أول مسيرة مليونية كانت في ذكري النكبة الثلاثة والستين في ميدان التحرير لتنصر القدس و ترفع فيها أعلام فلسطين وأعلام الشعوب العربية الثائرة وكانت هذه المسيرة امتداد لمسيرة الزحف والعودة نحو فلسطين لتؤكد ان حق العودة حق تطالب به كافة الشعوب العربية ,هذا ليس حلما بل حقيقة كتبها الشعب المصري امتدادا من ميدان التحرير بالقاهرة حتى الحدود الجنوبية للوطن المحاصر , , إن مسيرة الشعب الثائر في مصر العرب لنصرة فلسطين و القدس أتذكرها اليوم من جديد لكن على صدي كلمات الشاعر المصري احمد رامي وصوت أم كلثوم كوكب الشرق التي تردد "مصر التي في خاطري وفي فمي ...أحبها من كل روحي و دمي , يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها , بني الحمى و الوطن ..من منكم يحببها مثلي أنا ", وما أن انتهى المقطع الأول و رددت المجموعة نفس المقطع حتى تجلى مشهد غزة أمام عيناي لما فيه من عوز وحاجة ماسة إلى الماء والكهرباء ومصادر الطاقة البترولية الأخرى فتحول المشهد إلى أمل كبير بعد دور مصر أم العرب في المصالحة الفلسطينية ليعطي الحياة لغزة من جديد ,خيالي هذا أخذني من المقطع الثاني ,إلى أن جاء المقطع الثالث بصوت أعلى ليؤكد أن مصر لن تترك غزة تعطش و تجوع فكانت أم كلثوم تؤكد لنا هذا......و تشدو , "لا تبخلوا بمائها على ظمي واطعموا من خيرها كلّ فم أحبها للموقف الجليل من شعبها وجيشها النبيل دعا إلى حق الحياة لكل من في أرضها وثار في وجه الطغاة مناديا بحقها وقال في تاريخه المجيد يا دولة الظلم انمحي وبيدي بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا" إن ما تعانيه غزة من ويلات اقتصادية حادة بسبب الحصار الإسرائيلي والتحكم بأهم مصادر الحياة و الطاقة التي يعيش عليها سكان غزة مثل الماء والكهرباء والغاز تعتبر مصادر التحكم الرئيسية من قبل الكيان الصهيوني وما تبقي إلا ويتحكم الاحتلال في الهواء بعد ذلك , ولان إسرائيل تستخدم الكهرباء والماء والغاز كعناصر ضغط في تركيع الشعب الفلسطيني فان المخرج الوحيد الآن هو مصر والتي تستطيع أن تنزع عوامل الضغط هذه من بين أيدي دولة الاحتلال ولان قطاع غزة كان يوما من الأيام تحت الإدارة المصرية وهي المسئولة عن حياة سكانه المدنية وحتى السياسية في كثير من الأحيان ,ولان غزة كانت الحب الأبدي لنيل مصر العظيم فأنني اعتقد أن مصر ستعمل من الآن فصاعدا على إيصال الغاز والكهرباء والماء إلى حدود قطاع غزة لتساهم بذلك في التخفيف عن كاهل أهلها وتحد من معاناتهم اليومية , وخاصة أن النظام السابق كان يبيع الغاز لإسرائيل بأثمان لا تقارن مع ما تبيعه إسرائيل لغزة من كميات وأسعار وأصبحت اليوم اتفاقية بيع الغاز لإسرائيل اتفاقية تحتاج إلى مراجعة لان الشعب المصري بالتأكيد يعارض هذه الاتفاقية التي ابرمها النظام السابق ليس لأنه ابرمها , بل لان إسرائيل مازالت تحارب السلام في المنطقة العربية و مازالت تحاصر الفلسطينيين و لا تدخر أي وسيلة لابتزازهم و تهديدهم والتي كان أخرها أن إسرائيل تهدد بوقف تحويل أموال الضرائب الفلسطينية التي تسيطر عليها للسلطة الفلسطينية نهائيا إن أصر الفلسطينيين على التوجه للأمم المتحدة . اليوم أصبحت مصر حرة وثورتها العنوان وجيشها حارس الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار لكل أبناء الشعب المصري , وجيشها الذي يحرص أن تعود مصر لدورها النبيل والرئيس في قضايا الوطن العربي عامة لان وحدة الأمة العربية وعزها من عز مصر لهذا كان الدور المصري مشرفا في ملف المصالحة الفلسطينية وما أن وقع أبناء الشعب الفلسطيني على التزامهم أمام جيش مصر العظيم على المضي قدما لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي اغتالها الانقسام قبل أربع سنوات حتى بدأت ملامح الانفراج لكثير من المعضلات في قطاع غزة وبدأت مصر تتحرك بروح ثورية لمحاصر الضغط الإسرائيلي على أهل قطاع عزة والسلطة الفلسطينية بشكل عام ,ففي المستقبل القريب جدا ستساهم مصر في إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمهنية عالية وستشرف مصر على إنهاء كافة الملفات العالقة بين فتح وحماس لتحقيق الوحدة الكاملة والمشرفة ,ونأمل أن تعلن مصرفي القريب العاجل مصر عن إضافة قسم تجاري موازي لمعبر للأفراد والمسافرين برفح ,وقريبا أيضا تعلن مصر موافقتها على تزويد قطاع غزة بحاجتها القصوى من الطاقة الكهربائية ,وفي القريب العاجل ستصل أنابيب الغاز إلى رفح الفلسطينية ليتم إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز المصري والتي من شأنها أن تضخ الغاز إلى محطة توليد الكهرباء الفلسطينية لتستغني عن السولار الصناعي المستورد من إسرائيل ,وفي القريب العاجل سيشرب سكان غزة من مياه النيل العظيم عبر خطوط أنابيب مياه ضخمة تصل إلى غزة وخاصة أن كل أبار المياه بغزة باتت مياه مالحة لا تصلح للشرب ليتحقق بذلك حلم كل الفلسطينيين في دور مصري حر لبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. بالفعل هذه مصر التي في خاطري و كل فلسطيني بالوطن والشتات ,وهذه مصر التي في خاطر كل عربي حر ,وهذه مصر التي نحلم بها منذ أن كنا على أرضها ومنحتنا أعلى الدرجات العلمية و حضنتنا بين زراعيها كأولادها بل أكثر حنانا لأننا كنا بلا وطن ,ومصر كانت الوطن و كانت حضن الثورة وملهمة النضال وكانت التاريخ الذي يولد من فجر العز والمجد العربي الأصيل.