وصول قيادات الجامعات لافتتاح معرض التعليم العالي بمكتبة الإسكندرية |صور    بعد بلاغ وزارة النقل.. البلشي: مواجهة الصحافة بالتقاضي تهديد لحرية تداول المعلومات    كامل الوزير يتفقد المجمع المتكامل لإدارة المخلفات بالعاشر من رمضان    ارتفاع سعر اليورو اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 بالبنوك المصرية    رئيس الوزراء يلتقي محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي    مساء الجمعة.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن بعض مناطق الجيزة    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 فى البنوك الرئيسية    وزيرا قطاع الأعمال والتعليم العالى يبحثان تعزيز التعاون المشترك واستثمار الأصول    جهاز تنمية المشروعات يبدأ تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية «2025 – 2030»    إقالة مسئول رفيع بالخارجية الأمريكية بسبب عبارة "لا ندعم التهجير القسرى للفلسطينيين"    "صحة لبنان": مقتل شخص في غارة إسرائيلية على بلدة دير سريان بقضاء مرجعيون    القاهرة الإخبارية: مصر ترسل قافلة المساعدات الإنسانية العشرين إلى قطاع غزة    مدبولي لوزير السياحة والنقل الياباني: نتطلع لجذب صناعات السيارات وكل ما يتعلق بتحلية مياه البحر    في غياب ميسي.. سواريز يقود إنتر ميامي لنصف نهائي كأس الدوريات بالتغلب على تايجرز أونال    قبل مواجهة الأهلي.. اشتباه بإصابة محمود نبيل لاعب غزل المحلة بتمزق عضلي    رضا عبد العال: أحمد عبد القادر أفضل من تريزيجيه وزيزو والشحات.. وانتقاله إلى الزمالك وارد    القبض على البلوجر نورهان حفظى لنشرها فيديوهات منافية للآداب    الأرصاد تحذر من حالة طقس يومي السبت والأحد    ضربها بملة السرير.. زوج يقتل زوجته إثر مشادة كلامية بسوهاج    طلاب الدور الثاني بالثانوية العامة يؤدون امتحان مادة الكيمياء    بتهمة شيكات بدون رصيد.. القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة    ننشر نص اعترافات مروة المعروفة ب "بنت مبارك" في قضية تجارة الأعضاء    غدا.. ويجز يشعل مسرح «يو ارينا» بمهرجان العلمين    وزير الصحة يتفقد مشروع إنشاء المخازن الاستراتيجية للمنتجات والأجهزة الطبية بالعاصمة الإدارية    زعيم كوريا الشمالية يلتقي قادة القوات البرية التي ساعدت في تحرير كورسك الروسية    في المباراة رقم 247 له.. علي ماهر يصل ل 100 انتصار في الدوري المصري    بعد تصدره التريند.. طريقة عمل العيش البلدي المصري    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    وداعا القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو فى كاريكاتير اليوم السابع    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    رجل الدولة ورجل السياسة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    نجم الزمالك السابق يكشف رؤيته لمباراة الفريق الأبيض أمام مودرن سبورت    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    Avatr تطلق سياراتها ببطاريات جديدة وقدرات محسّنة للقيادة الذاتية    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    جيش الاحتلال يستهدف بلدة فى جنوب لبنان بصاروخ أرض أرض.. وسقوط 7 مصابين    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليالي المحروسة
لا وقت للترقيع.. ولا للتجميل! بقلم : خالد إمام E-mail:[email protected]
نشر في المساء يوم 17 - 12 - 2010

أري حكومتنا الذكية تجلس اليوم أشبه بالتلميذ البليد الذي أضاع كل فرصه في التحصيل وفشل في الامتحان وينتظر نتيجة يعرفها جيدا.
معظم الوزراء متوترون خاصة وزراء الخدمات.. وكل من هؤلاء يشعر بأنه "طاير طاير" في أول تغيير وزاري كامل أو موسع أو حتي محدود.. لأنه يعلم أكثر من غيره أن وزارته في عهده كانت "وزارة أزمات".
