كان عام 2011 واحداً من أجمل وأهم الأعوام التي شهدها المصريون في تاريخهم الحديث والقديم علي حد سواء .. ولم لا وقد تحققت فيه ثورة شعبية عظيمة هزت العالم كله ونظرت إليها الشعوب في مختلف أرجاء المعمورة نظرة إكبار وتقدير.. بعد ان استطاع المصريون خلال 18 يوماً فقط من التظاهرات السلمية في ميدان التحرير من إسقاط نظام فاسد وديكتاتوري ظل يجثم علي صدور المصريين طيلة 30 عاماً وكان أشبه بتشكيل عصابي منه إلي نظام حكم. ولعل أعظم الانجازات التي حققتها الثورة حتي الآن انها حولت المصريين من رعايا إلي مواطنين لهم كل الحرية في ان يداعفوا عن أنفسهم وعن حقوقهم وعن وطنهم .. بعد ان كان النظام المخلوع قد نجح في تكميم الأفواه وتقييد العقول. صحيح انه بعد الثورة حدثت سلسلة من الإحباطات نتيجة الانفلات الأمني وما تبعه من تدهور اقتصادي لكن كان هذا شيئاً طبيعياً ومتوقعاً للثورات الكبري التي تغير التاريخ. فقد تحالفت قوي الشر التي تطلق عليها لقب "فلول" علي الثورة وحاولت اسقاطها والزعم بأنها ستؤدي إلي خراب مصر وتلقت هذه القوي دعماً هائلاً من الداخل والخارج لتدمير الثورة الا انها لم تنجح وباءت كل المحالوات بالفشل وشهدت مصر انزه انتخابات برلمانية في تاريخها دون ان يسقط قتيل واحد وتوجه ملايين المصريين لأول مرة في تاريخهم ليقولوا كلمتهم بكل حرية في اختيار النواب الجدد لبرلمان الثورة. والآن بعد ان تجاوزنا هذه الخطوة العظيمة وبدأنا عاماً جديداً نأمل ان نستكمل فيه تحقيق باقي مطالب الثورة وان تبدأ مصر مشوارها الجديد لتلحق بركب الدول المتقدمة وان يتجاوز الشعب المصري العظيم .. الذي تحمل ما لا يتحمله شعب في العالم من ذل ومهانة .. ان يتجاوز مشاكله ومعاناته وينطلق إلي آفاق جديدة في ظل حكومة جديدة انتخبها الشعب ورئيس جديد يجئ لأول مرة عبر صناديق الاقتراع. تحية للثورة المصرية العظيمة في عامها الأول ويارب تتحقق مطالبها في العام الجديد.