يدخل فريق الأهلي اختبارا افريقيا صعبا في السابعة مساء اليوم عندما يواجه فريق البن الاثيوبي في اياب دور ال 32 لدوري أبطال أفريقيا للكرة علي ملعب الكلية الحربية في مباراة لن تحضرها الجماهير الأهلاوية. صعوبة المباراة تأتي من عدة عوامل وأكثر من سبب.. ففارق المستوي بين الأهلي صاحب الصولات والجولات في القارة وبين منافسه لا يحتاج إلي تفسير. وتحديد وعد واحصاء لما فعله الفارس الأحمر من قبل.. ولكن الظروف التي تقام فيها المباراة وضعت الأهلي علي المحك وايضا النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب في أديس أبابا وهي التعادل السلبي قد تخدع الجميع. فهي في ظاهرها لصالح الاهلي وفي باطنها قد تطيح به كما حدث معه من قبل. في بطولة عام 98 عندما تعادلا في أديس أبابا 1/1 ثم تعادلا في القاهرة 2/2 ليخرج الأهلي وقتها يجر اذيال التعادل ويحتاج الأهلي إلي الفوز بأي نتيجة اليوم لكي يضع اقدامه في الدور التالي.. أما التعادل الايجابي فيصعد بالبن.. والتعادل السلبي يجعل ضربات الترجيح هي الفيصل لحسم الموقعة. وفوز الأهلي وهو ضروري وبأكبر عدد من الأهداف من أجل استعادة الثقة سوف يبعده عن أي حسابات أخري قد تطيح به خارج أسوار البطولة. لأي أي نتيجة غير الفوز لن تكون في صالحه.. لذا فإن الخطة التي أعدها جوزيه للوصول إلي هدفه تتركز في الهجوم من الدقيقة الأولي من أجل احراز هدف مبكر يربك منافسه من جهة ويريح الاعصاب ويجعل لاعبيه يمسكون زمام الأمور. يعيش لاعبو الأهلي حالة من الاصرار والتحدي الكبير لكل الظروف التي واجهتهم خلال الفترة الماضية من توقف وتجميد وحرمان من مباريات ودية وحرمان الجماهير من حضور أي نشاطات تجعل مهمته غاية في الصعوبة الأهلي يريد ان يخرج من نفق احزانه ويحقق أول فوز رسمي له بعد أحداث بورسعيد الشهيرة.. ويسعي لتأكيد انه بجمهوره يكون قويا وبدونه أيضا يكون أكثر قوة لأن الهدف ليس في الفوز بهذه المباراة لكن اللقب الافريقي هو غايته الكبري التي يسعي للوصول اليها ليكون أقل هدية يقدمها الي ضحاياه. فريق الأهلي استعد بقوة وسط حالات الشد واللين بين إدارة النادي ووزارة الداخلية التي رفضت في البداية منح النادي خطاب التأمين لكي يرسله إلي الاتحاد الافريقي والذي كان يهدد بإقامة المباراة من الاساس.. وواصل الفريق تدريباته وابتعد الجهاز بلاعبيه عما يحدث خارج الملعب حتي لا يتأثروا بها وليصلوا إلي الفورمة التي تجعلهم يحققون ما يريدون وتريد جماهيرهم الغائبة اليوم. جوزيه المدير الفني للفريق ركز مع لاعبيه علي النواحي النفسية أكثر من الفنية أو البدنية رغم ان اللقاء الاول في أثيوبيا عكس مدي حاجة الفريق إلي هاتين الناحيتين.. ورغم الاصابات التي يعاني منها الفريق وحالات الغياب التي واجهته خاصة في الناحية اليمني التي يشغلها أحمد فتحي والذي ستبعده الاصابة وايضا الناحية اليسري التي يغيب عنها سيد معوض إلا أن الجهاز أعد البدائل التي يمكنها ان تسد الثغرات في الفريق.. ويعتمد الأهلي علي محمد بركات كأحد الأوراق الرابحة ومعه عماد متعب العائد بقوة والذي يريد ان يثبت وجوده وأيضا جونيور المتألق مع الفريق.. ومعهم أبوتريكة الذي يزداد بريقا واستعاد مذاقه المميز وفي الوسط محمد شوقي وشهاب الدين أحمد.. ومن خلفهما محمد نجيب وحسام غالي وأحمد السيد وشريف عبدالفضيل.. ويحرس المرمي شريف إكرامي. ومعهم علي دكة الاحتياط جدو ودومينيك وأحمد شديد ووليد سليمان وحسام عاشور والسيد حمدي وفي الحراسة أحمد عادل عبدالمنعم. جوزيه طالب لاعبيه بشيء مهم وهو اللعب من أجل الفوز.. وإذا تحقق واطمأن الجميع علي النتيجة فلا مانع من اللعب من أجل المتعة الكروية التي تعيد للفريق رونقه ويستعيد بها اللمسة الجميلة التي يتمتع بها لاعبوه خاصة النجوم أبو تريكة وبركات وشهاب ومتعب. يسعي الأهلي لخلخلة الدفاع الاثيوبي والوصول الي مرماه من أقصر الطرق ليتغلب علي عامل نقص اللياقة البدنية للاعبيه بسبب قلة المباريات الودية والرسمية في القاهرة والتي أثرت سلبيا علي اللياقة بصفة عامة. الجهاز شاهد أكثر من مرة شريط المباراة الاولي في أثيوبيا ووضع يديه علي أوجه القصور في الفريق ومنها عقم الهجوم واضاعة الفرص السهلة أمام المرمي والتي جعلت المباراة تنتهي بالتعادل السلبي دون هز شباك المنافس وهو ما يسعي اليه مبكرا الاهلي اليوم لإراحة الأعصاب. الجهاز الفني للأهلي أكد أن تركيز لاعبي الفريق لم يتأثر بالاحداث التي سبقت المباراة وان اللاعبين كانوا بعيدين عن هذه الأزمة ولم يتأثروا بها وانهم في قمة تركيزهم ودخلوا في أجواء المباراة والجميع في حالة فنية وبدنية عالية استعدادا للمواجهة. قال محمد يوسف مدرب الفريق.. لا يجب أن ننخدع بنتيجة الذهاب السلبية لأنها في ظاهرها جيدة ولكن لها مخاطر خصوصا ان المواجهة ستكون علي ملعبنا لذلك من الضروري الحرص الدفاعي مع الكثافة الهجومية. الفريق الإثيوبي لم يصل إلي القاهرة سوي في الساعات الاولي من صباح أمس ولم يتدرب سوي مري واحدة مساء يوم وصوله علي الملعب الذي تقام عليه المباراة حيث كان ينتظر ان تلغي المباراة.. ومع ذلك فإنه يعلم أن الأهلي ليس بالفريق السهل الذي يمكن أن يضيع فرصة التأهل من بين يديه بسهولة ويحاول استغلال غياب عامل الجمهور المصري الذي يرعب أي فريق يلعب في القاهرة.. كما انه يعلم ايضا ان التعادل السلبي الذي انتهت به مباراة الذهاب من الممكن ان يستغلها في صالحه ويعود بسببها بورقة التأهل كما فعل من قبل في بطولة .98