.. والآن تري أي وعد آخر ستقطعه جماعة الإخوان المسلمين علي نفسها وتتخلي عنه. هكذا تساءلت ال "نيويورك تايمز" في معرض تعليقها علي دفع الإخوان بالشاطر مرشحا لرئاسة الجمهورية. ذلك الدفع الذي جاء عكس وعودهم بعدم المنافسة علي ذلك المنصب.. فما فعلوه أفقدهم الكثير من مصداقيتهم أمام الشعب وزاد من أزمة الثقة فيهم وفي افعالهم .. وسواء كان هذا القرار خطأ استراتيجيا أو انتحارا سياسيا. فإنه أثار غضب جميع القوي في مصر. سياسية أو دينية .. وكشفت به الجماعة عن نفسها أنها تمارس السياسة باسم الدين وأنها برجماتية تعتنق الفكر الميكافيللي تهمها النتائج عن المباديء حتي لو أدي ذلك الي تحدي المجتمع والصدام بقواه..!! ولكن هل تغير المواقف والظروف هي الحجة التي يستخدمها كل العالم لعدم الوفاء بتعهداتهم..؟ هذا ما حاول ان يوهمنا به كل من الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة والدكتور محمد مرسي رئيس الحزب وغيرهم من الإخوان لنصدق مبررات الدفع بمرشح منهم. إذ انهم فعلوا ذلك كما يقولون من أجل مصر وشعبها بعد أن طرأت بعض المستجدات التي وجب معها ترشيح رئيس منهم وكأن المرشح الإخواني فقط هو الذي سيصلح من حال البلد.. أما غيره فسيذهب بها الي الجحيم .. ولكن حجتهم كانت واهية وضعيفة فلم يوضحوا لنا تلك المستجدات أو المتغيرات. إن السبب الحقيقي لم يذكره الإخوان صراحة أثناء مؤتمرهم ولم يعلنوه في بيان الترشيح ولكنهم صرحوا به بعد ذلك وجاء علي لسان المرشد بأنهم رشحوا الشاطر للرئاسة لأن الحكومة لم تقم بدورها. فكان هذا الترشيح هو البديل لعدم اقالة حكومة الجنزوري أو بمثابة مساومة وورقة ضغط علي المجلس العسكري لكي يقيلها ويأتي بهم حسب ما صرح به الدكتور حلمي الجزار أن الجماعة ستتراجع عن ترشيح الشاطر اذا أقال العسكري حكومة الجنزوري..!! ولكن نعتقد ان هناك اسبابا أخري لم يعلنوا عنها بعد. كما لو أنهم قاموا بتلك الخطوة ردا علي ترشيح عمر سليمان والذي يجد كل الدعم من المجلس العسكري الذي شحن له جميع القوي وخاصة الأغلبية الصامتة. فالمجلس يضمن نجاحه علي أساس تفتت اصوات الإسلاميين بعد ترشح الشاطر.. كما أن حالة السخط التي اجتاحت الشعب المصري تجاه تراجعهم في قراراتهم وتعهداتهم ستقلل من فرصة نجاح مرشحهم.. وبذلك يكون قرار ترشحهم لرئاسة الجمهورية خطأ في حساباتهم . يبقي الأهم والأخطر. هل بهذا الترشيح سيتم تصدير نموذج الحكم الإيراني الينا؟! لقد أثار فينا تساؤل عمرو موسي عن معني ان يكون منصب المرشد أعلي من منصب الرئيس.. بالإضافة للتأييد الكامل للشاطر من حزب الغدير الشيعي تحت التأسيس اسئلة كثيرة. فمثلا ألهذا السبب رشح الشاطر من داخل الجماعة فإذا نجح يستطيع ان يتقبل ذلك النموذج .لكن علي الجانب الاخر لن يقبل بذلك أي مرشح آخر.. وسؤال ثان هل النموذج الإيراني سيظل سائدا مادامت جماعة الإخوان هي الاغلبية .. وأخيرا هل سيظل رئيس الجمهورية يخرج من عباءتها لتضمن استحواذها علي كل المناصب القيادية في البلد؟! هذا ما لم يعلنه الإخوان ولن يجيبوا عنه.. فلابد من صحوتنا من الآن!!