هؤلاء الوزراء الذين أعنيهم يحاولون الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. يتنقلون هنا وهناك بأسلوب مسرحي مكشوف وممجوج. يدلون بتصريحات أو يصدرون بيانات وإحصاءات لا تعبر عن الواقع.. فقط لتجميل صورتهم لعل وعسي.
نسوا أو تناسوا.. انه لم يعد هناك وقت للترقيع.. ولا للتجميل.
الفرق كبير جداً.. بين وزير بذل أقصي جهد بإخلاص وتفان وظهرت نتائج عمله جلية. ووزير لم يفعل شيئا بل أضرنا كثيراً وكان كل همه "الشو الإعلامي" والمحصلة "صفر".. هل يستويان؟
** السبت: فات الميعاد
ليس بيني وبين الحكومة خلاف شخصي أو أيديولوجي.. فهي حكومة الحزب الوطني وأنا عضو بالأمانة المركزية للإعلام بالحزب.. ولكني في نفس الوقت رئيس تحرير جريدة قومية ملك لهذا الشعب وليست للحكومة.. وبالتالي فإن المهنية تعلو الحزبية.. ومن هنا فإننا نثمن أي عمل أو إجراء حكومي يفيد الناس وننتقد بشدة بل ونهاجم أي عمل أو إجراء حكومي يضر بالناس.
يتهمنا المغرضون وأصحاب المصالح بأننا حكوميون.. ويطلقون علي الصحف القومية لقب "الصحف الحكومية" وهو اتهام باطل بكل ما تحمل الكلمة من معان.. فلا الحكومة تعطينا شيئاً أو تصرف علينا ولا نأخذ منها شيئاً.. علي العكس فإن د. يوسف بطرس غالي وزير المالية "مُني عينه" أن نباع.. ليه ما أعرفش؟!!
انني أحترم وأقدر د. أحمد نظيف رئيس الوزراء ويقيني أنه رجل يعمل بفكروعلم ودأب وفي رأيي الشخصي أنه أفضل رئيس وزراء بعد المرحوم د. عاطف صدقي الذي نفذ الإصلاح الاقتصادي أفضل ما يكون.
أيضاً لي صداقة أعتز وأشرف بها مع العديد من الوزراء والمحافظين وهي صداقة نقية لا تقوم علي مصالح.. فلا هم يريدون مني شيئاً ولا أنا أريد منهم شيئاً.
هذه مقدمة قد تكون طويلة بعض الشيء لكنها واجبة لما سأتحدث عنه في هذا الوقت الدقيق من حياتنا.
الكلام قد يغضب البعض.. فليكن.. ويشهد الله أنني لست بمغرض فيه.. ولست ضد أحد بشخصه.. أنا مع وطني وأبناء وطني.
***
لقد تعرضنا لأزمات كثيرة علي مدي السنوات الخمس الماضية ويتحمل وزرها وزراء الخدمات.. كل في قطاعه.
الأزمات واردة فنحن نعيش في مجتمع يضم كافة ألوان الطيف ولكل رأيه وغرضه وأسبابه ودوافعه وانتقادنا للوزراء ليس بسبب الأزمات في حد ذاتها بل لعدم الاكتراث بها حيناً وعدم حلها حيناً آخر وتركها حتي تحول بعضها إلي ما يشبه الكوارث مما دفع الرئيس حسني مبارك إلي التدخل وفرض الحل الغائب عن أذهان هؤلاء الوزراء.
مثلاً.. أزمة "رغيف العيش" والتي وصلت إلي حد التشاجر بل والاقتتال في الطوابير وسقوط العديد قتلي.. ومع ذلك وقفت وزارة التضامن متفرجة مما شجع علي المزيد.
لم تتدخل لضبط الأفران وأجولة الدقيق تتسرب عيني عينك إلي مخابز الكايزر والبيتي فور. ولم تفعل شيئاً مع مافيا الدقيق وغير ذلك من المهازل.. ولولا ان الرئيس كلف وزارتي الدفاع والداخلية بتشغيل مخابزهما وطرح الإنتاج للجمهور لحدثت كارثة.
