قضيتان لا تنفصلان عن بعضهما وإن بدا للبعض غير ذلك .. الأولي هي الدعوة للعصيان المدني بعد غد 11 فبراير. والثانية هي التمويل الأجنبي غير المشروع لمنظمات تعمل بدون ترخيص. القضيتان تأتيان في إطار المؤامرة الخارجية علي مصر والتي بح صوتي وصوت غيري في الحديث عنها. وإذا كان المجلس الاستشاري قد طالب أمس الأول بضرورة الكشف عن المؤامرات والمخططات ضد مصر .. فإنني أقول له : أليست القضيتان جزءاً من هذه المؤامرات وتلك المخططات؟ إن الاضراب حق كفلته كل القوانين والدساتير في العالم أجمع .. لكن العصيان المدني هو دعوة مشبوهة ومرفوضة شكلاً ومضموناً من جموع الشعب المصري بمختلف طوائفه. المنادون بهذه الدعوة الآتية من وراء المحيط الاطلنطي يصرون عليها لغرض في نفس يعقوب الفاشل المشتاق وفي نفس من صنعوه وورنشوه علي مدي سنوات .. وما أدراك ما الغرض الذي هو بلا شك مرض .. ومرض عضال. انني أسأل جموع الشعب الواعي : هل نحن في حاجة إلي هذا العصيان الذي يعطل مصالحنا في حين أن الوضع الحالي يدعو إلي العمل لا تعطيله؟ هل سنكون راضين عن أنفسنا عندما نخنق بلدنا بأيدينا ونساعد أعداءنا والخونة المندسين بيننا علي اسقاطها بوقف العمل والانتاج؟ ألا تعلمون أن الموازنة العامة تواجه ورطة حقيقية وبالأرقام حيث يبلغ حجمها 49 مليار جنيه والموارد 35 مليارا فقط والمصروفات 117 مليارا والعجز النقدي 141 ملياراً بنسبة 6.8% مما لا يجعل الدولة تفي باحتياجاتنا علي اكمل وجه؟ هل ترضون لانفسكم ولبلادكم ولثورتكم المجيدة أن تعم مصر فوضي ما بعدها فوضي تستهدف أرواحنا واعراضنا وممتلكاتنا وسيادتنا علي أرضنا واستقلالنا .. فوضي نعود بها إلي المربع "صفر" في مسار التحول الديمقراطي السليم بعد أن قطعنا نصف الشوط ولم يتبق سوي المشهد الأخير لتسليم الأمانة "كاملة إلي سلطة مدنية منتخبة وبإذن الله سوف نصل إلي هذه الغاية في 30 يونيه إن لم يكن قبله؟ يا شعبنا العظيم .. إن الدعوة المشبوهة والقذرة للعصيان المدني هي جزء من مؤامرة تحاك ضد مصر ويجب افساد كل محاولات الوقيعة والفتن ونشر الفوضي في طول البلاد وعرضها ... وهذا لن يكون إلا بوطنيتكم وإرادتكم الحرة التي لا يتشكك أحد فيهما ابداً أما قضية التمويل الأجنبي لبعض المنظمات ..فحدث عنها ولا حرج .. وهي أيضاً جزء أصيل ومهم من المؤامرة الخارجية الكبري علي مصر. لقد فقدت أمريكا عقلها واتزانها بعد قرار احالة عدد من ضحاياها ضمن 43 متهماً إلي الجنايات في هذه القضية .. أرغت وأزبدت وهلفطت وهددت وأطلقت صفات عشوائية وطلبت بوقاحة عبر سفيرتها بالقاهرة من قضاه التحقيق إلغاء قرار منع سفر المتهمين الأمريكان وكأن مصر احدي ولاياتها أو مستعمراتها.. هذه التجاوزات دفعت القضاة إلي رفض طلب السفيرة كما دفعت الوفد العسكري الذي يزور واشنطن إلي قطع زيارته والعودة بشموخ وإباء. أمريكا التي تدعي انها دولة قانون .. تريد منا ألا نفعل القانون بل نضعه في ثلاجة من أجل 43 جاسوساً وخائناً اثبتت التحقيقات كما جاء في المؤتمر الصحفي لقاضيي التحقيق أمس أنهم أنشأوا فروعاً غير مرخصة لمنظمات دولية لا دخل لها بالعمل الأهلي أو الحقوقي وتقاضوا أموالاً بالملايين وشاركوا في العمل السياسي بالمخالفة للقانون واستقصوا عن المواطنين من حيث الدين والملابس التي يرتدونها وصوروا الجوامع والكنائس وصمموا خريطة لمصر مقسمة إلي 4 أقسام بالله عليكم .. هل كل هذا لا شيء فيه؟! أمريكا التي اعتقلت 11 متظاهراً أمام البيت الأبيض بلا ذنب وأبناءهم في لواري كالغنم وسحلت متظاهري "احتلوا وول ستريت" وداست علي رقابهم وصدورهم بالاحذية .. تستكثر علينا أن نتعامل في بلادنا بالقانون وتطالبنا بأن نعطيه اجازة مفتوحة. يا أمريكا .. ويا كل من يتشبث بطرف حذائك .. لم نعد من هؤلاء .. مصر تغيرت ولن تعود للوراء ثانية .. وما كان لن يكون ابداً .. افهمي. معونتك لا نريدها .. وثقي أننا لن نموت جوعاً .. مصر حرة .. والحرة تموت ولا تأكل بثدييها .. وأشرف لنا أن نموت جوعاً علي أن نخلع لك ملابسنا. كلمة أخيرة للمجلس العسكري والحكومة .. انتظروا رد الفعل الأمريكي الأرعن والأهوج واستعدوا له من الآن .. سواء كان مباشراً من واشنطن أو من اعوانها بالمنطقة أو من اذنابها بالداخل .. وفي مقدمتهم "عبده مشتاق" نحن معكم .. والله معنا جميعاً.