شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية رئيس ومؤسس حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام ثلاث جلسات لمنتدي الأقصر الدولي لمناهضة الاتجار بالبشر والذي يشارك فيه 500 مشارك من الخبراء المعنيين بالقضية ورجال الأعمال وقيادات المجتمع المدني ونجوم هوليود وممثلو هيئات الأممالمتحدة. كانت الجلسة الأولي بعنوان "الشباب يتحدث" ودارت حول مشاركة الشباب في التصدي للمشكلة عابرة الحدود والتي باتت تؤرق الضمير العالمي. وأكد المشاركون في الجلسة علي الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به الشباب بما لديهم من مهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي لأنهم يتواصلون عبر كل الحدود. وسرد الشباب تجاربهم من أجل الكفاح والتصدي للمشكلة. اشادت زهرة خاباني مستشارة اللجنة الدولية لمكافحة الإتجار في سويسرا بجهود السيدة سوزان مبارك مشيرة إلي أنها أخذت زمام المبادرة ودعت كل المنظمات والهيئات المعنية لتسليط الضوء علي الجريمة بهدف تطويقها باعتبارها أكبر جريمة ضد الإنسانية. وأكدت السيدة سوزان مبارك خلال الجلسة أن استقلال الأسر اقتصاديا أفضل وسيلة لحماية الأطفال من الاتجار بهم أو تشغيلهم مشيرة إلي أهمية دور المجتمع ودعوة متخذي القرار لتجفيف منابع الفقر ومساعدة الأسر وتعليم الفتيات هي أفضل وسائل المنع والحماية من الوقوع في براثن هذه الآفة الخطيرة. وشهدت قرينة الرئيس فعاليات الجلسة الثانية ودارت حول "السياحة الاستغلالية" حيث طالب المشاركون في الجلسة رجال الأعمال لأخذ موقف حيال هذه الظاهرة مؤكدين قدرة القطاع الخاص علي أن يقدم الكثير من الموارد والمعرفة والدعم لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر وأن زيادة الوعي بهذه الظاهرة تأتي ضمن القوي العاملة والمجتمع ككل لأمر مهم جدا ولقطاع الأعمال مسئولية أخلاقية وقانونية لضمان سلامة عملياتهم التجارية من الاتجار بالبشر علي مختلف الأصعدة من العاملين حتي الموردين والشركاء. طرح المشاركون عدداً من الأمثلة الجيدة التي توضح كيف قام قطاع الأعمال بتغيير توجهات أعماله في هذا الإطار ففي جنوب آسيا قامت محلات بودي شوب في أغسطس من العام الحالي بتدشين حملة لحث الناس علي التوقيع علي عريضة تطالب باعتماد التصديق علي بروتوكول الاتجار بالبشر وإدخال موضوع الاتجار بالأطفال في المناهج المدرسية وإنشاء ملاجئ تؤوي الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر وقام ما يقرب من 250 عضواًَ في صناعة السياحة الهندية في سبتمبر من العام الحالي بتبني "مدونة سلوك من أجل سياحة آمنة وكريمة" وذلك تماشيا مع جهود مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومبادرة الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر وبالنظر إلي موقع الهند كبلد منشأ وعبور ومقصد لضحايا الاتجار بالبشر وفي إطار حرصها علي تعزيز وزيادة وعي القطاع الخاص بمسألة الاتجار بالبشر انخرطت مايكروسوفت مع مبادرة الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في إقامة ورعاية دورات تعليم إلكتروني مكثفة تم اطلاقها أمس خلال فعاليات المنتدي كبرنامج تدريبي للقطاع الخاص يهدف إلي تعزيز المعرفة بمفهوم الاتجار بالبشر. وناشد يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة خلال المنتدي رجال الأعمال والمجتمع المدني وكل فرد أن يقدموا يد العون والمساعدة للصندوق الائتماني التطوعي التابع للأمم المتحدة مساعدة وحماية لضحايا الاتجار. وطالب المشاركون في الجلسة منظمة السياحة العالمية بوضع القواعد واعمال القوانين التي من شأنها تطويق المشكلة كما تم استعراض تجارب عدد من الدول منها فرنسا التي بدأت توزيع رسائل للفنادق لزيادة وعيها وتدريب المديرين بها لحماية الأطفال وعدم استغلالهم. كما شهدت السيدة سوزان مبارك الجلسة الثالثة ضمن فعاليات المنتدي والتي دارت حول "دور الإعلام في التصدي للمشكلة" حيث طالب المشاركون أجهزة الإعلام بمواصلة رسالتها في إثارة القضايا الصعبة وتسليط الضوء علي التهريب حيثما كان وإتاحة الفرصة للتعبير لمن لا يجدون وسيلة للتعبير عن أنفسهم. أشار ديفيد اركيلس مدير شركة مان باور إلي أهمية تفعيل استراتيجية موحدة تتعاون فيها المؤسسات من أجل مواجهة الظاهرة. وكذا أهمية حماية الضحايا من خلال منحهم فرصاً حقيقية للهروب من دائرة الفقر والامتهان والاستغلال التي تضعهم فيها هذه التجارة المشينة. * شهدت السيدة سوزان مبارك والمشاركون في المؤتمر فيلما تسجيليا وثائقيا بعنوان "ليست حياتي" تم عرضه بمعبد الكرنك ويتناول التجارة العالمية للبشر والتي تؤثر علي ملايين النساء والأطفال في جميع انحاء العالم وسبل معالجة الضحايا والفيلم أعدته هيئة ال "بي بي سي". * اطلقت السيدة سوزان مبارك علي