.. ومثلها أزمة البوتاجاز السنوية التي تحاول التضامن تصديرها لوزارة البترول وهي منها براء.. براء.
.. وهناك أزمات خاصة بالمحاصيل والأرض واللحوم.. بعضها السبب فيه وزارة واحدة والبعض الآخر تتشابك فيه وزارتان أو أكثر.
مثلاً القمح.. فلا نحن اكتفينا منه ذاتياً ولا أعتقد أن هذا الهدف سيتحقق لأن وزارة الزراعة لا تريد ذلك. ولا نحن استوردنا وهو الحل الأوحد لدي وزارة التجارة منه الأجود والأقل سعراً.. وبالتالي ابتلينا بأقماح بها توليفة من الحشرات التي تجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي والحيواني!!
.. ومثلاً القطن.. وحكايته حكاية.. فبعد أزمة السعر والتوريد التي تم حلها وأصبح الفلاح عال العال.. جاءت أزمة توفير المحصول لمصانع الغزل والنسيج.. ونتيجة لتصدير المحصول ووقف بعض الدول تصدير محصولها وإغراق الأسواق بالملابس الجاهزة المستوردة والمصنوعة من أقطاننا وحرمان مصانعنا منه بسبب الأسعار المغالي فيها أصبحت هذه المصانع علي أبواب التوقف والإغلاق وتشريد العمال.. لا الزراعة تريد دعم الفلاح بأي طريقة حتي يخفض أسعاره. ولا التجارة موافقة علي وقف التصدير مثلما فعلت مع الأرز وإغلاق محابس تهريب الملابس التي تنزل ميناء السخنة وتدخل البلاد في تريللات وتختفي في الداخل لنراها لدي التجار بأسعار رخيصة فتنعدم المنافسة مع إنتاجنا.
.. ومثلاً الأراضي المستصلحة التي يشتريها رجال الأعمال بسعر بخس ويحولونها إلي منتجعات بأسعار فلكية مما يهدر الأرض ويبددها.. والحكومة تصدر تصريحات عنترية باتخاذ مواقف.. ثم نجد أنها فرقعات إعلامية لا يتحقق منها شيء.
.. ومثلاًَ اللحوم.. فلا نحن نفذنا مشروع البتلو ولا وفرنا اللحوم البلدية للمستهلك حتي تعدي سعر الكيلو في بعض الأوقات والمناطق 100 جنيه.. والأدهي أننا عندما أردنا سد العجز استوردنا لحوماً فاسدة أو مصابة بديدان الساركوسيست. والمؤلم أننا وجدنا من يهون من الكارثة ويؤكد أن هذه الديدان لا تضر!!
وما بين القمح "بسوسه" واللحم "بدوده" عاش المواطن وسد جوعه وهو مضطر.. وياما بطون المصريين تتلقي سموماً!!
وهناك أزمات صحية.. ما بين علاج علي نفقة الدولة لا يذهب لمستحقيه. ومستشفيات حكومية أشبه بالسلخانات. وأدوية اخترقت أسعارها الأسقف. ونظام للعلاج بالمجان من 9 صباحاً إلي الواحدة ظهراً هو مجرد ديكور حتي نقول إن لدينا علاجاً مجانياً وهو غير موجود بالمرة.
لدينا قصور شديد السبب فيه وزارة الصحة ولابد من تغيير المنظومة كلها بحيث تراعي المواطن الفقير والغلبان ومحدود الدخل.. وأن تمنع قرارات العلاج علي نفقة الدولة عن الأغنياء والفنانين والوزراء الأثرياء.
قيمة القرار الواحد الصادر لعلاج "عين" وزير أو "زوجة" وزير آخر يمكن إنفاقها علي علاج أكثر من 100 مواطن فقير فأيهما أفضل عند الله؟
وهناك أزمات في السكة الحديد والطرق التي يتم ترقيعها؟
فالسكة الحديد مقصلة الوزراء لم يعد تحدث فيها كوارث كبيرة.. مجرد حوادث فردية إلا أن الإهمال مازال "معشش" فيها سواء في المواعيد أو الأعطال أو النظافة. وترقيع الطرق يتسبب في حوادث قاتلة وهو السبب الأول مع السرعة والرعونة في تلك الحوادث.
