الإعلام دائماً متهم وكثيراً ما يطلب منا أصدقاؤنا ان نكتب كلمة لوجه الله والوطن لتهدئة الأوضاع بدلاً من اثارتها ومن يتهمون الصحافة والإعلام لهم بعض الحق وقد كتب العديد من الشرفاء كيف تتم تهدئة الوضع وان أهم ما يمكن فعله هو طمأنة الشعب كله بأن الثورة التي اطاحت برأس النظام لها احترامها وان الشهداء لهم مكانتهم والمصابين علي العين والرأس ستقوم الدولة بتوفير كافة الرعاية لهم إلا ان الخوف من سرقة احلام الثورة والالتفاف حول أهدافها وتقديم وجوه تلو وجوه تتحدث عن الثورة باحترام في الوقت الذي يعملون فيه علي وأد الثورة وإنهائها قبل ان تحل الذكري الأولي لقيامها ونعيد ونكرر ان من دفع الناس بالكفر بالثورة ومن قاموا بها عن طريق إعادة إنتاج نفس الأكاذيب بلهجات مختلفة هم سبب بلاء مصر وان السياسات المتبعة والتقاعس في تنفيذ مطالب الثورة الرئيسية وهي الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية مازال هناك شوط بعيد لتحقيقها وإذا كان رئيس الوزراء الجنزوري قد أعلن أمس تحديد الحد الأقصي للرواتب بخمسة وثلاثين ضعف الحد الادني ورغم انه مبالغ فيه إلي حد كبير حيث ان الفرق بين الحد الادني والأقصي في الولاياتالمتحدةالأمريكية قلعة الرأسمالية لا يزيد علي أربعة عشر ضعفاً إلا ان البعض يقول انها بداية لا بأس بها حيث مازال هناك من يتقاضي رواتب بعد ما يقرب من سنة هي عمر الثورة تزيد أضعافاً مضاعفة عن الحد الأقصي الذي أعلنه رئيس وزراء حكومة الانقاذ. الناس ستهدأ إذا تم تسريع المحاكمات للذين سرقوا وقتلوا الشعب سيقدر دور الحكومة إذا وجدها توفر الحياة الكريمة للشعب وانها تعمل علي تطهير المؤسسات من الذين افسدوا طوال السنوات الثلاثين الماضية والذين مازالوا واعوانهم يمرحون في جنبات هذا الوطن. الشعب سيهدأ عندما يكتشف ان هناك تحقيقات جدية وإعلان أسماء حقيقية للمتهمين بالفساد والافساد ومحاولة تكدير الأمن العام الشعب سيهدأ عندما يجد ان هناك حكماً واحداً صدر بحق من اهانوا هذا الشعب وعملوا فيه اذلالاً وتدميراً. الشعب سيهدأ عندماً يعلن المجلس العسكري صراحة عن يتلقون دعماً مالياً اجنبياً بغرض تدمير مقدرات هذا الوطن. الشعب سيهدأ عندما تتم محاسبة مروجي الأكاذيب سواء كانت في صحف رسمية أو حكومية أو محطات تليفزيونية. الشعب سيهدأ عندما يجد الحكومة الجديدة والمجلس العسكري يعملان علي تحقيق مطالب الثورة لا الالتفاف حولها. الشعب سيهدأ عندما يقدم المجلس العسكري والحكومة كل المتسببين في الأحداث الأخيرة إلي محاكمة سريعة وعادلة. الشعب سيهدأ عندما يعرف اللهو الخفي والطرف الثالث في كل كوارث مصر الحالية.