هامش المؤتمر برنامج التعليم الإلكتروني ويتناول كيفية استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة للتصدي لمشكلة الإتجار بالبشر. * يتصدر مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مسألة مكافحة الاتجار بالبشر وهو الوصي علي بروتوكول الأممالمتحدة المعني بالاتجار في الأشخاص الذي يعد أول نهج اتفق عليه علي المستوي الدولي بهدف محاربة المجرمين المتورطين في جريمة الاتجار بالبشر وحماية ضحاياها. * ندد الفنان العالمي اشتون كوشتر المشارك في فعاليات المنتدي بجريمة الاتجار بالبشر قائلاً: إن الحرية حق أساسي من حقوق الإنسان وتمثل العبودية أكثر ما يهدد هذه الحرية وليس لأحد حق في أن يتاجر بشخص آخر من خلال هذا الشكل من أشكال الرق المعاصرة. * أكدت الفنانة العالمية ديمي مور علي هذا المعني من خلال إطلاقها لنداء مثير للمشاعر نيابة عن الأشخاص الأكثر ضعفاً وعرضه للاتجار بالبشر رغم أن النساء والأطفال هم دائماً وأبداً أكثر فئات المجتمع تعرضا للتهميش فهم أيضا أكثر الضحايا الذين يعانون ويتألمون بسبب جريمة الاتجار بالبشر فالنساء يشكلن أكثر من ثلثي ضحايا الاتجار بالبشر والأطفال يقحمون في أعمال الدعارة وحياة العبودية وناشدت كل المهتمين بقضية الاتجار بالبشر أن ترق قلوبهم تعاطفا مع ضحايا الاتجار بالبشر ويدعموا صندوق الأممالمتحدة الانتمائي التطوعي. * أمس أعلنت السيدة سوزان مبارك أول خطة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر يبدأ تنفيذها لمدة عامين في يناير 2011 حتي يناير 2013 وتركز علي أربعة محاور رئيسية هي المنع والحماية والملاحقة والمشاركة وتعتمد علي تنفيذ عدد من البرامج تتولاها الجهات المختصة تهتم بالأسر الأكثر احتياجا ومكافحة الفقر بالقري التي تقع فيها هذه الظواهر. "المساء" استطلعت رأي عدد من الجهات التي ستقوم بتنفيذ الخطة علي أرض الواقع منها المجلس القومي للمرأة ومركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة بالإسكندرية فماذا قالوا؟ الدكتورة فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة تحدثت عن دور المجلس في تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر التي أعلنتها قرينة الرئيس فقالت: تدارسنا الموضوع وباعتبار المجلس عضواً في اللجنة التنسيقية الوطنية شاركنا في إعداد القانون ووضع خطة العمل المبدئية ونشارك في تنفيذ الخطة بجهد محدد ومنذ فترة بدأنا في ممارسة العنصر الأول لهذه الخطة وهو التعرف علي أشكال الاتجار في البشر بصورة علمية وانتهينا أن هناك أشكالاً مختلفة من الاتجار وركزنا علي قضية بعينها نتصدي لها وهي الزواج المؤقت وهي مشكلة صعبة بكل المعاني ونحن كمجلس نتصدي ونعالج مثل هذه المشاكل لأنه زواج شرعي رسمي علي الورق فقط ولكنه غير شرعي بالمفاهيم الدينية لأن الزواج أحد شروطه الاستمرارية وللأسف هناك الولي الذي يعقد قران ابنته أو أخته وهو يتاجر بها رغم انه هو الذي يحافظ عليها وعلي حقوقها وفي هذا الصدد يتبني المجلس القومي للمرأة برامج لتوعية المجتمع بمشاركة منظمات غير حكومية فضلا عن إجراء بعض التعديلات القانونية للتصدي بصورة أو أخري لهذا الزواج بمعاونة خبراء القانون لوضع حد لهذه المشكلة المتواجدة في عدد من قري مصر. قال د. حسن سلام مدير مركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة إن الاتجار بالأعضاء والأنسجة البشرية هي ابشع صور الاتجار بالبشر وان كان هناك صعوبة في الحصول علي احصائيات محددة بحجم الظاهرة وهي بالطبع مرتبطة بالدخل المنخفض للأسرة والقانون الجديد يحرم ذلك تماما ويوقع عقوبات قاسية علي المخالفين. وتحدث عن الدور الذي سيقوم به المركز لتنفيذ الخطة التي تبدأ بعد أيام فقال إن المركز سيعمل علي ثلاثة محاور أساسية الأول هو تنظيم دورات تدريبية للمتعاملين مع ضحايا الاتجار بالبشر سواء ممرضات أو أطباء أو رجال شرطة الثاني تنظيم حملات توعية لتوعية المواطنين بأشكال الظاهرة وكيفية التعرف عليها ومقاومتها وذلك بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية. الثالث استقبال ضحايا العنف ضد المرأة في العيادات الطبية التابعة للمركز بالتعاون مع العيادة القانونية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ومشروع الحماية التابع لجامعة جونز هوبكنز. د. محمد مطر أستاذ القانون والمدير التنفيذي لمشروع الحماية من الاتجار بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدةالأمريكية: شاركت في المؤتمر كخبير دولي واستفدت من خبرات الدول المختلفة في مجال التصدي للمشكلة وخلصت إلي حقائق منها أن الاتجار في البشر ظاهرة عالمية لا تخلو دولة منها وإن اختلفت في أشكالها منها الاتجار بهدف الاستغلال الجنسي والدعارة والأطفال بقصد التبني واستبدال الأشخاص في العمليات الإرهابية.