بعض رجال مبارك الذين لم تلوثهم ظروف الحكم خلال ثلاثين عاماً فلم يغتصبوا أرضاً أو يسرقوا وطناً. بل كان لهم دور كبير في سياسة مصر خلال سنوات حكم الفرعون. الآن.. وبعد مرور عام علي ثورة الشعب المصري.. وبعد أن التزم هؤلاء الصمت وجدوها فرصة ليفتحوا أفواههم وأن يتكلموا. فلعل نظام مصر المستقر يفسح لهم مكاناً فيه فيصعدون مرة أخري. ولكن هؤلاء الرجال أحسوا أن مكانهم لا يزال خالياً. فالبلاد في حاجة إلي من يقدمون لها الخبرة ومن المؤكد أن لديهم خبرات كثيرة ونصائح يمكن أن تغير الحكم الجديد إذا صح أنهم سيقولون الرأي الصادق وأنهم لن يكونوا مستشاري السوء كما كانوا في العهد الفرعوني. والسؤال هو: كيف سيعود هؤلاء ليصبحوا مستشارين ووزراء في العهد الجديد؟! والجواب: أن يتبرأوا من النظام القديم. وبالفعل بدأوا يقولون إنهم نصحوا مبارك ونصحوا القريبين منهم. ولكن أحداً لم يستمع إليهم. بل وصل الأمر برجال مبارك إلي القول إنهم نصحوه بالتنحي أو بعدم تجديد ترشيحه للرئاسة ولكن الفرعون لم يستمع إليهم. وقالوا: إنهم كانوا ضد توريث الحكم لجمال مبارك. وأعتقد علي ضوء الحقائق التي عشناها جميعاً أنهم لم يجرؤا علي أن يقولوا لمبارك "تنحي عن الحكم" أو أن يقولوا له لا تورث مصر لولدك.. ولو قالوا ذلك لاتهمهم بالخيانة العظمي في زمن من يقول فيه للفرعون كلمة صادقة مخلصة خائن وعميل!!