لم تحصد مذبحة ستاد بورسعيد أرواح شباب الألتراس فقط.. ولكنها طبقت المثل الشعبي القائل موت.. وخراب ديار.. منها ستترك آثارها المدمرة علي خزائن الأندية وجميع عناصر اللعبة من لاعبين وأجهزة فنية وحكام.. لأن توقف النشاط هو استنزاف لأموال الأندية.. واستمراره يعني كارثة جديدة محتملة..! مذبحة بورسعيد الكروية لم تسفر فقط عن سقوط عشرات القتلي وآلاف المصابين.. ولكنها ستترك آثارها علي الاستثمار والاقتصاد الكروي وستهدم خزائن الأندية واتحاد كرة القدم وجميع عناصر اللعبة.. ففي البداية جاء قرار تعليق مسابقة الدوري العام ليضرب اتفاقات الأندية خاصة الكبري في مقتل لأن عقود الدعاية مع الشركات الراعية والمعلنة ستتوقف وهي بالملايين.. كذلك نسب الأندية من حصة البث الفضائي لن تدفع لعدم إقامة أو إذاعة المباريات.. وبالتالي ستتوقف إيرادات المباريات.. والأهم من ذلك أن عمليات إعارة جميع اللاعبين لأندية أخري ستتوقف لأن الأندية لن تشتري أو تستعير لاعبا ليجلس في حديقة النادي.. وبذلك ستتوقف جميع منافذ الصرف وتوريد الأموال التي تدخل خزائن الأندية.. في الوقت الذي مطلوب من الأندية احترام تعاقداتها مع مدربيها ولاعبيها ودفع حقوقهم.. فالأهلي مثلا مطلوب منه دفع 2 مليون جنيه شهريا لجهاز مانويل جوزيه دون أن يدرب أو ينزل الملعب.. كذلك عقود لاعبيه ونسب عقودهم التي قدرت ب 8 ملايين جنيه في خلال هذا الشهر.. أما الزمالك فالجهاز الفني يصل إلي نصف مليون جنيه شهريا واللاعبون لديهم مستحقات تصل إلي عدة ملايين منذ شهور.. ولن يدفعها الزمالك لأن أحواله المادية كانت في أزمة ودخلت النفق المظلم بعد هذه المذبحة.. ومن عناصر اللعبة التي ستصاب بالضرر الحكام الذين لديهم مستحقات لدي اتحاد الكرة متأخرة . ولن يدفع لهم الاتحاد المعين أموالا أخري لعدم وجود نشاط كروي.. أما خسائر النشاط الرياضي فقد تأثر جميع الألعاب الرياضية حيث قرر العديد من الاتحادات الرياضية إيقاف نشاطها المحلي والاعتذار عن النشاط الدولي.. ولكن المشكلة أن الزمالك مثلا لديه ارتباط أفريقي مع فريق يانج أفريكانو التنزاني في بطولة أفريقيا فهل سيلعب المباراة.. وهل سيتدخل الاتحاد الأفريقي ويمنع إقامة المباريات الكروية في مصر خوفا علي الفرق الزائرة.. وهل سيكمل الأهلي مشواره في نفس البطولة الأفريقية أم سيعلن انسحابه منها.. كلها أسئلة تبحث عن إجابات.. كانت خسارة اتحاد كرة القدم كبيرة ليس بقرار حل الاتحاد فقط الذي ربما يؤثر علي مستقبل الكرة المصرية لو لم يتفهم الڤيڤا أسباب القرار.. ولكن أصابع الاتهام أشارت إلي مسئولية اتحاد الجبلاية عن الأحداث بشكل تضامني وكأنه مسئول عن المذبحة لإقامة المباراة أو حتي عدم قيام الحكم فهيم عمر بإلغاء المباراة في الشوط الأول عقب نزول مشجعي المصري لأرض الملعب للاحتفال بلاعبيها أو للاحتجاج علي التحكيم.