هل تخطيء الحسابات ونجد لدينا في الكرملين بعد نحو ثلاثة شهور رئيسا لم يتم عامه السادس والثلاثين اسمه اليكس نافلني بعد ان كانت كل التوقعات تشير إلي ان الرئيس القادم سيكون في السابعة والخمسين من عمره واسمه فلاديمير بوتين؟.. ربما.. ففي كل يوم تتصاعد شعبية المحامي والمدون الروسي الشاب اليكسي نافلني بين أبناء الشعب الروسي وتتأكد قدرته علي التأثير في مواطنيه. كانت شخصية نافلني قد خرجت إلي الضوء لأول مرة في بلاده من خلال مدونتيه "نافالني" و"روسبيل" قبل سنوات قليلة وعقب عودته إلي بلاده بعد الانتهاء من منحة لدراسة القانون في جامعة بيل الأمريكية. وبدأ نافلني في شن هجوم علي حكومة بوتين والرئيس ميدفيديف وتنامت شعبيته ورغم ذلك لم تهتم به السلطات علي نحو كاف واجتاز نافالني أول اختبار لشعبيته عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها روسيا وأسفرت عن فوز حزب روسيا الموحدة الحاكم بأغلبية مطلقة بسيطة في انتخابات شابتها مخالفات عديدة. وعلي الفور- وعبر مدونتيه- وجه نافلني إلي أنصاره نداءات بالنزول إلي الشوارع والتنديد بالتزوير والمطالبة بإعادة الفرز وإعادة الانتخابات نفسها ان تطلب الامر وفي اليوم التالي كان عشرات أو مئات الألوف قد نزلوا إلي الشوارع في موسكو وعدد من المدن الروسية الكبري للاحتجاج وظلوا في الشوارع رغم درجة حرارة وصلت إلي ما دون الصفر بعشر درجات أحيانا. واعتقلته الشرطة وأحيل إلي محاكمة سريعة انتهت بصدور حكم عليه بالسجن 15 يوما ومع ذلك كان يوجه الرسائل الي جماهيره عبر المدونتين لدعوتها إلي مزيد من الاحتجاجات وكان يصف بوتن برئيس حكومة اللصوص وكان المتظاهرون يهتفون بحياته ومنهم من هتف به رئيساً قادماً لروسيا وبناء علي ذلك اضطر ميدفيديف وبوتين إلي تقديم بعض التنازلات التي أعادت الهدوء إلي روسيا لبعض الوقت لكن الكثيرين اعتبروها شكليات لا تمتد إلي الجوهر. الثائر لا يهدأ وقبل أيام فوجيء الجميع بحديث يدلي به نافلني إلي وكالة رويترز يؤكد فيه ان عشرات الألوف من الروس سوف ينزلون إلي الشوارع للمطالبة باصلاح حقيقي وقد كان واجتاحت المظاهرات روسيا في اليوم التالي وحتي اعداد هذه السطور. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فبعدها بيومين أعلن نافلني استعداده لترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ومنافسة "رئيس حكومة اللصوص" فلاديمير بوتين علي الرئاسة وقال ان قراره النهائي سوف يتوقف علي تنفيذ وعد الرئيس ديمتري ميدفيديف بتبسيط إجراءات إنشاء الأحزاب السياسية وفي هذه الحالة سوف يتقدم بطلب في هذا الشزن ويشكل حزبا يخوض به المعركة الانتخابية. ويقول إنه يأخذ الأمر بجد خاصة بعد أن بدأ بوتين يشن حرباً غير مشروعة ضده وصلت إلي حد اتهامه بالعمالة للمخابرات الامريكية لمجرد انه درس لعدة سنوات في الولاياتالمتحدة ويقول إن بوتين ربما يحسده لأنه يتحدث الانجليزية بطلاقة مما ساعده علي الانتشار في العالم وليس في روسيا فقط ويبتسم قائلاً.. لن أتهمه بالعمالة للمخابرات الألمانية لأنه عاش عدة سنوات في ألمانيا ويتحدث الألمانية بطلاقة "عندما كان ضابطا بالمخابرات السوفيتية السابقة".