أيام قليلة ويتم اجراء استفتاء مصير جنوب السودان والذي بلا شك سوف يحدد مستقبل البلد الشقيق وسوف يكون نقطة تحول في المنطقة بأسرها. إن تفتيت السودان جزء من مخطط صهيو أمريكي لوضع خطة شاملة للقضاء علي مستقبل المنطقة العربية والأفريقية والإسلامية بصفة عامة.. فأمريكا تعمل جاهدة علي استخدام الأقلية في أي دولة عربية أو افريقية كسلاح لتفتيت أي دولة حتي تكون الهيمنة لربيبتها المدللة إسرائيل والتي أعلنتها صراحة منذ زمن بعيد أنها تسعي لتقسيم العالم الإسلامي وتفتيته لتبقي هي المسيطرة علي العالم الإسلامي. الذي يهمنا نحن ألا يكون انفصال جنوب السودان عبئاً استراتيجياً كبيراً خاصة أن السودان بشماله وجنوبه يمثل امتداداً استراتيجياً لمصر.. من هنا فإن أمريكا وإسرائيل تسعيان لإثارة الفتن والصراعات في الخرطوم لتكون المقدمة الحقيقية لزعزعة المنطقة العربية ككل. لا شك أن تفتيت السودان هو خرق لكل القيم والأعراف وللأمم المتحدة التي تدعو مبادؤها للحفاظ علي كيان الدول المستقلة وعدم المساس بها لكن هذه المبادئ اختفت الآن وأصبحت القوي العظمي هي المسيطرة علي العالم وبالتالي تذهب الأممالمتحدة وأمثالها للجحيم. لعل ما يبين مدي تدخل إسرائيل في الشأن السوداني تلك التصريحات التي يطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بين الحين والآخر والتي تحمل التوجه الإسرائيلي حيال هذه القضية فبعد أن كانت الولاياتالمتحدة تشجع وحدة السودان وتدعو لها تغير المسار للقول بأن ما يريده الجنوبيون هو حق مشروع لهم وأنها توافقهم عليه ثم الآن تنادي بحتمية الانفصال. إن من يتابع الإعلام الصهيو أمريكي يجد أنه يولي قضية الاستفتاء السوداني اهتماماً كبيراً وكأنها قضية تحديد المصير بالنسبة للدولة العبرية. أما النقطة الأكثر حساسية والتي تتعلق بتحديد مصير السودان فهو ما طلبه سيلفا كير رئيس حكومة الجنوب مؤخراً بزيادة بعثة الأممالمتحدة لتعزيز الأمن وتنظيم الاستفتاء في منطقة "أبيي" وهو طلب في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب.. فإلي جانب أنه يؤكد عزم أبناء الجنوب علي الانفصال فإن وجود قوات غربية تتحكم في مقدرات المنطقة لا يصب في صالح السودان أولاً والمنطقة برمتها ثانية خاصة إذا ماعرفنا أن حجم البعثة سوف يكون أكثر من 10 آلاف رجل قد ينحازون بشكل أو بآخر للأقلية في الجنوب التي يصورها الإعلام الصهيو أمريكي علي أنها مهددة بالإبادة!! في رأيي أن الوحدة هي الرهان الوحيد الذي يجب أن تأخذ به أي دولة لمواجهة أي تحديات وهو ما يجب أن تعيه الفصائل المختلفة في السودان الشقيق.. فالتعاون في إدارة البلاد هو الحل الأمثل للتوفيق بين الشمال والجنوب وقد أعلنتها مصر صراحة من خلال الكونفيدرالية التي تربط بينهما ليعيشا جنباً إلي جنب في وئام. كل ما نتمناه أن ينعم الشعب السوداني الشقيق بالهدوء والأمن والرخاء وأن يعمل علي أن يكون يداً واحدة لمواجهة كل من يريد اللعب بمقدراته وثرواته.