مفيش فايدة لم ولن يفلح الوفاق والصلح.. والكلام المعسول الذي جاء قبل لقاء الأهلي والمصري ببورسعيد والوعد باستقبال حافل وترحيب بالضيوف.. رفضت جماهير بورسعيد الهزيمة المبكرة التي مني بها فريقها بعد 11 دقيقة من هدف جنيور البرازيلي.. نسيت الاتفاق ونقضت العهد وعادت لحالتها الأولي وعادتها الدائمة مع الأهلي بالذات لتشعل الشماريخ وتقذف الحجارة التي كادت تصيب مساعد الحكم والقت بالزجاجات الفارغة علي دكة احتياطي الأهلي لتحول جو المباراة إلي ما يشبه المعركة. بالقطع انعكس ذلك علي لاعبي الفريقين.. من ضيف يتمني ان ينتهي الوقت ويخرج بلاعبيه سالما وآخر استثمر ما يحدث ليتقدم ويفوز وينزل اقصي أول هزيمة علي البطل ولكن وللحقيقة نقول إنه وسط هذا الجو قد استحق المصري الفوز بعد السيطرة الكاملة علي معظم زمن المباراة خلال الشوطين وإن كان الشوط الثاني هو الابرز بعد ان تسيد الفريق البورسعيدي الموقف دفاعا ووسطا وهجوما ولم يخرج كل اللاعبين من نصف ملعب الأهلي الذي بدا لاعبوه تائهين تماما وبدوا حياري في ملعب المصري. يرجع كل ذلك إلي محاولة جوزيه المحافظة علي الهدف الذي جاء مبكرا فلجأ أكثر ما لجأ للدفاع ولم يحاول أن يجري التغييرات في الشوط الثاني ليعزز خط الوسط والهجوم ويحاول احراز هدف آخر ولكنه استسلم لما يجري في الملعب وشغل نفسه بما يحدث من الجماهير في المدرجات وترك فريقه في موقف صعب أمام هدير وهجمات وسيطرة المصري بعد أن اشعلت الجماهير حماسهم لاقصي درجة. وكانت الطامة الكبري من كابتن الفريق حسام غالي الذي اعترض علي حكم "لايعرف أبوه" من الجدية والصرامة فكان الكارت الأحمر وطرد الكابتن ويكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وحتي بعد اشراك أبو تريكة الذي جاء متأخرا جدا ليصنع الفرص هو ومعه شهاب لاستعادة وسط الملعب وسيد حمدي إلا أن كل ذلك لم يثمر إلا عن الهدف الثالث لينال الأهلي أول هزيمة في صراعه للمحافظة علي درع الدوري. غير أن الصورة بعد المباراة اختلفت وزادت حدتها وانكشف كل شيء عندما هبطت الجماهير ارض الملعب واعتدت علي شريف اكرامي حارس المرمي واخرجت المدرب في حراسة الشرطة واقتحمت مدرجات جماهير الأهلي ليبقي أمر واحد وهو نجاح حسام حسن مدرب المصري ليفوز علي ناديه القديم لأول مرة بعد مرات كثيرة شهدت التعادل أكثر من مرة لتعيش المدينة الحرة علي هذا الفوز حتي موعد لقاء العودة في القاهرة غير أن الفريق بالقطع سوف يخسر حضور الجماهير لأكثر من مباراة قادمة بسبب الحب المجنون الذي أضر بصحابه في عدم انتصاره.