- ليست هذه هي المرة الأولي التي أكتب فيها عن هذه الظاهرة.. ظاهرة الموتوسيكلات التي تملأ شوارع القاهرة ليلاً بدون نمر.. أي بدون لوحات مرورية.. وقد بدأت هذه الظاهرة منذ فترة.. استخدمها في البداية نوع من البلطجية سريعي الحركة.. الذين هم تحت الطلب.. والذين يهرعون إلي أماكن تجمع المتظاهرين بسرعة وينصرفون أيضا بسرعة ساعة الخطر وبعد أن يؤدوا مهمات خاصة مطلوبة منهم.. ليست هذه الظاهرة في القاهرة وحدها ولكن في كل أقاليم مصر.. خاصة بعد أن أصبح ثمن الموتوسيكل الصيني في متناول الجميع.. إذ يبلغ ثمنة ألف جنيه مصري فقط يدفع منها أولاً مائة جنيه لا غير والباقي بالتقسيط!.. وأنا أشك حسب دراسة ظواهر المجتمع أن هذه الموتوسيكلات التي يتدرب عليها راكبوها ليلاً بعد منتصف الليل في الشوارع الهادئة حيث يحولونها إلي مظاهرات بأصوات غاية في الإزعاج.. مستعرضين خروجهم علي القانون أعتقد أن هذه الموتوسيكلات التي بدون نمر قد لجأ إليها فلول النظام السابق.. استباقا لأيام الانتخابات.. حيث هم هؤلاء الفلول وغيرهم الذين اشتروها وسددوا أثمانها وسلموها لهؤلاء المرتزقة الخارجين علي القانون لاستخدامها في فوضي الانتخابات المقبلة لتأدية مهام خاصة ستوكل إليهم.. وحيث من الصعب ضبطها وعلينا أن نلاحظ أن تلك الموتوسيكلات قد استخدمت سابقا في خطف حقائب السيدات من الشوارع والهروب بها وصعوبة ملاحقتها.. ولأن المسئولين دائما ما يتصرفون بعد وقوع الحدث لا قبل وقوعه فإنهم لم يلاحقوا تلك الموتوسيكلات ولم يدرسوا ظاهرتها ولم يخضعوا أصحابها لقانون سريع وحاسم يضع النقاط فوق الحروف. -- لقد تراجعت مصر إلي الوراء.. حضارياً حين سمحت في غفلة منها أو إهمالا منها بدخول ذلك الكائن العشوائي المسمي توك توك والذي ملأ أحياء المدن الصغيرة والكبيرة حتي يكاد لا يجد السائر علي قدميه مكانا للسير.. والمصيبة أنه وصل إلي المدن الجديدة وشوهها تماماً.. والناس مستسلمون يائسون تحت شعار: «آهي ماشية والسلام» أو «هانعمل إيه؟!».. إن هي إلا الأيام نعيشها علي وجه الدنيا ونمضي!! نعم.. لقد أصبحت الحياة في مصر شبه حياة وليست هي الحياة الحقيقية ويكفي ما يدعو إليه السلفيون وأمثالهم من دعوة إلي العودة قرونا إلي الماضي السحيق! -- يا سادة.. يا مسئولون.. يا أولياء أمور هذا البلد.. من حق الناس أن يستريحوا وأن يعيشوا وأن تتخذوا خطوات حاسمة لتجنيبهم مشكلات ستنشأ عن تجاهل أمثال تلك الظواهر السلبية.. كمشكلة الموتوسيكلات تلك التي لا يخفي علي أحد ملاحظتها! أم من الصعب ملاحقتها إلي أن يحدث الصدام المتوقع عند الانتخابات؟! المطلوب تغيير طريقة التفكير من التفكير اللحظي إلي التفكير العلمي المدروس.. الذي يدرس الظاهرة.. ويخضعها للتجربة ثم الملاحظة ثم النتيجة.. أم أن القانون نائم؟!