تصفير حاد، وطرق متتابع بالحجارة على أعمدة الإنارة، «بلطجية الحزب الوطنى جم»، «حد يبلغ الإذاعة بسرعة». لا تمر سوى لحظات لتتواصل النداءات للشباب المعتصم بميدان التحرير للتحرك إلى أحد مداخل الميدان تحسبا لأى هجوم من البلطجية. «ارجعوا يا جماعة بقى»، «دى مؤامرة عشان يمشونا من الميدان» يهتف بعض الشباب القريب من موقع الحدث، ليرد آخر «اللى هناك أبدى مننا». يقطع صوت الضجيج عبارة حادة لصوت نسائى «أنا واحدة بمثل الشعب المصرى وماليش علاقة بأى جماعة». «يظهر إن الرئيس خلاص ما عدش لاقى وسيلة مع الشعب إلا استفزازه لإيجاد مشاجرات مع الجيش»، قالتها سهام توفيق عبدالرءوف بصوت جهورى أمام الشباب، الذى شكل حاجزا أمام أحد مداخل الميدان، وأكملت تحميسها للشباب قائلة: «أنا واثقة إن مافيش حد من الجيش هيضرب طلقة واحدة على أى مواطن مصرى». عبدالرءوف، مدرسة تاريخ وجغرافيا بإحدى المدارس الحكومية، قامت بطلب إجازة من المدرسة التى تعمل بها، وتركت طفليها مع والدتها فى كفر الشيخ، وجاءت لتقيم فى ميدان التحرير منذ اليوم الأول لبدء أيام الغضب. «أنا مقيمة فى التحرير وهموت فيه.. مش عايزين نعيش جبناء تانى». تكمل عبدالرءوف خطابها الحماسى فى وجه الشباب «نلتزم الصمت لو أى حد حاول يستفزنا، خلاص إحنا عارفين هدفنا إيه». ينتهى المشهد هناك بعد تأكد الشباب من عدم وجود أى بلطجية، ليتكرر أمام مداخل أخرى، فيما يصطف مئات من المواطنين أمام كوبرى قصر النيل فى طابور طويل منتظرين اللحاق بالمعتصمين، يستقبلهم أعضاء اللجان الشعبية بالهتاف «أهلا وسهلا بالكرام شرفتونا.. نورتونا»، «أهم أهم المصريين أهم».