حلقات متواصلة من الانتهاكات يتعرض لها مسلمو الغرب في كل عام. فقائمة الاتهامات لا تنقطع ونظرة الريبة والشك لكل ما هو إسلامي مستمرة في الغرب وكأن كراهية الغرب للدين الحنيف كتب لها ألا تنقطع فبين كل حين واخر تخرج شخصيات تهاجم الإسلام دون مبرر وتكتسب الشهرة العالمية بأفعال شاذة ضد الإسلام أو أحد معالمه وآخر هؤلاء المرضي كان القس تيري جونز الذي دعا إلي حرق المصحف في ذكري هجمات سبتمبر 2001 لتخرج ردود فعل جعلت من قس تافه مجهول بولاية صغيرة نجماً عالمياً والسبب إساءته للإسلام.. حملات الكراهية تكررت هذا العام فنجد انقلاباً يحدث في فرنسا في فبراير لمجرد الشروع في دخول مظهر إسلامي في انتخابات محلية بعدما رشح حزب "الجديد" إلهام "أم سعيد" لتمثل الحزب عن اقليم الفوكليز بجنوب فرنسا مما ترتب عليه ضجة سياسية وانتقادات عديدة من شخصيات يمينية ويسارية علي السواء اثر ترشيح مسلمة محجبة. وفي مارس عادت الرسوم المسيئة ثانية للظهور علي يد صحف سويدية قامت بإعادة نشر الرسوم التي قامت ألمانيا في سبتمبر من هذا العام بتكريم صاحبها رسام الكاريكاتور الدنماركي كورت ويسترجارد ومنحه جائزة الاعلام التي يقدمها اتحاد "إم 100" للصحفيين في مدينة بوتسدام الألمانية كما شهدت ألمانيا ظهور أصوات تدعو لمنع ارتداء الحجاب في المدارس الألمانية رغم تأكيدات رئيس المركز الأعلي للمسلمين في ألمانيا أيوب اكسل كولر ان الصلبان تعلق في المدارس وهذا الأمر يجب ان يسري ايضاً علي الإسلام وعدم التعرض للحجاب كمظهر إسلامي. وفي ألمانيا ايضاً وبمجرد اعلان الرئيس كريستيان فولف ان الإسلام صار جزءاً من ألمانيا.. ومطالبته بكل وضوح بمزيد من الاحترام للدين الإسلامي شعلة للفوح بروح الكراهية للإسلام بإعلان اعضاء حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس فولف وعدد من أعضاء البرلمان ان الإسلام لا ينتمي إلي ألمانيا مثل المسيحية واليهودية وعلق فولفجانج بوسباخ رئيس لجنة الشئون الداخلية بالبرلمان الألماني قائلاً "ما هو الإسلام الذي يقصده السيد فولف"؟. وأقرت الحكومة الفرنسية في 19مايو مشروع قانوناً يحظر ارتداء النقاب في "الفضاء العام" رغم تحفظات قانونيين وممثلي الأقلية المسلمة لتصبح فرنسا ثاني بلد أوروبي بعد بلجيكا يحظر فيه النقاب في الفضاء العام. يأتي ذلك فيما أطلق مستخدم غربي علي موقع "فيس بوك" الإلكتروني مسابقة بعنوان "يوم يرسم العالم أجمع النبي محمد" دعا فيها إلي وضع "رسوم هزلية وخلاقة" عن النبي وسرعان ما امتلأت الصفحة برسوم كاريكاتورية مسيئة إلي النبي وانضم إلي الفكرة أكثر من 100 ألف شخص من مبدأ الدفاع عن حرية التعبير إلا ان الصفحة اختفت بعد ذلك من الموقع. معاداة الإسلام وفي مظهر شديد العدائية جالت في لندن في مايو مظاهرة حملت شعار "أيها المسلمون اخرجوا من شوارعنا" نظمتها جماعات يمينية متشددة مظاهرة معادية للإسلام والمسلمين احتجاجاً علي ما وصفته ب "تعرض قيم وثقافة بريطانيا للخطر من قبل أقلية يحتقرون بريطانيا" واعتبرت الجماعات اليمينية ان كل طفل مسلم ولد في بريطانيا هو قنبلة موقوتة تهدد الأطفال البريطانيين فحمل مئات المتظاهرين لافتات مناهضة للإسلام واعلام رابطة الدفاع الانجليزية اليمينية واعلام إسرائيل خلال المسيرة التي جابت شوارع وسط لندن تحت اجراءات أمنية مشددة وسارت من أمام البرلمان البريطاني ومقر رئاسة الوزراء.. واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين بعد ان حاولوا مهاجمة محجبات مسلمات أمام مقر رئاسة الوزراء البريطاني. وفي دريسدن الألمانية قام متطرفون مجهولون بتخريب النصب التذكاري لمروة الشربيني شهيدة