في سنة 1915 قرر الانجليز جمع الحمير وكل دواب الحمل من المزارع ومن القري ومن كل مكان تتواجد فيه الحمير البغال.. وكان سبب ذلك ان القوات البريطانية التي تحتل مصر تستعد لاعداد حملتها عبر شبه جزيرة سيناء لمحاربة الأتراك ولم تكتف بذلك ولكن فرضت علي المزارعين مدهم بكميات من الأعلاف وادي ذلك إلي توقف الزراع.. وأصبح المزارعون في حالة يرثي لها لأن هذه الدواب كانت الساعد الأيمن لهم فلم تكن الأدوات الميكانيكية قد ظهرت بعد. وفي سنة 1917 عادت القوات البريطانية إلي تكرار طلبها من رغبتها في الحصول علي أعداد أخري من الحمير فأرسلت إلي وزارة المالية طلبا تعلن فيه رغبتها في مزيد من الحمير.. وظهرت في الصحف اعلانات تقول: "الحكومة المصرية تريد حميرا" لحاجتها في الخدمة العامة. وكانت الحمير والبغال والجمال في ذلك الوقت هي وسيلة نقل للناس ومتعلقاتهم وأيضا كانت في خدمة المزارعين. وبالتالي اختفت تقريبا الدواب من الشوارع ومن القري وفي الوقت نفسه رفعت الحكومة اسعار النقل بالسكة الحديد بنسبة 50% ثم 50% أخري. كانت الأوضاع في مصر في ذلك الوقت غير مستقرة والأمن شبه مفقود والسلطات البريطانية تتعامل مع المصريين بكل أنواع الظلم والطغيان لدرجة ان الناس قد فوجئوا في مراحل الحرب العالمية الأولي بخطف رجالهم ومواشيهم وحميرهم واعلاف حيواناتهم وذكرت "ميس درهام" وهي كاتبة بريطانية في جريدة "الديلي نيوز" نقلا عن كتاب موسوعة تاريخ مصرر "ان كل انواع الاضطراب التي تحدث في مصر يرجع إلي سوء معاملتنا للمصريين.. وكان جنود المستعمرات يظنون ان مصر بلاد انجليزية وان المصريين قوم دخلاء!!". وهكذا كانت ثروات مصر سواء الحيوانية أو غيرها نهبا منهوبا للمستعمر البريطاني.. حتي الحمير اعتبروها منقذاً لهم في حروبهم.. وتمر السنوات ومازالت ثروات مصر نهبا منهوبا ليس للمستعمر ولكن للفئة الحاكمة يعتبرون كل شيء ملكا لهم.. فكم من ثروات مصر نهبت بمعرفتهم وتركوا غالبية الشعب يعيش كما عاش المزارعون زمان في حيرة ويأس.. ونتيجة لكل ذلك وبعد ان تفجرت ثورة 25 يناير 2011 انطلق بعض الأفراد من اتباع هذه الفئات التي كانت حاكمة تعطل مسيرة الحياة وتوقف وسائل النقل وتقطع الطرق.. وتفعل كل ما يسيء إلي مصر.. لكن زمان.. كان كل هذا موجها ضد المحتل.. ولكن الآن هذه الأفعال موجهة ضد الوطن!!