دعوة اتحاد كرة القدم لرؤساء الأندية لبحث مصير الدوري وتحديد مدي إمكانية توقيع عقوبات علي النادي المصري أراها مبادرة جيدة وواعية من جانب اللجنة التنفيذية للجبلاية برئاسة أنور صالح وحسناً فعل حينما طلب عدم دعوة ناديي الأهلي والمصري بهدف منح الحضور حرية المناقشة والبحث وتبادل الآراء بدون حساسيات خاصة وإذا كانت الأجواء التي تعيش فيها البلاد نتيجة للانفلات الأمني بجانب انشغال كافة هيئات وقيادات ووزارات الدولة باستكمال باقي خطوات بناء مصر وجمهوريتها الثانية والتحول الديمقراطي بوضع الدستور الدائم وانتخاب رئيس جديد لمصر وتسليم السلطة لحكم مدني.. كل تلك الظروف تستوجب إلغاء الدوري هذا الموسم فإننا علي الجانب الفني والحسابي سنجد أن هناك استحالة في استكمال الدوري هذا الموسم بعد ضياع قرابة الشهر والنصف من عمر المسابقة منذ توقفها لأنها تعني تدمير المنتخبين الأول والأوليمبي لأن استئناف الدوري يعني أن تلعب الأندية مباراة يوم.. ويوم أين ستأتي باللاعبين الذين لديهم القدرة علي اللعب كل 48 مباراة وليس كل 72 ساعة كما كان يلعبون قبل مذبحة مباراة الموت.. وكيف يمكن لكل من برادلي الأمريكي المدير الفني للمنتخب الوطني وهاني رمزي المدير الفني لفريقنا الأوليمبي إعداد لاعبيهم لخوض تصفيات أمم افريقيا الاستثنائية التي ستقام نهائياتها عام 2013 وأوليمبياد لندن 2012 وانطلاقاً من هذا الواقع الذي يتعلق بمصير الدوري فإنني أري بالنسبة للشق الثاني من جدول أعمال هذا الاجتماع يجب أن يكون فرصة للحضور للقيام بمبادرة يدعون فيها لتحقيق المصالحة الكبري بين جماهير جميع الأندية المصرية ومجالس إدارتها التي يجب أن تعطي النموذج من الآن فصاعداً في التآلف والتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمصالح ليعطوا للجماهير صورة حقيقية عن الروح الرياضية لكون الرياضة أحد مظاهر الحضارة الإنسانية الحديثة التي تفتخر بها الشعوب.. لا مجال فيها للتعصب والشغب.. وتلك المصالحة الكبري حان وقتها بعد تلك الكارثة التي تعرضت لها الرياضة المصرية في مباراة الموت والتي أظهرت روحاً رائعة للإنسان المصري فقد شاهدنا كيف تدافعت جماهير الزمالك يتقدمهم مجلس إدارة القلعة البيضاء ومن خلفهم باقي أندية وجماهير مصر تؤازر النادي الأهلي وتشاطر جماهيره الأحزان وشاهدنا كيف عرض الزمالك علي إدارة الأهلي إقامة مباراة قمة في حب مصر للتأكيد علي متانة العلاقة التي تربط بين القطبين لتعرف الجماهير ان للرياضة أهدافاً ورسالة سامية في بناء الفرد وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بين ممارسيها من ناحية والشعوب من ناحية أخري وأعتقد أن تلك المشاعر النبيلة التي عشناها بعد تلك الكارثة تؤكد أن الأرض خصبة لتحقيق تلك المصالحة الكبري بين الأندية ونبذ كل مظاهر التعصب والاحتقان والخلاف لأنه في المقابل نجد أن قضاء مصر العملاق سوف يحقق العدالة والقصاص من المجرمين والمحرضين الذين ارتكبوا تلك المذبحة لتهدأ أرواح الشهداء.. وكلامي هذا يعني أن معاقبة النادي المصري بريء من تلك الكارثة ولا أحد يختلف انه جزء عزيز وعريق من تاريخ مصر الرياضي وشعب بورسعيد طالما ضحي بأبنائه دفاعا عن تراب مصر وكلنا يعتقد أن النادي المصري يقوده حاليا كامل أبوعلي وهو نموذج رائع من القيادات التي تفخر وتشرف بها الرياضة المصرية.. فلا أحد يختلف علي أن كامل أبوعلي هو أحد رموز الرياضة والتي أعطت الكثير لبلده بورسعيد ولديه مبادرات في خدمة مجتمعه ووطنه علي كافة الأصعدة وغيابه عن النادي المصري في تلك الظروف العصيبة يمثل خسارة هائلة والمطلوب أن يحظي كامل أبوعلي بكل الدعم والمساندة من كل الأندية وقيادات الرياضة المصرية لأن الجميع يعرف قدره وقدرته علي الحفاظ لمصر علي أحد قلاع الرياضة للكرة المصرية التي تمثل إضافة كبيرة لها.. وكل الأمنيات الطيبة لاجتماع الجبلاية المرتقب مع رؤساء الأندية بتحقيق تلك المصالحة الكبري للكرة المصرية والخروج بأفضل القرارات التي تسهم في نهضتها وتطورها بعيداً عن دعاة الثأر والانتقام ولنترك العدالة تأخذ مجراها مع القتلة والمخططين لجريمة مباراة الموت التي هزت وجدان العالم بأسره.