لا ينكر أحد أن مدينة بورسعيد الباسلة لها دور كبير في المقاومة الشعبية والتصدي للاحتلال الانجليزي مثلما فعل باقي أبناء مدن القناة "الإسماعيلية والسويس" إبان العدوان الثلاثي عام ..56 وسقطت منازلنا فوق رءوسنا وتهجرنا جميعاً إلي باقي محافظات مصر التي أخذتنا في احضانها بعد نكسة "1967" إلي أن جاء نصر أكتوبر ..1973 وعادت الفرحة لأهالي بورسعيد بقرار رئيس الجمهورية باعتبار مدينة بورسعيد "منطقة حرة" وهي فعلاً "حرة" أبية. لا ينكر أحد أن بورسعيد كانت وش السعد والخير علي الكثيرين من أبناء مصر وليس بورسعيد فقط.. فهناك من عمل بالتجارة وتربح بالملايين من وراء شراء البضائع من بورسعيد أو تهريبها وبيعها بأسعار مضاعفة.. ولا يصح أن تتحول بورسعيد إلي خرابة وقطع أرزاق أناس شرفاء بسطاء تعلو الضحكة وجوههم كل لحظة. فأبناء بورسعيد يكنون كل الحب والتقدير لشعب مصر بالكامل.. ولا يصح أبداً أن نعزلها لمجرد "مؤامرة" محبوكة كان يمكن أن يتم تنفيذها في أي محافظة. ولكن اختيار الوقت والمكان كان بفعل فاعل وجاء من حظ بورسعيد.. التي تعرضت من قبل للاضطهاد بعد الواقعة الشهيرة وقيام مواطن بسيط بمحاولة تسليم الرئيس السابق شكوي فشل المسئول الأول بالمدينة في حلها وتعرضت لعقاب قاس ودفع الأهالي جميعاً ثمن هذه الجرأة. ونعود إلي الحكاية الرئيسية.. وإذا كانت التحقيقات القضائية تؤكد أن "الألتراس" هو المدبر والمنفذ الحقيقي وراء كارثة أو مذبحة بورسعيد إن صح التعبير.. فلنسأل أنفسنا من الذي سمح بولادة "الألتراس" في مصر أو نعلم جميعاً فكر هذا التنظيم الدخيل علي شبابنا الواعي المثقف.. حاسبوا وحاكموا من سمح بولادة وانتشار "الألتراس" فهذه القضية تقف علي خط واحد من قضية التوك توك شكونا منه "مر الشكوي" بأنه بلا قانون وبلا رادع.. ومنعناه من السير بالشوارع الرئيسية والمدن وتحول إلي غول.. وطاردنا أصحاب "التوك توك" وحبسناهم.. وللأسف لم نبحث أو نحاسب من الذي سمح بدخول التوك توك إلي مصر. نفس الأمر حاربنا انتشار "الموتوسيكلات الصيني" التي تباع الآن علي الأرصفة مثلها مثل الموبايلات. يعني بثمن الموبايل نشتري "موتوسيكل صيني". وبعدها انتشرت جرائم الخطف لحقائب السيدات والسرقة بالإكراه. وأصبح الآن يمتلكه البلطجية في كل مكان.. وهناك ملايين من الدراجات البخارية الصيني تعربد في شوارع مصر وكأنها وسيلة سهلة لارتكاب الجرائم.. وايضا نقف متفرجين ولم نتجرأ علي محاسبة من استورد الموتوسيكلات الصيني وأدخلها البلاد. وأخشي ايضا أن تمر حكاية ضبط الملايين من أقراص الترامادول المخدر.. مرور الكرام والتي تم ضبطها بميناء شرق التفريعة. يتبقي السؤال الحائر.. هل لو حدث ما حدث في بورسعيد مع جمهور آخر غير الأهلي.. هل سيكون علي نفس النهج الإعلامي والتسخين والمحاكمات؟