عندما تنجح مباراة يلعبها الأهلي بدون جماهير ولا يعكر صفوها أي شائبة وتخرج بسلام بلا مشاكل ولا شد وجذب ولا شغب واحتكاكات مع الأمن.. فإن ذلك يكون غاية المني لحماة الوطن بأن كل الأمور تسير وفق ما يريد لتعود الحياة في باقي القطاعات ويعرف كل فرد مكانه وواجبه ويعود الخير ليعم الجميع.. وبالتالي فإن ذلك يسعدنا نحن الرياضيين لتعود الحياة إلي الملاعب وتعود الفرق لتلعب وتعود المسابقات لتقام ويترتب علي ذلك عودة الرياضة المصرية إلي مكانها الطبيعي. لعب الأهلي أول أمس في القاهرة أمام البن الأثيوبي وسط مدرجات خالية.. خاوية من حناجر المشاهدين وتشجيعهم ومع ذلك أبدع وفاز بعد أداء راق في الشوط الثاني.. جاء ذلك الفوز علي أعصاب الجميع في الفريق إدارة قلقة خائفة مما يحدث قبل المباراة وما هو المنتظر القادم جهاز فني ولاعبون تحملوا المسئولية علي عاتقهم وصمموا علي الخروج فائزين بالمباراة وصاعدين إلي الدرجة الأعلي من البطولة رغم خلو المدرجات من الباعث الحقيقي علي أدائهم وهو زئير الجماهير.. ومع ذلك خرجت المباراة نظيفة. احترم الجميع دوره واحترمت الجماهير كلمتها ووعدها ولم تقترب من ملعب المباراة.. وفضلت متابعة اللقاء من خلال أجهزة التليفزيون وفي أماكن بعيدة عن الاستاد.. سواء في المقاهي أو المنازل أو الأندية وكان جميلا أن ينظم الألتراس الأهلاوي المظلوم مهرجانا أمام مجلس الشعب مكان اعتصامهم لمشاهدة المباراة من خلال شاشة عملاقة وشجعوا من خلالها فريقهم حتي دان له الفوز. ولعل كل ما ذكرته في السطور السابقة يكون قد طمأن الأمن كثيرا بأن جماهير الكرة الواعية قد أدركت أهمية الموقف الحادث في مصر وأنها سوف تستمر في المحافظة علي النظام مما يمنح الأمن الجرأة والشجاعة لعودة الحياة في الملاعب باستئناف المباريات ممثلا في مسابقة كأس مصر لتكون عوضا لأمور كثيرة. منها تعويضا ماديا للأندية من خلال البث الفضائي واستمرار دعم الرعاة.. ومنها استعادة اللاعبين للياقتهم البدنية والفنية ومنها استفادة الفرق المشاركة في بطولتي الأندية الأفريقية الأهلي والزمالك وإنبي بعد صعودها للمرحلة الأخيرة من الشطر الأول للبطولة وهو دور ال 16 ومنها استفادة المنتخبات القومية الأولي المشاركة في تصفيات الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم وكذلك المنتخب الأولمبي المشارك في الدورة الأوليمبية. كل ذلك عائد علي استئناف المباريات الرسمية و الودية الاستعدادية علي جميع المستويات لتقام في مصر حيث الاطمئنان النفسي للاعبين وهم يلعبون في أماكن إقامتهم بدلا من الشحططة والسفر والتنقلات خارج البلد. وفي الختام أقول إني متفائل للمرحلة القادمة بعد نجاح فرقنا الثلاثة في اجتياز الدور الأول للبطولة بالاصرار والعزيمة للتمسك بالتأكيد علي أن مصر عفية ولن تموت.. كما يجب ألا ننسي أيضا شهداء نكبة بورسعيد حيث نهديهم تلك الانتصارات التي حدثت خلال الساعات السابقة مؤكدين أنهم مازالوا في قلوبنا منتظرين العقاب الرادع للمجرمين القتلة.