الحجاب في ألمانيا العام السابق كما رصد تقرير صحفي قيام متاجر بالمدينة ببيع أحذية كتب علي نعلها اسم نبي الإسلام محمد وكذلك اسم مكة. أما أزمة مسجد نيويورك هي بحق دليل صارخ علي مدي ما يتعرض له المسلمون من كراهية بالولاياتالمتحدةالأمريكية فبمجرد إعلان الرئيس الأمريكي عن موافقته علي بناء مسجد بالقرب من موقع مكان مركز التجارة العالمي حتي ثارت الدنيا من حوله حتي ان البعض يتصور ان بناء المسجد بنيويورك هو جريمة في حق الإنسانية وقال السيناتور جون كورنين وهو رئيس لجنة أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري ان تصريحات أوباما المؤيدة لبناء المسجد تبرهن علي أنه غير ملتصق بالشعب الامريكي ليتراجع أوباما عن موقفه ويبرر بيل بيرتون المتحدث باسم البيت الأبيض تراجع اوباما فقال ان تصحيح أوباما لا يعني أنه غيَّر رأيه وقال بيرتون "ليس من حق الرئيس ان يحكم علي كل موضوع محلي لكن من حقه ان يدافع عن المبادئ الدستورية عن حرية الأديان والمساواة بالنسبة إلي كل الامريكيين قال انه ما دام في الامكان بناء كنيسة أو معبد يهودي أو معبد هندوسي لا يمكن رفض طلب بناء مسجد". وفي أمريكا ايضاً كاد سائق سيارة أجرة مسلم يدفع حياته ثمناً للكراهية بعد ان طعنه شاب أمريكي "21 عاما" بسكين في نيويورك بالشروع في القتل والاعتداء وقد يعاقب بالسجن لمدة 25 عاماً حال إدانته. حرق القرآن ثم شهدت أمريكا دليلاً آخر لما يكنه كثيرون بها لكل ما هو مسلم بعدوه المغمور جونز بحرق نسخ من القرآن يوم السبت الذي يوافق الذكري التاسعة لهجمات 11 سبتمبر علي الولاياتالمتحدة عام 2001 التي قابلهااستنكار معظم دول العالم واعتبرتها مصر دعوة للعنصرية فيما اكتفت وزيرة الخارجية الامريكية بوصفها بالمشينة حتي تراجع جونز وقال: "اتفقنا علي إلغاء حدثنا الذي كان مقرراً السبت" مضيفاً أنه حقق هدفه حيث قال "إن الشعب الامريكي لا يريد المسجد هناك وبالطبع المسلمون لا يريدون حرق المصحف" ليؤكد ان مقايضة حدثت بينه وبين المسئول عن بناء مسجد نيويورك بوقف خطط بناء المسجد امام التراجع وهو ما لم يتأكد بعد.. إلا ان هذا التراجع لم يمنع فريد فيلبس كاهن كنيسة "ويستبوربايتبست" في ولاية كنساس الأمريكية من القيام بجريمة حرق المصحف الشريف أمام مجموعة من المتطرفين في فصل جديد من العنصرية والكراهية ضد المسلمين.. ووصف رعاة كنيسة "ويستبورو" القس تيري جونز راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتس" بأنه جبان لتراجعه عن حرق المصحف كما قام أحد المتطرفين في منطقة مانهاتن في نيويورك بتمزيق صفحات من المصحف الشريف وحرقها خلال مظاهرة مناهضة لبناء المركز الإسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي . أصوات معتدلة وبرغم ما تعرض له الإسلام من انتهاكات إلا أنه لا تزال هناك أصوات معتدلة تعلق علي الدين الحنيف برؤية مختلفة. فكشف استطلاع للرأي أن أغلبية كبيرة من الشعب الدنماركي ترفض إعادة نشر الرسومات المسيئة للإسلام والمسلمين. وأشار الاستطلاع الذي أجرته دار "رامبول" للدراسات ونشرته صحيفة "اليولاند بوسطن" الدنماركية أن 2.84% يرفضون إعادة نشر الرسومات. بينما يدعم 11% نشر الرسومات.. كما اطلقت منظمة إسلامية أمريكية حملة تهدف إلي زيادة الوعي الاجتماعي لمواجهة ما تعتبره شعورا متناميا بالعداء للمسلمين وقامت المنظمة التي تسمي "عقيدتي صوتي" بإنشاء موقع علي الإنترنت يروج للدعوة إلي الحوار علي أن يتم فيها بعد بث إعلانات في شبكات التليفزيون الكبري يحسب منظمي الحملة. في سبتمبر أدان المستشار النمساوي فرنير فايمان رئيس الحزب الاشتراكي بشدة الحملة التي يشنها