دائما المدرب المصري عندما تتاح له فرصة الابداع والتفوق يكون علي قدر المسئولية الملقاه علي عاتقه.. قدمنا نماذج في الاسبوع الماضي من المدربين.. ونستكمل التاريخ الناصع البياض لعمالقة التدريب من المدربين ابناء هذا الوطن.. ونموذج اليوم استطاع ان يجمع بين العلم والخبرة انه الكابتن العظيم محمود الجوهري احد العلامات البارزة في سماء التدريب المصري.. والجوهري قبل ان يتولي مسئولية تدريب المنتخب كان يقدم في جلسات الاستماع التي كان يتم دعوته فيها افكارا جديدة وبالخريطة التي كان يوضح فيها كيفية النهوض بالساحرة المستديرة. وفي عام 1988 وعندما كان الكابتن ابراهيم الجويني يتولي رئاسة اتحاد الكرة تم اختيار الكابتن محمود الجوهري مديرا فنيا للمنتخب الوطني الاول وبدأت مسيرة الانجازات مع هذا المدرب الكبير الذي تولي المسئولية وسمح له باختيار الاجهزة الفنية والادارية والطبية المعاونة.. وشعرنا ان هناك جديد بدأ يظهر في الساحة الكروية من تنظيم وادارة وتدريب. واستطاع في اول تجربة عملية له ان يخوض بنجاح منقطع النظير تصفيات كأس العالم وبدأت الجماهير المصرية علي مختلف ميولها الكروية تلتف لاول مرة حول المنتخب ولذلك شاهدنا الانتصارات مستمرة مع الكابتن الجوهري حتي وصلنا لنهاية المطاف بمباراتي الجزائر في اكتوبر ونوفمبر عام 1989 واتذكر انني كنت مرافقا لبعثة المنتخب الوطني الي الجزائر في المباراة الأولي التي جرت بمدينة قسنطينة وكانت من اروع المباريات التي أداها المنتخب في مشوار تصفيات كأس العالم ورغم ان المضايقات كانت علي اشدها الا ان الجنرال محمود الجوهري استطاع شحذ همم اللاعبين امام التيارات المختلفة وكان معه رئيس البعثة اللواء حرب الدهشوري وتوالت انتصارات الكرة المصرية حتي جاء يوم الحسم بلقاء الجزائر بالقاهرة وهدف العميد حسام حسن الرائع وذهبت الكرة المصرية الي العالمية حيث كأس العالم بايطاليا عام 1990 الشهرة والمجد واللعب مع الكبار وهذا اكبر انجاز في تاريخ الكرة المصرية منذ عام ..1934 وظهرت الكرة المصرية في ايطاليا خاصة امام هولندا بمستوي رائع وحقق الفريق التعادل بهدف مجدي عبدالغني وواصل الجوهري المسيرة الناجحة مع المنتخب.. ولكنه لم يستمر طويلا بعد كأس العالم حيث تم ابعاده عن تدريب المنتخب بعد هزيمة في مباراة ودية وابتعد الجوهري عن ساحة التدريب مع الفريق القومي ولكنه كان معبود الجماهير وتوالت اجهزة فنية من بعده لتتولي المسئولية ولم يكن لاي فرد بصمة في عالم التدريب بل ان الجماهير كانت تهتف باسمه في كل المدرجات.