بهرني الدكتور طارق أمين بروايته "ضجيج الصمت " التي تتحدث عن بطل اسمه وائل وخطيبته مروة وفي معاناتهما يجسد طارق أمين معاناة مجتمع بأكمله شرب المر ألوانا في ظل العهد السابق حتي تقوم الثورة وتتبدل الأوضاع وتنفك عقدة وائل وخطيبته وعقدة المجتمع بأكمله. طبعاً كان الدكتور طارق أمين حالماً أكثر من اللازم مثلنا جميعا . فقد تصور وتصورنا أن الثورة ستأتي بخلاصنا من عذاباتنا المتعددة التي لا حصر لها ماديا ومعنويا ولم نكن نعلم أن الثورة ستضيف إلي تلك العذابات عذابا جديدا متمثلا في فشلها في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها وهي "عيش حرية عدالة اجتماعية" فلا توفر العيش ولا تحققت الحرية ولا العدالة الاجتماعية . إننا نعيش في رأيي حالة أشبه بضجيج الصمت الذي تحدثت عنه الراوية مثلما كنا نعيشه أيام النظام السابق . فداخل كل منا بركان يكاد أن ينفجر بينما وجوهنا تكتسي بملامح الصمت والصبر والرضا . إذ لا نملك سوي ذلك أمام من يتحكمون في مصائرنا اليوم مثلما كانوا يتحكمون في مصائرنا بالأمس . الفارق فقط هو اختلاف الأسماء والوجوه . ألستم معي أنه كفانا كذبا وكفانا لفا ودورانا وكفانا هؤلاء الذين ظلوا يمشونا علي مزاجهم وكفانا هؤلاء الذين لا هم لهم إلا أن يشربونا الأفكار كما أننا سئمنا من يقول أنه يعرف ونحن لا نعرف كما سئمنا يجب أن وسئمنا لازم وسئمنا الفوقية وكل من يتحدث معنا من فوق . فعلي الجميع أن يدركوا أننا كبرنا وانفطمنا عن وصايتهم وليس لنا إلا أن نختار بأنفسنا مصائرنا . إنها أحلام وأماني أتمني أن تتحقق علي أر ض الواقع . ليس بموجات متتالية من الثورة كما يردد البعض وقد علمت أنهم يستعدون ويجهزون من الآن لموجة عارمة من الاحتجاج والتظاهر في الذكري الأولي للثورة . وإنما بأن يؤمن كل منا أنه ليس من حق أحد مهما كان يختار لنا . لا حزب وطني ولا إخوان ولا سلفيين ولا غيرهم ممن يضعون أنفسهم أوصياء علينا . فقد مضي زمن اخترنا لك الذي كنا نشاهده يوم السبت من كل أسبوع علي القناة الأولي بالتليفزيون المصري . تحية للدكتور طارق أمين علي روايته الجديدة وتحية لبطلة وائل الذي فجر ضجيجه من داخله من صمت إلي سلوك إيجابي يثبت للعالم أن المصري يملك حاضره ومستقبله ويملك أن يختار مصيره . فقط بشرط أن يتركه الأوصياء في حاله .