يأتي ذلك في الوقت الذي نجد فيه بوزارة النقل جيشاً جراراً من المستشارين ليس موجودا في أي وزارة أخري.. يحصل كل منهم علي عشرات الآلاف شهرياً دون أن يفعلوا شيئاً لأنهم "أهل ثقة" وليسوا "أهل علم وخبرة"!
قد يكون تشعب الوزارة سبباً فيما تعانيه حيث تضم السكة الحديد والمترو والمواني والطرق والنقل النهري والبحري.. وكل فرع أو اثنين من هذه الفروع في حاجة إلي وزير متخصص مثلما حدث مع الاتصالات التي أصبحت وزارة قائمة بذاتها وفي قمة النجاح.
وهناك أزمات متتالية بسبب الخصخصة والضرائب وكل شيء تدخل فيه حقوق مالية.. ولا أدري هل العيب في الناس أم في الحكومة الممثلة هنا في وزارتي الاستثمار والمالية؟
الرئيس مبارك يجوب الدنيا من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها لفتح مجالات جديدة للاستثمار في مصر توفر فرص عمل وترفع مستوي المعيشة.. وبالفعل تجذب الآلاف من الشباب الباحث عن عمل.
لكن.. في نفس الوقت نجد مصانع أو شركات تباع وتصفي العاملين بها لينضموا إلي طابور العاطلين!! حرام أم حلال؟!
والمشاكل مع الضرائب لا تنتهي ولن تنتهي سواء كان د.يوسف بطرس غالي هو الوزير أو غيره.. فلا أحد في العالم يحب وزير ماليته حتي ولو كان من أولياء الله الصالحين.
ووسط الانفلات الذي يحياه الشارع.. نجد كل من له حق ومن ليس له حق يطالب بحق!! ويعترض علي أي إجراء ولو كان صحيحاً.
أصحاب سيارات النقل لا يريدون دفع ضرائب جديدة أو غرامات حمولة زائدة.. رغم أن هذه الحمولة الزائدة تفسد الطرق وتتسبب في كوارث.. ويجب ألا تكون تلك الحمولة الزائدة موجودة من الأساس ولابد من تجريمها.
وأصحاب المقطورات لا يريدون تحويلها إلي تريللات.. يريدون أن تظل علي ما هي عليه.. تسير كالحيتان علي الطرق "وتلطش" في كل من يسير بجوارها.. وهذا لن يكون.. فالمصلحة العامة مقدمة علي المصلحة الخاصة.
***
هذا بعض يسير من كل.. فلدينا أزمات طاحنة في الحكومة عامة وفي جميع وزارات الخدمات.. ولا وقت لحلها.
لقد تنعم كثيراً بعض الوزراء وأخذوا فرصتهم مثل غيرهم واستنفدوا الوقتين الأصلي والضائع.. والآن بدأوا "التلطيش" بإصدار تصريحات وبيانات وإحصائيات ما أنزل الله بها من سلطان.. كلها حبر علي ورق ولا تعبر عن الواقع أبداً.. ورغم ذلك فإذا أطيح بهم في أي تغيير فسوف ينقلبون إلي الضد ويلعنون الدنيا وما فيها وكأنهم "شهداء".
وبعض آخر انزوي ولم يعد يتكلم إلا نادراً علي أمل أن يُنسي وتُنسي معه أخطاؤه وتجاوزاته وأطماعه.. وهو نوع عاقل من الوزراء.
وبعض ثالث أجاد وأنجز فعلاً ويعلم جيداً أن التغيير سُنة الحياة.. لذا فإنه مطمئن.. وسواء استمر أو لا.. فإن الناس ستظل تذكره بالخير والأمثلة معروفة.
** الأحد : إشاعة مغرضة
يحلو للبعض بين الحين والآخر أن يدق إسفيناً بين جناحي الأمة لتفتيت وحدتها وإثارة الفتن بها.