حزب الاحرار المتطرف علي الإسلام والمسلمين في البلاد وأعرب عن رفضه القاطع للشعارات العنصرية التي ترفعها الحركات اليمينية المتطرفة. ومنها حزب الاحرار ضد الجالية الإسلامية. وغيرها من الاقليات واوضح أن حملة حزب الاحرار المتزامنة مع الانتخابات المحلية في محافظة شتاير مارك وفيينا لا تمثل بأي شكل من الاشكال صوت النمسا مؤكمدا التزام بلاده بنهجها القائم علي الحوار السلمي واحترام الثقافات والأديان. مظاهرة مناهضة للإسلام وفي الوقت الذي انطلقت فيه مظاهرة مناهضة للإسلام عقب إحياء الولاياتالمتحدة الذكري التاسعة لهجمات 11 سبتمبر 2001 خرجت مظاهرة أخري سار فيها في بادئ الأمر نحو 1500 شخص يؤيدون بناء المركز الإسلامي علي بعد بنايتين فقط من موقع الهجمات ورددوا هتافات تدعو لنشر روح التسامح مثل أوقفوا الحرب العنصرية علي الإسلام. وعلي عكس الدعوة المتطرفة التي اطلقها جونز لحرق نسخ من القرآن الكريم وفي محاولة للدفاع عن الإسلام حاولت ديبورا ليندسي قسيسة في كنيسة فيرست كوميونيتي بولاية أوهايو توضيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الدين الحنيف تسببت في موجه من الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام في الولاياتالمتحدة مؤخرا. وأكدت القسيسة الأمريكية لأتباعها في محاضراتها أن الإسلام كلمة تعني من يستسلم لمشيئة الله كما أن الرسالة الاساسية التي يحملها القرآن كما في الإنجيل هي السلام. وحب الله والعدالة والاهتمام بالآخرين وعدم الافساد في الأرض وهي كلمات سلام وإيمان. يمكن أن تنفذ العالم لو اتبعناها حقا. خيرات الأئمة وفي سبتمبر دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مقابلة أجرتهامعها صحيفة "فرانفكورتر الغماينه تسايتونج" الألمانية الشعب الألماني إلي البدء بالتكيف مع المتغيرات البنيوية الحاصلة في المجتمع بفعل الهجرة وتزايد المهاجرين مشيرة بوضوح إلي أن المساجد ستصبح أكثر فأكثر جزءاً من الصورة العامة للبلاد. كما أعلنت وزارة الداخلية الالمانية ان وزيرها توماس ديميزير اجتمع و16 اماما مسلما في مدينة بون الغربية واجري معهم محادثات غير رسمية. وقالت الوزارة في بيان ان الائمةاطلعواالمسئول الالماني علي خبراتهم بالعمل في اطار الجالية الاسلامية. كذلك اكد ديميزير علي الدور المهم الذي يلعبه الائمة والمسئولية الملقاة علي عاتقهم تجاه المجتمع والرأي العام اضافة إلي الدمج والحيلولة دون التطرف مؤكدا ضرورة تلقي المهاجرين من المسلمين التعليم والتأهيل والتدريب المهني من اجل زيادة تفاعلهم في المجتمع وبمختلف المجالات. وفي المانيا تم تعيين "أيجون أوزكان" "38 عاما" من أصل تركي. كأول وزيرة مسلمة في الحكومة الألمانية. وقالت أوزكان "لقد كنت دوما واثقة من أن مجهوداتي ستقودني إلي مكانة متميزة في المجتمع فقد كنت أول سيدة من أصول تركية وأول مسلمة في البرلمان الألماني بالرغم من نظرة المجتمع لي أنني شابة مسلمة ومتحفظة. وفي كتاب جديد له أكد الكاتب الأمريكي جيرالد ديركس أن المسلمين أسهموا في بناء الولاياتالمتحدة. علي نحو لايقل أهمية عن غيرهم من المنتمين إلي أديان أخري. بل ربما فاقوا غيرهم. وفي انتصار جديد للإسلام شهدت مدينة روتردام في 17 ديسمبر افتتاح أكبر مسجد في أوروبا الغربية يضم مئذنتين بطول 50 متراً. ويمكنه استقبال ثلاثة آلاف شخص. وخصص الطابق الأول في المبني الذي تفوق مساحته ألفي مترمربع. وتعلوه قبة بارتفاع 25 متراً لصلاة الرجال. ويمكن للنساء الاستماع إلي الإمام ومشاهدته من الطابق الثاني عبر فتحة في الأرضية. ويضم الطابقان الأرضي والثالث مركزاً للدعم المدرسي للأطفال ومكتبة.