بعد قيام ثورة تونس كنت كلما سألت مسئولاً في مصر "أخبار الوالدة إيه" يجيبك علي الفور "مصر مش زي تونس".. وينسي ان يقول "الوالدة بعافية حبتين". مرة سألت رئيس حي عن سبب الانقطاع المستمر للمياه فأجابني بأن مصر مش زي تونس ولم يحدد أسباب انقطاع المياه. كانت تونس عقدتهم.. والحمد لله تم فكها وطلعت مصر زي تونس وان لم تحقق بعد ما حققته تونس.. لكن شيئاً يلوح في الافق رغبة في ان تصبح مصر مثل رومانيا. تتذكرون تجربة رومانيا بعد خلع تشاوسيسكو واعدامه.. سيطر مساعده علي مقاليد الحكم ودعا "المواطنين الشرفاء" إلي الانقضاض علي الثوار المدفوعين - حسب زعمه يعني - بمؤامرات خارجية تريد هدم الدولة فاندفع المواطنون الشرفاء وقضوا علي الثوار العملاء.. وسيطر الرجل علي البلاد بالحديد والنار عشر سنوات. التاريخ لن يعيد نفسه.. "ومصر مش رومانيا" الناس استوعبت الدرس تماماً.. صحيح ان هناك حملة تشويه رهيبة للثوار لكن أسبابها معروفة ومهروشة ولن تخيل علي أحد.. ثم ان البينة علي من ادعي.. من يتهم أحداً بشيء عليه ان يقدم أدلة اتهامه.. أدلة واضحة وصريحة وليست مجرد كلام مرسل اعتماداً علي قلة وعي الناس وزهقهم ورغبتهم في الاستقرار وتربية أولادهم وكل هذا الكلام الخائب. عندما قالوا "مصر مش زي تونس" قلنا لأ زيها وأجدع وأثبتت الأيام تهافت كلامهم وتفاهته.. وعندما يعتقدون الآن ان "مصر زي رومانيا" نقول لهم ستثبت لكم الأيام أنها ليست كذلك. فالذاكرة نشطة والحمد لله.. لن تسقط الدولة.. أعداء الحرية هم الذين سيسقطون وسوف تكتمل الثورة وأرجو ألا اسأل مسئولاً عن أحوال الطقس فيقول لي ان "مصر زي رومانيا" لأن طقس رومانيا بارد جداً.. بينما طقس الثورة عندنا شديد الحرارة!!