للكاتب الفلسطيني الكبير أميل حبيبي رواية رائعة اسمها المتشائل، أي الواقف بين التفاؤل والتشاؤم، وهي أصدق وأجدع وصف لحالتنا الآن، فإذا تفاءلنا في الصباح .. كبس التشاؤم علي أنفاسنا في المساء مثل البهيمة الفطسانة، وإذا تقدمنا خطوة في النهار.. تكومنا داخل قفة العجز في الليل.. حتي أصبحنا جميعاً علي اختلاف أطيانا، نحمل وعن جدارة لقب الحاج متشائل.. وليست هذه الحالة وليدة عقدة نفسية لا سمح الله.. أو عرق النسا الذي نعاني منه، من أيام خوازيق الحاج مبارك هو والمدام والانجال، ولكن .. لأن كل الأحلام التي راودتنا منذ الثورة، أصبحت مثل السلحفاة العرجا واللي صحتها بعافية كمان، يظل التشاؤل فوق أدمغتنا كالعمة الثقيلة، كلما حاولنا رفعها، لطعنا الواقع علي قفانا، فرغم اعتراف الجميع بأن هناك ثورة مضادة، يقودها أتباع نظام مبارك، وبقايا الحزب الوطني الحرامي، ورغم أن الجميع -حتي العيال اللي لسه بترضع، -يعرفون اساميهم نفر نفر.. فمازالوا يحطون كالصقور الجارحة فوق جتة الوطن، فالسيد زكريا عزمي مازال جالساً ولا حضرة العمدة في قصر الرئاسة، وحاطط قدامه صورة ولي النعم الحاج مبارك الأول والأخير، عشان ياخد منه البركة والالهام، والسيد صفوت الشريف، وعائشة عبدالهادي بتاعة العلم في الراس مش في الكراس، واللي جت رجله ضمن قائمة أبطال موقعة الحمير والجمال الشهيرة، عايشين زي الفل، وإن كانوا مش عارفين ياكلوا بيتزا ولا ريش زي ولاد أخو الحاجة عفاف شعيب ياضنايا. ومازال فتحي سرور الذي مرر كل القوانين سيئة السمعة، وظل يصرخ من فوق القبة ولا عنترة بن شداد.. المجلس سيد قراره ياكفرة، لحد النسوان ما بقت تسمي عيالها سيد قراره عشان تعيش، قاعد لسه فوق القبة ومازال المناوي رئيس قطاع الأخبار، وصاحب أكبر فضيحة اعلامية من ايام الحاج جوبلز راكباً علي ضهر التليفزيون، وكأنه بيتفسح علي الكورنيش رغم أنف الجميع، ومازالت لميس الحديدي التي كانت ضمن حملة الرئيس وحملة المحروس جمال، فتمت مكافأتها بتقديم برنامج مع أنه لم يكن لها علاقة بالتليفزيون من اصله، الأدهي والأمر.. إقامة الحد علي مواطن مصري وقطع أذنه، ثم التصالح!!! وكأننا عدنا إلي جمهورية إمبابة العظمي، كل ما أرجوه الآن.. الا نعيش حالة التشاؤل كثيراً وربنا يسترها معانا.. ده احنا ولايا. محمد الرفاعي