ليس من عادتي أن أنشغل كثيرًا بالخلافات داخل المؤسسات الرياضية، لأن أغلب الخلافات تكون لاختلافات في وجهات النظر والآراء.. لكن ما يحدث في أكبر وأهم مؤسستين رياضيتين في مصر يدعو للقلق والانزعاج، وهما اتحاد كرة القدم واللجنة الأوليمبية.. لأن ما يحدث فيهما هو صراع داخلي علي المناصب والتطلع للانفراد بصناعة القرارات، والرغبة في تفريغ مجلس الإدارة من أصحاب الفكر، حتي يخلو الجو لأصحاب المصالح. اللجنة الأوليمبية تحولت إلي مغارة «علي بابا»، يصعب الدخول إليها إلا بكلمة السر، لمن يعلمها فقط، وإذا دخلها لا يري ولا يفهم في أحوالها شيئًا.. فالغموض وتكميم الأفواه، هو سيد الموقف، حتي جاء المجلس الحالي بقيادة اللواء محمود محمد علي، علي رأس قائمة، كنا نظن أنها متوافقة ومتجانسة.. ولكن الأيام والشهور أثبتت أن الصراع يشتد ويلتهب بين رئيس اللجنة الأوليمبية، وأغلب أعضائها.. الأغلبية تدعي أن «اللواء» ينفرد بالسلطة والقرارات.. ورئيس اللجنة يؤكد أنهم يريدون مناصب بلا عمل ويتكالبون علي خلق مصالح خاصة.. ونتيجة هذا الصراع وقع خلاف شديد بين رئيس اللجنة ونائبه، والقضية أمام رئيس المجلس القومي للرياضة في سرية تامة للفصل بين المتصارعين. المهندس حسن صقر، أمامه ملف آخر، هو ملف اتحاد الكرة، والصراع الذي انفجر فيه بعد عودة زاهر بحكم قضائي.. هذه الفترة كشفت الكثير من الخبايا في الصدور والعقول وظهر أكثر من «عبده مشتاق» في الجبلاية.. وظهر الانقسام والشروخ الكبيرة، وأن هناك من يلعب علي الجميع، وتقوم بأدوار غير نظيفة علي أمل أن يقفز إلي منصب رئيس الاتحاد، رغم أنه بلا تاريخ يدعمه في الوصول إلي هذا المنصب الكبير والخطير.. صاحب هذه اللعبة يحاول إقناع زاهر بأنه الرئيس الأبدي، فإذا رغب في «الراحة» فيجب أن يترك له المنصب، ويأخذ بيده إليه.. حتي لا يقع في قبضة هاني أبو ريدة، نائب الرئيس وعضو اللجنتين التنفيذيتين في الاتحادين الدولي والأفريقي.. هذا هو حالنا الذي يهدد كيان أهم مؤسستين رياضيتين، وغيرهما كثيرون.. لأن المصالح والبيزنس أصبحا عناوين رئيسية في العمل التطوعي الرياضي، الذي كان ف السابق بلا أجر ولوجه الله والوطن.