بعد قرار استقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر في أعقاب كارثة مباراة الموت ببورسعيد فوجئنا بطابور طويل من المعارضين وغيرهم لسياسات الجبلاية قبل الرحيل يحملون لقب "عبده مشتاق" لكراسي الجبلاية دون أن يشغلهم حجم الكارثة التي تعرضت لها الكرة المصرية بعد وقوع مذبحة بورسعيد.. وحالة الحزن والاحباط والذهول التي ألمت بجموع الشعب المصري وهزت وجدان العالم بأسره بعد سقوط عشرات الضحايا ومئات المصابين من الشباب في عمر الزهور في مباراة كرة قدم.. وكأنه لا مشاعر لهؤلاء المشتاقين للمناصب فأخذ كل منهم يطارد المجلس القومي للرياضة واللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة برئاسة الخلوق والخبير أنور صالح نجم ومدير النادي الأهلي السابق وصولاً إلي الاتحاد الدولي للكرة "الفيفا" للمطابة بعقد جمعية عمومية لإجراء الانتخابات دون تقدير لأي مسئولية وبدلاً من مساندة اللجنة التنفيذية للجبلاية ودعمها وتوفير مناخ هادئ لها للعبور بالكرة المصرية في تلك الفترة الحرجة والصعبة والتي يكتنفها الغموض لبر الأمان لعدم الاستقرار وحالة الانفلات الأمني التي تسود البلاد وتراجع معدلات النمو الاقتصادي المصري إلي حد التدهور وجدنا كل "عبده مشتاق" يشن حملة شرسة ضد أعضاء اللجنة التنفيذية ويتهمون قياداتها بأنهم حفنة موظفين يديرون اتحاد الكرة.. وكأنهم هم وحدهم الخبراء ونسوا ان أغلب أعضاء اللجنة من خبراء الكرة والرياضة المصرية بل ويتفوقون عنهم انهم يعملون في الكرة بأجر وشرف لهم انهم محترفون وموظفون في كرة القدم وكلامي هذا يعني ان الدور والباقي علي كل "عبده مشتاق" من هؤلاء الذين يدعون عشقهم للعمل التطوعي في الوقت الذي يلجأون فيه لكل الالاعيب والطرق الملتوية وغير الشرعية للقفز علي الكراسي والقتال من أجلها والتمسك بها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة مثلما فعل أحد هؤلاء المشتاقين لكرسي في الجبلاية عندما صدر قرار من الجهة الإدارية بانهاء ولايته للنادي الذي يرأسه فرفض تنفيذ القرار وتسليم النادي للمجلس المعين.. وكأنه عزبة ورثها عن أجداده ليكشف لنا بهذا التصرف علي أرض الواقع الوجه الحقيقي لهؤلاء المتطوعين الذين يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية من مكاسب مالية وأدبية ومعنوية ونجومية تحت أي مسمي وهم يختفون تحت مظلة عشقهم للعمل التطوعي وإلا فلماذا يحاربون من أجل الكراسي.. ولكن من حسن حظ الكرة المصرية ان الفيفا أنقذها في الوقت المناسب من انقضاض هؤلاء المشتاقين المتطوعين علي كراسيها حينما رفض إجراء أي انتخابات لاختيار مجلس جديد بعد رحيل مجلس زاهر.. وأكد الفيفا ان الانتخابات يجب إقامتها طبقاً للوائح اللجنة الأوليمبية الدولية عقب انتهاء دورة الألعاب الأوليمبية كل أربع سنوات وبذلك ستقام انتخابات الجبلاية في سبتمبر القادم بعد دورة لندن الأوليمبية مثل كل الاتحادات الرياضية في العالم في مختلف اللعبات ولا يسعني هنا ومعي الكثيرون من عشاق وخبراء وجماهير الكرة إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للفيفا علي هذا القرار الحاسم والفاصل الذي خلصنا سريعا من هؤلاء المتطوعين المشتاقين وضرب أطماعهم في كراسي الجبلاية في مقتل لأن المرحلة القادمة من مستقبل الكرة المصرية تحتاج لقيادات تملك القدرة علي التطوير والإبداع والابتكار وربطها بمنظومة الكرة العالمية.. قيادات تستطيع التخلص من كل سلبيات الماضي علي كافة الأصعدة الإدارية والمالية والفنية.. وتعالج ثغرات نظام الاحتراف بقرارات وحلول جذرية تسهم في تطوير الأندية ودعمها بما يؤهلها للوفاء برسالتها في صناعة النجوم والكشف عن النجوم.. نحن نريد من مجلس الجبلاية القادم أن يتحمل مسئولياته علي أجهزة الدولة المعنية وتطوير البنية الأساسية لملاعب كرة القدم.. ملاعب نفخر بها أمام العالم وتؤمن أرواح الجماهير.. نحن نريد لوائح حاسمة وقوية تقضي علي مظاهر الشغب نهائيا فبعد حادثة بورسعيد لم يعد هناك مجال للتهاون مع هؤلاء المشاغبين وما يسببونه من فزع ورعب في الملاعب وتشويه صورة المجتمع المصري أمام العالم.. وتلك الأحداث تتطب من كراسي الجبلاية أن تبحث عن من لديه القدرة والموهبة علي تحقيقها.. ولا تترك مثل هؤلاء المشتاقين المتطوعين للقفز عليها.. وللحديث بقية.