في جلسة البرلمان لمناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق حول مذبحة مباراة الموت ببورسعيد تقدم البدري فرغلي عضو البرلمان عن بورسعيد بمبادرة رائعة حينما طالب بأن يقوم البرلمان بدور حمامة السلام للمصالحة بين مجلسي ادارة وجماهير ناديي المصري والأهلي لازالة كل مظاهر الاحتقان والغضب والحزن واعادة الوئام والحب والمودة انطلاقاً من كوننا مصريين وأبناء شعب واحد وأعتقد أن المبادرة تستحق كل الدعم والمساندة من كافة أجهزة الدولة وفي مقدمتها البرلمان ويستطيع نوابه تحقيق هذا الهدف النبيل والذي لا يتعارض إطلاقاً مع رغبة المجتمع المصري وحرصه واصراره علي القصاص من الجناة القتلة والمحرضين علي ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء التي هزت وجدان العالم بأسره.. لأن دماء شهداء مباراة الموت لن تهدأ أرواحهم.. ولن تجف دموع أسرهم حتي يتم تطبيق القانون بتوقيع أقصي العقوبات التي يستحقها هؤلاء المجرمون القتلة.. وأعتقد أن تحقيق تلك المصالحة الكبري تستوجب الغاء مسابقة الدوري العام لكرة القدم هذا الموسم حتي نتيح الفرصة لكل الأطراف في الدولة الرسمية والشعبية لجعلها حقيقة علي أرض الواقع لأن المطلوب تهدئة الأوضاع داخل الشارع الرياضي والمجتمع المصري بعيداً عن كل مظاهر الاحتقان والتعصب والغضب والرغبة في الثأر والاحباط السائدة حالياً بين جماهير الكرة خاصة وان الضحايا سقطوا في مباراة لكرة القدم.. وإلغاء مسابقة الدوري يمثل هدفاً إنسانياً يتمثل في احترام الشعب المصري بكل أطيافه وفصائله شهداء المباراة ومشاركة أسرهم وجدانياً مصابهم الأليم والذين لن تعوضهم ملايين الدنيا عن فقدان فلذات أكبادهم. وإلغاء الدوري سوف يتيح الفرصة أمام أجهزة الدولة لتحديد الوسائل والاجراءات اللازمة لتفكيك وتسريح وإلغاء تنظيمات الالتراس كونها ظاهرة دخيلة علي مجتمعنا من أوروبا ولا تتناسب علي الاطلاق مع تقاليده ومبادئه خاصة وأن بعض المشاغبين والمنحرفين والبلطجية استغلوا تنظيمات الألتراس ومارسوا من خلالها بعض مظاهر العنف.. حتي وصلنا لذروة المأساة بوقوع كارثة مذبحة بورسعيد التي هزت وجدان العالم بأسره وإذا كان مجتمعنا فيه الكثير من عشاق كرة القدم فنحن لم نكن في حاجة الي مثل هذه التنظيمات من الألتراس في التشجيع فمنذ عرفت مصر كرة القدم في بدايات القرن العشرين كانت الجماهير تتوجه الي الملاعب لتشجيع فرقها بأسلوب حضاري وسلوك رياضي وأذكر عام 69 عندما امتلأ استاد القاهرة بأكثر من 100 ألف مشجع من مختلف الانتماءات لمساندة فريق الإسماعيلي وهو يلعب نهائي كأس أفريقيا أمام الانجلبير الزائيري وتوج فيه الدراويش بطلاً للقارة وتكرر هذا المشهد كثيراً في استاد القاهرة مثلما شاهدنا في مباراة الأهلي الودية مع بايرن ميونخ الألماني والتي انتهت بالتعادل 2/2.. الخ.. حضرت تلك الجماهير بعشرات الآلاف دون ان يكون هناك ألتراس يقودها وينظمها.. لذلك لابد أن نعود لزمن التشجيع الجميل بعيداً عن تنظيمات الألتراس التي حان الوقت لالغائها بعد وقوع تلك المجزرة التي تعتبر أكبر كارثة في ملاعب كرة القدم في تاريخ العالم والتي اسفرت عن سقوط عشرات من الضحايا والمصابين الأبرياء من شباب مصر الغالي نصف الحاضر وكل المستقبل ووضعت مدينة بورسعيد الباسلة تحت الحصار ونسينا أن شعبها العظيم والذي طالما ضحي في حروب مصر في عصرها الحديث وانه جزء من مصر الغالية وهو وضع غير مقبول علي الاطلاق لأن شعب بورسعيد ومجلس ادارة النادي المصري برئاسة كامل أبو علي أبرياء من تلك الكارثة "براءة الذئب من دم بن يعقوب" فنحن جميعاً نعرف أن كل من نفذ تلك الجريمة وخطط لها هو المسئول أمام القانون ويجب القصاص منه.. وبالتالي لابد ان تعود الحياة لطبيعتها داخل مدينة بورسعيد لأنهم جزء من شعب مصر العظيم الذي سيكشف عن كل من يقف وراء تلك المؤامرة الدنيئة.. ولذلك أري أن مبادرة البدري فرغلي في ضرورة قيام البرلمان بدور حمامة السلام لتحقيق المصالحة الكبري بين جماهير ومجلسي ادارة الناديين تعد خطوة هامة وفاصلة في فك الحصار عن بورسعيد وإنهاء عزلة مواطنيها الأبرياء.