رغم الدعوات المشبوهة التي تداولت علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر لإحداث حالة من الفوضي يوم25 يناير الماضي إلا أن الذكري الأولي للثورة مرات بسلام علي عكس كل التوقعات. لكن مازالت هناك مخاوف وهواجس لدي الشعب المصري من شبح يوم11 فبراير القادم, وهو اليوم الذي يوافق تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم العام الماضي, بعد أن دعت بعض الصفحات علي الفيس بوك إلي عصيان مدني كامل والإضراب العام يوم السبت المقبل من أجل الضغط علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لتحقيق مطالب الثورة, بدعوي أن الاعتصامات والمظاهرات لم تحقق كل مطالبهم لذا لابد من عمل عصيان مدني واضراب كامل. فقد دعت بعض الحركات ومواقع الإنترنيت علي الفيس بوك إلي العصيان المدني وقالت' الاضراب هو الحل والعصيان المدني هو الحل من سنة فاتت و احنا بنتظاهر في الشارع من غير تصعيد و قد جاء وقت التصعيد لو احنا مؤمنين فعلا بالقضية لازم نؤمن بوسائل تحقيق نجاحنا,11 فبراير اضراب عام وعصيان مدني' كما أن بعض القوي الثورية بالإسكندرية وجهت الدعوة نفسها تحت شعار' خليك بالبيت' وأكدوا أن الإضراب والعصيان المدني هو الحل, حيث مازلنا نتظاهر, من عام مضي, في الشارع بدون تصعيد, وقد حان وقت التصعيد'. كما عقدت بعض القوي و الحركات الثورية اجتماعا لاعلان قرار العصيان المدني يوم11 فبراير لتفعيل الثورة واستكمالها. وقد أثارت تلك الدعوات ردود أفعال واسعة بين الثوار أنفسهم والقوي الثورية وتباينت الآراء حول إمكانية تنظيم الإضراب العام والعصيان المدني لكونها تحتاج إلي تنسيق مع جميع المؤسسات الحكومية والشركات والمصانع حتي ينجح الإضراب, كما رفضت بعض القوي السياسية الفكرة من الاساس في هذا الوقت لأننا- علي حد قولها- لم نصل إلي مرحلة اليأس, خاصة أن هناك خطوات تحققت بالفعل في طريق تسليم البلاد إلي سلطة مدنية وسباق مع الزمن لتقليص مدة المرحلة الانتقالية, وأن العصيان يؤدي الي تعطيل المصالح والبلاد ويرجع بنا خطوات كبيرة إلي الخلف. اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والإستراتيجي يقول: الدعوات إلي إضراب عام وعصيان مدني في هذا التوقيت يشكل خطرا كبيرا علي الساحة السياسية في مصر خاصة أن مصر قطعت شوطا طويلا نحو تسليم السلطة, وكانت أولي هذه الخطوات علي الطريق الصحيح هي انتخابات مجلس الشعب ومن بعدها مجلس الشوري التي تجري حاليا, وهناك محاولات حثيثة ومستمرة لتقليص المدة الزمنية للمرحلة الانتقالية ومطالبات بفتح باب الترشح للرئاسة يوم11 فبراير القادم وهو نفس اليوم الذي تدعو فيه بعض القوي السياسية لإضراب عام وعصيان مدني في المؤسسات والجهات والمصانع, و بالتالي سنفوت علي أنفسنا فرصة الاستقرارالمبكر وأي فكرة من شأنها أن تؤدي بنا إلي الوراء اعتقد أنها ستؤثر علي المسيرة الثورية للشعب المصري, ورغم محاولات إثارة الشعب والرأي العام خلال احتفالات25 يناير الماضي إلا أن وعي الشعب شعوره بالانتماء الشديد للوطن حال دون تنفيذ هذه الدعوات المشبوهة ورفض الشعب الدخول في موجة جديدة من العنف وظهر ذلك في دعوات التيارات السياسية إلي الحفاظ علي سلمية الثورة, وتوقع' سيف اليزل' أن يمر يوم11 فبراير بسلام وما يليه بنفس الروح التي شهدها يوم25 يناير الماضي. ومن جانبه أوضح مصدر أمني مسئول أن الشرطة لا علاقة لها بالإضراب عن العمل أو العصيان المدني لكنها ملتزمة بالتأمين الكامل لجميع المنشآت, والتعامل بحزم مع الخارجين علي القانون فقط, وبناء علي توجيهات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فإن مهمة الوزارة الأولي هي تأمين المواطنين في الشارع والمنشآت الحيوية, ونقوم بعملنا الشرطي والجنائي وليس لنا صلة بالعمل السياسي كما أكد وزير الداخلية, وأضاف المصدر أن حق التعبير عن الرأي مكفول للجميع طالما في إطاره القانوني, من خلال الوسائل السلمية لا بعيدا عن العنف والتخريب, وأشار إلي أن مهمة الشرطة في مثل هذه الظروف هي تأمين حياة المواطن وكافة منشآت الدولة من أي أعمال خارجة عن القانون.