يجب أن يعلم هؤلاء.. أن محاولة الوقيعة بين المسلمين والأقباط تندرج تحت بند "الأمن القومي".
آخر ما توصل إليه هؤلاء أنهم بثوا إشاعة مغرضة بأن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اعتكف في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وألغي احتفالات عيد الميلاد احتجاجاً علي أحداث العمرانية.
لقد نفي لي د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري وأستاذ القانون الجنائي صحة هذا الكلام جملة وتفصيلاً.
أكد أن البابا يتوجه كل أسبوع إلي الدير للصلاة والاعتكاف.. وأن الكلام المثار الغرض منه إحداث وقيعة بين المسلمين والأقباط وخلق احتقان في المناخ العام.
أضاف أن البابا توجه للدير إضافة للصلاة والاعتكاف لمراجعة رسالة الدكتوراة التي تقدم بها بباوي للحصول علي درجة الدكتوراة في القانون المدني وأن لجنة المناقشة مكونة من البابا ود.حمدي زقزوق وزير الأوقاف ود.حسن عبدالباسط جميعي أستاذ القانون المدني ووكيل كلية الحقوق مشرفاً ورئيساً. خاصة أنها في 750 صفحة وتتناول موضوع الأحوال الشخصية للمسيحيين وهو موضوع مهم جداً.
أؤيد ما قاله أخي نبيل بباوي خاصة فيما يتصف به البابا من حكمة ووطنية.. ومن المستحيل أن يلغي الاحتفالات ويعتكف اعتراضاً علي أمر في يد القضاء العادل.. ليس البابا هكذا أبداً.
** الاثنين : فوضي دينية
لم يفهم البهائيون مغزي "الشَرطة" الموجودة أمام خانة الديانة في بطاقات الرقم القومي الخاصة بهم.
ليس معناها أبداً الاعتراف بأنهم اصحاب ديانة.. العكس هو الصحيح.. إنها اعتراف بأنهم بلا دين.. وهذا صحيح.
مصر لا تعترف رسمياً سوي بثلاث ديانات سماوية هي: الإسلام والمسيحية واليهودية.. أما غير ذلك فليست أدياناً بل عقائد أو مذاهب.
اليوم.. البهائيون يطالبون بالاعتراف بما يسمونه دينهم في الأوراق الرسمية واثباتها في عقود الزواج الخاصة بهم.
ما يطلبه البهائيون يتسبب في فوضي دينية.. اليوم البهائيون وغداً السيخ وبعد غد المجوس ثم عبدة الشيطان أو الشمس أو القمر أو الشجر أو أي شيء.
فيما عدا الديانات السماوية الثلاث.. لن يكون لنا اعتراف.
نعم.. من حق أي إنسان أن يدين بأي دين أو عقيدة أو مذهب ويعلنه علي الملأ.. لكن ليس من حقه أن يفرضه علي الدولة مادام غير سماوي.
إذا أرادوا اثبات عقيدتهم.. فليذهبوا بها إلي أي دولة أخري تبيح ذلك وسنقول لهم شكراً وبألف سلامة.
** الثلاثاء : هل يسقط الهرم؟
مهندس معماري إيطالي اسمه جوزيف كلاوديو انفرانكا.. حذر في ندوة نظمها المركز الثقافي الايطالي بالقاهرة من احتمال سقوط هرم خوفو خلال سنوات إذا لم يتم انقاذه بسرعة من المياه الجوفية الموجودة أسفله ومن عوامل التعرية.
كلام هذا المعماري فيه تناقض واضح.. ففي حين يحذر من المياه الجوفية.. أكد أن آثار التشققات الموجودة علي جدران بعض حوائط الأهرامات ليست نتيجة الطوفان العظيم الذي حدث في عهد سيدنا نوح عليه السلام.
المطلوب الآن.. أن يذكر لنا د.زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار الحقيقة كاملة وبمنتهي الشفافية.. هل فعلاً هناك خطر علي الأهرامات؟ وما هو بالتحديد؟ وما هي طرق العلاج إن كان موجوداً؟ وهل صحيح أن المصريين القدماء استعاروا شكل الأهرامات من انجلترا وجزر المالديف والكناري عبر رحلاتهم العالمية؟
نريد إجابات دقيقة ومحددة علي تلك الأسئلة.. لأنها تهم كل مصري.
