أنهي عمله في تأمين قسم شرطة الأزبكية مساء يوم الثلاثاء حتي عاد إلي منزله استعداداً للتوجه إلي مقر وزارة الداخلية عقب انتهاء الجولة الأولي لانتخابات مجلس الشوري في اليوم التالي بعد أن اشتري ملابس جديدة وبعض المأكولات استعداداً لرؤية عروس تبحث الأم عنها لزفاف نجلها الأكبر ليلقي الشهادة في المكان الذي كان علي موعد فيه مع القدر بعد أن صدمته سيارة أمن مركزي بمدرعة أثناء عودتها مسرعة إلي الوراء من جراء عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مبني وزارة الداخلية احتجاجاً علي أحداث الكارثة التي شهدها استاد بورسعيد. إنه شهيد الواجب الوطني "محمد فؤاد عبدالمنعم" الملازم أول بالقوات المسلحة سلاح المدرعات.الأب الحزين الذي يعمل رئيس وحدة تحصيل بشركة شبرا روي وقلبه ينزف علي فراق ابنه الأكبر ل "المساء الأسبوعية" تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشها مع أسرته عقب سماع الخبر الحزين وسط محاولات التهدئة المستمرة من قبل أقاربه وأصدقائه وجيرانه وزملاء أبنائه الذين توافدوا علي مسجد آل رشدان بمدينة نصر لتوديع جثمان الشهيد البطل إلي مثواه الأخير بمقبرة الوفاء والأمل بمدينة نصر بعد أن قرر والده دفن الجثة وعدم الانتظار لإقامة جنازة عسكرية تكريماً له بعد احتسابه شهيداً عند الله. قال: إن محمد كان إنساناً خلوقاً وشديد التواضع مع جميع زملائه. أضاف: أن محمد اتصل به يوم الخميس في الساعة السادسة مساء أي قبل الحادث بأقل من نصف ساعة بعد أن سلم عليه وعلي والدته وإخواته قبل التوجه إلي مقر وزارة الداخلية. ثم فوجئت باتصال تليفوني يخبرني أن ابني استشهد أثناء عمله بأحد الشوارع المؤدية إلي وزارة الداخلية حتي أسرعت إلي مستشفي كوبري القبة وأنا في حالة من الذهول لأجد ابني جثة هامدة بداخل المستشفي. يضيف علي الرغم من الصدمة الكبيرة إلا أنني تأكدت أن ابني شهيداً عندما شاهدته مبتسماً ووجه ناصع البياض قبل الدفن. شقيقه أحمد فؤاد الطالب بالسنة الرابعة بكالوريوس تجارة يتساءل ما الذي يريده المتظاهرون من الهجوم علي مؤسسات الدولة وما ذنب أخوتهم من قوات الشرطة والجيش الذين يؤدون عملهم حتي يموتوا بأيدي مصرية يوماً في بورسعيد ويوماً أمام الداخلية. وقال شقيقه الأصغر عبدالرحمن الطالب بالصف الثاني الثانوي: إن شقيقه كان دائماً التشجيع له وسيهديه جهاز كمبيوتر لاب توب عندما يلتحق بالقسم العلمي رياضيات. محمد عبدالمطلب الموظف بمصر للطيران وابن عم الضابط الشهيد: محمد كان مثالاً للشباب المهذب ذي الأخلاق الكريمة بخفة ظل عالية حتي أنه كان دائماً يمزح مع ابنه ويقول له "يا فوشي".