أعياد ومناسبات وطنية تحمل ذكريات خالدة في نفوس أبية.. ومعان عميقة ترسخت في الوجدان لا تمحي مهما طال الزمان ونتناقلها جيلا بعد جيل ورؤسنا مرفوعة بالفخر والعزة والكرامة. ويطل علينا هذه الايام اهم هذه الاعياد والامجاد وهو ¢عيد تحرير سيناء¢ حيث تحتفل مصر في 25 أبريل 2012 بمرور ثلاثين عاما علي تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي. ورفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء في مثل هذا اليوم من عام 2891 . بعد استعادتها. واكتمل التحرير برفع العلم المصري علي طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 8891. وكان ذلك نتيجة لنتصارات الدبلوماسية المصرية بعد الأنتصارات العسكرية لقواتنا المسلحة الباسلة . ولا يخفي علي أحد كم من التضحيات والبطولات التي قدمها شعب مصر العظيم لتحرير سيناء الحبيبة لقد تجاوزنا هذه المحنة ببطولات جيشنا ودماء شهدائنا وصمود شعبنا وتضحيات أبنائه واستعدنا سيناء لأرض الوطن¢. فقد كانت التضحيات والبطولات التي قام بها أبناء سيناء بعد ان ضربوا أروع الامثال في التضحية والفداء كي تعود سيناء إلي أرض الوطن الأم. وقد جرت العادة في هذه الذكري العزيزة ان نكتب عن بطولات قواتنا المسلحة المصرية أو عن مشاريع تعمير سيناء الحبيبة. لاكن هذا العام سوف اتطرق إلي بعض بطولات السيناوية ودورهم المشرف وتضحياتهم الغالية في تحرير سيناء . "ليعلم العدو الإسرائيلي أن شعب سيناء مثل البركان. انفجر وسيقذف بالحمم والبراكين ضد كل معتد أثيم".. هكذا جاءت كلمات المنشور الذي وُزع بكثافة في مدينة العريش. فور دخول الإسرائيليين إليها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد. إذ شهدت أرض الواقع مقاومة لا تهدأ. حتي صار كل طفل ورجل وامرأة جزءاً من منظومة صناع النصر في أكتوبر 1973. وتحفل خزائن العسكرية المصرية بقصص كثيرة لأبطال من سيناء سطروا صفحات خالدة. وساهموا بأعمالهم البطولية في انتصار أكتوبر 1973. قد تكشف عنها الأيام القادمة. ومن أشهر حكايات المقاومين والمجاهدين قصة البطل موسي الرويشد. وهو مواطن بسيط. وابن مخلص من أبناء سيناء. ويعتبره الكثيرون تنظيماً سرياً مستقلاً. إذ قام بالاستطلاع. وخطط ونسف أكثر من 30 مستودعا للذخيرة في إسرائيل بواسطة الألغام أثناء معارك أكتوبر 1973. وفقد إحدي عينيه وتهشم قفصه الصدري بعد تعذيبه داخل السجون الإسرائيلية. أجاد البطل موسي الرويشد تركيب الألغام بمهارة فائقة. وكان متفوقاً ومبتكراً في استخدامه لها. وعندما تم تكليفه بنسف مستودعات الذخيرة الإسرائيلية في سيناء أدي المهمة بنجاح رغم تحصينها. ونفذ أكثر من 30 عملية. وفي آخر عملية شاركه صديقه البطل سلام الذي استشهد. وأصيب البطل موسي الرويشد بجروح غائرة في جانبه الأيمن وسقط مغشياً عليه. وعندما أفاق وجد نفسه وسط الجنود الإسرائيليين. الذين حاولوا بكل الطرق إجباره علي الاعتراف علي أفراد الشبكة التي يعمل معها. لكنه رفض فجاءوا بوالدته معصوبة العينين لعله يتراجع عن إصراره. لكنها همست في أذنه قائلة: "اصمد. فالشدائد تصنع الرجال". وحكمت إسرائيل علي البطل موسي الرويشد بالحبس لمدة 13 عاما. لكن أطلق سراحه بعد مبادلته برفات 4 جنود إسرائيليين. ولا ينسي الرويشد دموع أرييل شارون. فعلي بعد 7 كيلو مترات من حدود مصر الشرقية في رفح تقع قرية أبوشنار التي يسكنها مئات البدو. وعندما احتلت إسرائيل سيناء قامت بطرد سكان القرية وحولتها إلي مستعمرة إسرائيلية وأطلقت عليها اسم "ياميت". واعتقدت إسرائيل أنها نقطة الأمان لها. بل جعلتها صرحاً صناعياً وزراعياً وبعد انتهاء معارك أكتوبر 1973 كان التفاوض لانسحاب إسرائيل من بقية الأرض المحتلة. لكنها حاولت التمسك بالقرية والإبقاء عليها. وأثناء انسحاب إسرائيل منها بكي شارون مع سكان "ياميت". ثم قامت إسرائيل بنسفها وإبادة كل ما أقامته وشيدته فوق الأرض من مصانع ومزارع. وحتي الأنفاق التي استغلتها في عملياتها العسكرية.