** الأربعاء : أسرار هجمات القرش
الهجمات المتتالية لأسماك القرش علي السياح في شرم الشيخ تؤكد أن هناك خللاً حكومياً يتمثل في عدم المتابعة وانعدام الرقابة والضعف في اتخاذ القرار.
الخبراء الدوليون حصروا الأسباب التي دفعت هذه الأسماك إلي مهاجمة السياح ورتبوها علي النحو التالي :
* الصيد الجائر خاصة لأسماك التونة الغذاء الرئيسي لأسماك القرش.. حيث خلت المياه من التونة ولم يعد للقرش غذاء آخر.
* قيام مراكز الغوص باصطحاب السياح لإطعام القرش والتصوير معها في توقيت محدد وبأسعار فلكية.. وبالتالي اعتاد القرش علي الأكل في هذا التوقيت وعندما لم يجد هاجم السياح.. هذه المراكز تعمل بلا حسيب ولا رقيب ولا يخشون أحداً.. ليه؟.. ما أعرفش!!
* إلقاء الحيوانات النافقة في المياه مما أصاب القروش بما يشبه السعار.
* موجة البرد الشديدة التي تعرضت لها منطقة البحر الأحمر مما دفع أسماك القرش إلي الهجرة لشرم الشيخ الأكثر دفئاً وهو ما يفسر زيادة أعداد القروش هناك في هذا التوقيت بالذات.
لكن.. يهمني هنا القول إن البعض أكد وجود أسماك قرش أمام المنتزه بالإسكندرية رغم أن المكان ليس بيئة هذه الأسماك.. وهو ما يدفعني إلي التحذير من خطورة ذلك وضرورة مسح المكان للتأكد من المعلومة.. وأطالب بمراقبة مراكز الغوص جيداً.
** الخميس : فعلاً .. درس
أكبرت في أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة قيامه بزيارة سريعة لمصر لمدة ساعتين فقط لتقديم واجب العزاء في معلمه الخاص أحمد منصور في أول مدرسة ابتدائية اقيمت بقطر قبل أن يكون معلمه هو واخوته في المرحلتين الاعدادية والثانوية في المدرسة والمنزل.
إكباري للأمير جاء من أنه لم ينس فضل مدرسه عليه وهو شيء نفتقده كثيراً في مدارسنا الآن.
وتقديراً واحتراماً لهذا المدرس.. قرر الأمير بناء دار لتحفيظ القرآن تحمل اسمه في الدوحة.
وقد علمت أن الشيخة موزة قرينة سمو الأمير تذهب إلي المدرسة التي تعلمت فيها كلما نزلت مصر وتقف في الطابور المدرسي وتردد مع الطالبات نشيد الصباح.
إنهما نموذجان لاحترام المدرس والمدرسة وليت أولادنا جميعاً يعرفون فضل الأستاذ والمدرسة عليهم ويتذكرون قول أمير الشعراء أحمد شوقي : قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.
زيارة أمير قطر.. درس في الاحترام والوفاء والتقدير والتكريم.
** الجمعة : كلمات .. لكل العصور
* قال تعالي :
( وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا (83)قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً (84)
الإسراء "83-84"
* تعالوا لنري الوجه الآخر للحياة كما رسمه بالكلمات إبراهيم ناجي :
وارحمتاه للقوي الصبور..
يقضي الليالي في كفاح سخيف
وكيف لا أبكي لكدح الفقير ..
أقصي مناه أن ينال الرغيف
* * *
كم صحت إذ أبصرت هذا الجهاد..
وميسم الذلة فوق الجباه
يا حسرتاه مما يلاقي العباد ..
أكُل هذا في سبيل الحياة؟
* * *
وفي سبيل الزاد والمأكل ..
نملأ صدر الأرض أعولاً
كم يسخر النجم منا من علي ..
وكم يرانا الله أطفالا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.