيسة شيئاً، وقال إن :" العقلية التي تحكم الكنيسة عقلية صلبة لا يجعلها ترضخ لمطالب المعتصمين". وقال د.فوزي:" هناك إشكالية أن ما تطبقه المحاكم في الأحوال الشخصية يختلف عما تقبل به الكنيسة، فمن يحصل على حكم بالبطلان ثم يذهب إلى الكنيسة يواجه برفضها للحكم القضائي لأن الحكم يخالف الأسس والمبادئ والتعاليم اللاهوتية التي تقوم عليها الكنيسة". وحول تفاقم الأزمة الراهنة بين المعتصمين والكنيسة قال د.فوزي:" توجد عدة حلول لا تخلوا من بعض الاعتراضات..أولها الحل الليبرالي ويتمثل في الموافقة على الزواج المدني دون الرجوع إلى الكنيسة والاكتفاء بالتوثيق ومباركة الكنيسة لاحقا بحسب رغبة الزوجين..وهذا ما يرفضه المجتمع المصري المحافظ". وتابع:" الأمر الثاني أن يصدر القانون الموحد للأحوال الشخصية لغير المسلمين..فيصبح الحكم الذي تصدره المحكمة متوافق مع المبادئ التي تحكم الكنيسة"، وحول اختلاف الكنائس المصرية حول مشروع القانون قال د.فوزي:" الظاهر انه لا يوجد خلاف بين الكنائس المصرية حول القانون..تأخير القانون خلفه إرادة الدولة". وعن تأخر إصدار القانون قال د.فوزي:" ما يعطله عدة إشكاليات أولها الميراث والتبني..حيث ان المسيحية تساوي بين الرجل والمرأة في الميراث وتتيح التبني وهذه الجزئية مخالفة للشريعة الإسلامية"، على حد قوله. وأوضح د.فوزي:" في رأيي إلغاء هذه الجزئية الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث والتبني"، وأضاف:" الحل الثالث هو أن تعود الكنيسة إلى تطبيق لائحة عام 38 التي تطبقها المحاكم وهذه اللائحة تضع من التوسع في شروط الطلاق ما يحل هذه الإشكالية". وقال د.فوزي:" الاعتصام لن يغير من موقف الكنيسة شيئا..الكنيسة لديها من الصلابة ما يجعلها تتخطى مطالب المعتصمين..والعقلية التي تحكم الكنيسة صلبة لا تلين"، وأضاف:" وفي رأيي أن الكنيسة ستستغل هذا الاعتصام لإصدار القانون الموحد للأحوال الشخصية لغير المسلمين". وتصاعد في اليومين الماضيين الغضب المسيحي داخل الكاتدرائية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر على أحداث "موقعة الكلب" في الكاتدرائية، وانطلقت عشرات المجموعات الإلكترونية لمهاجمة الأنبا يؤانس صاحب الكلاب البوليسية والأنبا أرميا لاستخدامهما كلاب الحراسة في مواجهة متظاهرين عزل. ووصف د.فوزي انضمام المئات لمجموعات إلكترونية وتصميم عدة بوسترات تظهر كلابا بوليسية في يد رجل دين يهدد بها متظاهرين، بأن السلطة الأبوية في الكنيسة تفككت بعد ثورة يناير وأصبح جيل الشباب يختلف تماما عن الآباء التقليدين، وأكد ان الشباب المعتصم يمارس نقدا للكنيسة لم يكن موجدا قبل الثورة وله ثقافة جديدة . وقد ظهرت عشرات التعليقات على تويتر بخصوص الاعتصام قد يكون أشهرها "البابا دائما ما يقول ربنا موجود، والأنبا بولا يضيف: والكلاب تحمينا"، و"الكلب والجمل إيد واحدة". وكان حوالي 50 معتصماً مسيحيا واصلوا المطالبة بحقهم في الطلاق والحصول على تصريح للزواج الثاني بعد تفاقم مشكلاتهم منذ سنوات دون الوصول إلى حلول.