لا أجد مبرراً مقنعاً لما تردد عن غضب في بعض الأوساط القبطية بعد إعلان قائمة أسماء العشرة المعينين في مجلس الشعب.. فقد تضمنت هذه القائمة سبعة أسماء قبطية بزيادة اسمين عن الدورة البرلمانية الماضية. الغضب القبطي كما نشر في بعض الصحف جاء بسبب تعيين جمال أسعد المفكر القبطي المعروف واستبعاد جورجيت قلليني.. وقد حاول البعض أن يظهر الدكتورة جورجيت في هذا السياق كما لو كانت شهيدة دفعت ثمن وقفتها في قضايا الأقباط. وفي رأيي أن هذا تصور غير صحيح لسببين:الأول أن زيادة عدد الإخوة الأقباط المعينين في المجلس تعطي إشارة واضحة الدلالة علي تقدير الدولة لقضايا الأقباط واهتمامها بإجراء أكبر وأوسع حوار حول هذه القضايا في إطار وطني صحيح تحت قبة البرلمان. السبب الثاني أن الدكتورة جورجيت قلليني نفت بشدة أن يكون قد تم استبعادها بسبب موقفها في أحداث نجع حمادي الأخيرة.. وهذا الاعتراف كان كافياً للرد علي هواة المزايدة وإثارة النعرات الطائفية. وإذا كان البعض قد وجدها فرصة للدس والوقيعة بين المفكر جمال أسعد والدكتورة جورجيت قلليني فإن التصريحات التي صدرت عنهما تنفي ذلك تماماً.. فقد ذكر جمال أسعد أنه عين في المجلس بصفته سياسياً مصرياً وليس لأنه قبطي. أما الدكتورة جورجيت فقد صرحت ل "المصري اليوم" بأن استبعادها كان متوقعاً.. حيث جري العرف والعادة أن يكون اختيار أسماء المعينين العشرة لمرة واحدة.. أو مرتين علي الأكثر.. وقد تم تعيينها لمرتين.. وبالتالي فإن استبعادها هذه المرة كان طبيعياً. بصراحة.. أعجبتني تصريحات النائبة السابقة التي ردت فيها علي كل المتربصين لزعزعة أمن واستقرار الوطن.. والدليل علي صحة كلامها أنه تم تعيينها في المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد أحداث نجع حمادي الشهيرة. ليت الجميع يعرف أن مصلحة مصر فوق كل اعتبار وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي فالكل سواء تحت قبة البرلمان. المهم من لديه القدرة علي خدمة وطنه وأهله ودائرته.. أما الغضب علي "الفاضي والمليان" فليس في محله. نقول للغاضبين: انظروا إلي مصلحة الوطن أولاً وأخيراً ولا داعي للافتراءات التي ليست في صالح البلد بأي حال من الأحوال خاصة في هذا الوقت بالذات الذي يتربص فيه أعداء الوطن لإشعال نار الفتنة. يجب أن يسعي كل نائب جديد في البرلمان لإثبات وجوده ويضع مصلحة بلده في المقدمة.. فالمسألة لا تحتاج تعصباً من هذا أو ذاك بل تحتاج تكاتفاً بين عنصري الأمة للخروج بالبلد إلي بر الأمان. يكفي ما نحن فيه وما ندفع ثمنه من قلة متعصبة سواء من المسلمين أو المسيحيين علي حد سواء. ياسادة.. مصلحة الوطن فوق الجميع.. والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!